حضرموت اليوم / العربية.نت
تحولت مساجد سوريا إلى أماكن معتادة لإقامة
صلاة الجنازة وللتعرف على جثث قتلى الثورة، أمام آلة القتل الوحشية التي يعتمدها
النظام.
وفي التريمسة التي شهدت مجزرة رهيبة تتساوى
بشاعتها مع مجزرة الحولة، تجمعت عشرات الجثث في مسجد القرية، حتى يتعرف عليها
الأهل. وسط مشاهد مخيفة، لأطفال يتحسسون مواقع الأقدام بين الجثث، بحسب ما كشفت
عنه مقاطع فيديو.
وقال نشط محلي يدعى أحمد لوكالة "رويترز"
إن هناك 60 جثة بالمسجد تم التعرف على 20 منها. وأضاف "هناك جثث أخرى في
الحقول وجثث في الأنهار وفي المنازل.
وأظهر مقطع نشر على الإنترنت جثث 15 شابا
مغطاة بالدماء، وكان معظمهم يرتدون قمصانا وسراويل من الجينز، ولم يظهر في اللقطات
نساء أو أطفال.
وأظهرت لقطات فيديو أخرى صفوفا من الجثث
ملفوفة في أغطية وأكفان والدم يسيل من بعضها، ورفع رجل غطاء ليكشف عن جثة متفحمة،
ووضع رجال الجثث في خندق لدفنها.
وجرى تجميع الجثث وتجهيزها للدفن في مسجد
مملوء بنساء منتحبات ورجال مذهولين، وسار أطفال بحذر شديد بين الجثث التي ملأت
الأرضية.
تطهير عرقي
وقال مجلس قيادة الثورة في حماة إن ما حدث
في التريمسة حالة تطهير عرقي، حيث تقع القرية السنية في أرض زراعية مستوية. وعزلت
حواجز يقيمها الجيش على الطرق القرية على مدى ستة أشهر.
والقرية محاطة بستة قرى يسكنها علويون على
قمم تلال، وقال مجلس قيادة الثورة إن الشبيحة الذين نفذوا عملية التطهير جاءوا من
هذه القرى.
وقال تقرير إن 200 حافلة وشاحنات تابعة
للجيش ودبابات وعربات مدرعة أخرى حاصرت البلدة في الصباح وشوهدت خمس طائرات
هليكوبتر عند بدء القصف.
وهرع مسلحو المعارضة من المناطق القريبة
للدفاع عن القرية واستمرت المعركة التي نشبت سبع ساعات. وبعد أن هدأ القتال جرى
انتشال 150 جثة على الأقل من بين الأنقاض ومن المزارع المحيطة ومن نهر العاصي.
وقال التقرير إن 40 شخصا أعدموا بدون محاكمة
في حين أحرقت 30 جثة لدرجة يصعب معها التعرف على أصحابها، وأضاف أن أفراد ثلاث
عائلات عذبوا حتى الموت.
وقبل ذلك بأسبوعين أنكرت الحكومة السورية
المسؤولية عن مذبحة قتل فيها 108 من الرجال والنساء والأطفال في بلدة الحولة في 25
مايو/أيار، وأفاد تقرير للأمم المتحدة أن غالبية القتلى أعدموا.
المراقبون يصلون
التريمسة
ومن جهة ثانية، قال مراسل "العربية"
في سوريا، إن المراقبين الدوليين وصلوا إلى قرية التريمسة بوسط البلاد لمعاينة
أماكن القصف، وذلك بعد يومين من إعلان نشطاء أن نحو 220 شخصاً قتلوا في قصف شنته
طائرات هليكوبتر حربية والشبيحة الموالون للنظام الحاكم.
وتأتي زيارة المراقبين للقرية بعدما تم
إبلاغ الأمم المتحدة أمس بوقف إطلاق النار في التريمسة، لذا أرسلت دورية في مهمة
استطلاع وتقييم للوضع، وتضم الدورية خبراء مدنيين وعسكريين، حسبما جاء على لسان
سوزان غوشة المتحدثة باسم بعثة المراقبين الدوليين في دمشق.