النصر القادم من غزة

كنا نعتقد أن غزة وكل فلسطين في إنتظار المدد القادم لهم من باقي الشعوب الإسلامية ، وأن غزة المحاصرة لن تقوى على فعل شيء ..! وإذا بنا مع مر السنون نكتشف إننا محتلون من بني جلدتنا ومحاصرون من خورنا وخائفون من عدو من ورق..

حوربت غزة مراراً وتكراراً ليس لكسر المقاومة وتركيعها بشكل مباشر ولكنها حرب للفت في عضد شعب حاضن للمقاومة .. فلامقاومة ولاجهاد دون حاضنة شعبية وهو الأمر الذي جعل الرسول صلى الله عليه وسلم يصبر على أذى المشركين في مكة وهم يعذبون المسلمين ويقتلونهم ولايملك إلاّ أن يقول لهم صبراً فإن موعدكم الجنة.. غير أن الأمر تغير في المدينة بعد أن وجدت الحاضنة الشعبية وأصبح هناك شعب يصبر على الحصار والجوع في سبيل نصرة مايعتقد..

وقد غاب هذا المفهوم عن كثير ممن امتهن الجهاد وآمن به حلاً وحيداً فكانت النتيجة ان وجد مقاتلون ليس بينهم وبين الناس رابط إجتماعي ولاعلاقة أكثر من علاقة حاكم ومحكوم تنتهي عند انسحاب آخر مقاتل .. وهو مايفسر سرعة خسارة المدن التي يسيطرون عليها بنفس السرعة التي استولوا عليها.

ان سر قوة غزة ومجاهديها لايقتصر على الإعداد المسبق وصناعة الصواريخ وطائرات بدون طيار وإنما هو في شعب قارب تعداده المليوني مجاهد نساؤهم كرجالهم في البأس والتحمل وحب المجاهدين من ابطال المقاومة فكانت النتيجة أن سمعنا وسمع العالم كله عبر قناة الجزيرة

كلمات أطلقتها مواطنة غزاوية من على أنقاض منزلها المدمر جراء القصف الصهيوني قائلةً " الإسلام بيكبر مابيصغرش .." هذا الأمل والتفاؤل لهذه المرأة تطلقه من على أنقاض بيت هدم ومع هذا فالأمل عندها كبير في الله وقراءتها للواقع دقيقة ومانعيشه ويعيشه الإسلام والمسلمين اليوم أشبه مايكون لحصار الأحزاب للمدينة .. والذي شهد المسلمون قبله بضع جولات من النصر في بدر وغيرها من السرايا التي انتصر فيها المسلمون فذاقوا حلاوة مؤقته لحقها هزيمة احد وحصار المدينة .. وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يبشرهم بفتح صنعاء وبلاد فارس وهم لايجدون منفذاً للخروج من المدينة وبلغ بهم الخوف ان احدهم لايأمن على نفسه لقضاء حاجته ومع هذا ومن بين الحصار ورغم الجوع جاءت البشرى بالنصر.

شعب غزة تربى على موائد القرآن وعلى دروس التضحية والجهاد .. وهذا كله سببه بعد فضل الله حكمة الحركة الإسلامية حماس في تركيزها على الثوابت وتركها لما اختلف فيه .. فلم تشغل الشعب بحرمة الإسبال ولم تمنع صوالين الحلاقة من حلق اللحى ولم تفرض تغطية الوجه على النساء ولم تفرض لبساً معيناً على الناس بل ركزوا على ثوابت الأمة وركزوا على توحيد الجميع على هدف واحد هو تحرير الأمة من الاحتلال اليهودي لفلسطين وإستعادة المسجد الأقصى وفي نفس الوقت غرس حب الإسلام والعمل في سبيل تحكيم شرع الله وليس ترسيخ مذهب بعينه يحرمون ماحرم هذا المذهب ويحلون ما احل فكل ما وجد الخلاف فيه رفع الحرج عنه ولنعمل في ما اتفق عليه وليعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه ..

وحتى الملتقى في ساحات المسجد الأقصى أترككم في حفظ الله.

بقلم : ابو همام – جمعان بن سعد

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص