تهنئة العيد ليس هكذا يا حكومة

للصائم فرحتان فرحة عند الإفطار وفرحة عن لقاء ربه .. حديثنا عن الفرحة الأولى المتمثلة  في عيد الفطر المبارك التي تلتئم فيها شمل الأسر و العوائل يتبادلون التحايا و التهاني  كما يتم منح الصغار من الجنسين  مبالغ مالية تسمى عيديه  فرحة العيد في حضرموت وبقية المناطق الأخرى ضمن حدود الجمهورية اليمنية  لم تكتمل ولم تكن بسبب المنغصات اليومية من اختناقات في الكهرباء والوقود ( بترول – ديزل – قاز ) لان هذه أصبحت من العادات المألوفة بل إن بعض المرضى يستخدم توزيع تلك المواد وانطفاء الكهرباء وعودتها ساعة توقيت لاستخدام أدوية لاسيما المضادات الحيوية ولكن تنغيص فرحة العيد  بسبب ما أقدمت عليه حكومة الأزمات من رفع تسعيرة المشتقات النفطية في لحظة حرجة بعد أن أوجدت مقدمات في غاية السذاجة  لكي يقبل المستهلك بالمادة بأي سعر كان .

أوضاع سكانية حرجة وبرامج حكومية فاشلة 

المتتبع لبرنامج الحكومة منذ عام 1995م فقد وضعت  برامج التكيف الهيكلي والتي تعني الاندماج في الاقتصاد العالمي والنمو السريع للمكونات الاقتصادية  وضعت الخطط والبرامج الجزئية اعتمد  في  تنفيذ تلك البرامج والخطط  على توصيات البنك الدولي التي تركز على تخفيض العملة ورفع الدعم عن الخدمات وبالتالي رفع الأسعار وهذه عملية ضرورية لكي يستقر الاقتصاد وسينعم المواطن بالخير هكذا يقول البنك الدولي وبالمناسبة البنك الدولي لم يدخل دولة إلاّ ودمر اقتصادها مثل البرازيل المكسيك الأرجنتين ولكن الماليزيون بقيادة محضار محمد رفضوا توصيات البنك الدولي واعتمدوا على إدارة مواردهم بطريقة سليمة بدلا من قروضه كما إن كوريا الجنوبية تعثرت بسبب برامج البنك الدولي ولم تقفز اقتصاديا إلاّ بعد أن حدث طلاق بين اقتصادها والبنك الدولي  ، انظروا حال تلك البلدان هذا من باب المقابلة 

  مضت عشرون عاما النتيجة صفر الحياة تدهورت الإنتاج القومي لم يتعدّ 51  مليار دولار عدد الفقراء زاد ووصلت نسبة   الفقر المتعدد الأبعاد إلى  52,5 % , أما من يعيشون بـ 1,25 دولار في اليوم بلغت نسبتهم 35 %  الأوضاع الصحية والتعليمية في غاية التدني بسبب ضعف الإنفاق الحكومي الذي لم يتجاوز 1,3%  للصحة    الأطفال ناقصو الوزن 44% نسبة الإلمام بالقراءة والكتابة 63,9 % من إجمالي السكان نسبة التسرب من التعليم الأساسي بلغت  40,5 %  أما  خدمة الدين الخارجي من الناتج الإجمالي وصلت إلى 2,5%  أما الإنفاق العسكري فلا توجد بيانات بسبب غياب الشفافية. أما البطالة لا توجد بيانات منشورة محليا  ولكن بيانات الأمم المتحدة تبين إن نسبة العاملين من السكان 50% وهذا يعني إن نسبة البطالة 50% ويعزز هذه الفرضية بطالة الشباب وهم الفئة العمرية ( 15- 24 سنة )  بلغت نسبة  التعطل فيهم ( 23% ) اما بطالة  حملة الشهادات الجامعية فقد زاد  عددهم على نصف مليون نسمة أما عمالة الأطفال فقد تجاوزت 23% . وفي الجانب الأخر الرضاء بالحياة فقد بلغت نسبة  الراضون بالحياة 32,3%  إما عدم الشعور بالأمان فقد بلغت نسبتهم 67%  من الذين شملهم الاستطلاع (  راجع تقرير التنمية البشرية لعام 2013م ).

نقولها صراحة أن  برامج الحكومة  منذ تلك المدة وحتى الوقت الحاضر والتي أطلق عليها بالتكيف الهيكلي  هي السبب في الوصول إلى هذه الأوضاع بل حولت كل شي إلى هياكل عظمية فشلت في الاندماج في الاقتصاد العالمي فشلت في السير في العولمة فشلت في حل معظم قضايا السكان ولكنها نجحت في إغراق البلاد بقروض البنك الدولي  ومد يد التسول ونشر الفساد وإغلاق أبواب السجون والمحاكم أمام  الفاسدين والمجرمين كما نجحت في تدمير الهياكل الاقتصادية والأوضاع البيئية ونشر مرض السرطان والفشل الكلوي في مناطق استخراج النفط وخاصة في ساه ,  البرامج الفاشلة هي التي  أوصلت الجمهورية اليمنية إلى المرتبة 160 في سلم التنمية البشرية المكون من 170 مرتبة ولم يأتي خلفها إلا  رواندا ومالاوي وبنين والصومال ليس هذا فحسب بل إن البرامج الغير واقعية وضعف التخطيط السكاني من العوامل التي أسهمت في زيادة المشكلات وستزيدها مستقبلا لأنها لم تستفيد من خلق نوافذ سكانية وكانت الفرصة متاحة أمامها اليوم كل المكونات الاقتصادية في مرتبة متدنية ويقابل ذلك أوضاع سكانية حرجة   اليوم النمو  السكاني من أعلى المعدلات في العالم   3% الخصوبة البشرية (5 أطفال )  للمرأة  سنوات التضاعف للسكان 25 سنة وهذا يعني إن السكان عام 2034 م سيتجاوز عددهم خمسون  مليون نسمة ويعيش  32% منهم فوق أراضي متدهورة . إما  الأرض الزراعية فقد تراجعت إلى حوالي 44%  أما الموارد المياه فحدث ولا حرج بسبب الجفاف والإدارة السيئة للموارد المائية  و  ( راجع تقرير التنمية البشرية لعام 2013م )

فتح السجون بدلا من رفع التسعيرة

ما أقدمت عليه الحكومة من رفع أسعار المشتقات النفطية لرفد الميزانية التشغيلية لسداد رواتب وسفريات وتوفير مواد إعاشة هو انتحار سياسي واقتصادي  مثل المستجير من الرمضاء بالنار وبالحضرمي يغطي وجهه ويكشف دبره  ولن يؤدي إلاّ  إلى مزيد من المشاكل هو قرار خاطئ في الوقت الخطأ خطوات الحكومة ينبغي إن تتجه نحو محاربة الفساد ينبغي إلقاء القبض على المفسدون في الأرض وإنزال أقصى العقوبة بهم . عندما احتج الشباب وبدئت إرهاصات ثورتهم  ركبوا الموجه وحولوها إلى أزمة  اعتلوا المنصة  تحدثوا عن الفساد قدموا وصفات لعلاج كل شيئ البطالة الفقر  الجفاف  البلهارسيا الايدز الكهربا الوقود  أين تلك البرامج أين الشعارات التي كانت في كل جمعة . ماذا نقول لهم إلاّ بما جاء في  الحديث الشريف  من صفات المنافق  إذا حدث كذب  وإذا وعد خلف  فهل يصلح المنافق في حل  مشاكل الأمة سؤال بحاجة إلى جواب.

إن الذي ينبغي قوله على الحكومة أن تعيد حساباتها وإلغاء قرارها وإلاّ ستواجه مشاكل من جوانب كثيرة ولعل أولها ثورة شعبية عارمة وقد تتطور إلى حمل السلاح وهناك بيئات حاضنه لهم وهذه المرة سيخرجونكم من مخبئكم وليس كما قولكم الذي هو طريق للسلطة .

رسائل هامة

إلى من يهمه أمر حضرموت : حضرموت حضارة وتاريخ  لم تعرف الأزمات في كل مكوناتها إلاّ في الزمن الحاضر لماذا نتحمل أوزار قوم بعيدين عن الحضارة بعد توقف الزمن بهم لقد حان الوقت لترتيب البيت الحضرمي لنستعيد ماضينا المشرق.

 بقلم : الدكتور : رزق سعد الله بخيت الجابري

أستاذ جامعي وباحث في قضايا السكان والتنمية

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص