يتوارد إلى ذهن جميع الناس أسئلة كثيرة عن الأسباب التي أدت إلى الواقع المتردي لهم وكيف يمكن أن يحسنوا من واقعهم .. فترى جهود كبيرة تبذل من قبل الدولة ومنظمات المجتمع المدني وكثير من رجال الخير ومن يهمهم إصلاح أوضاع العباد والبلاد .. جهود متنوعة لمحاربة أوجه الخلل والفساد ومحاولات جبارة لإنهاء حالات الاقتتال والتناحر .. والأمر يزداد سوءاً عاماً بعد عام .. فلا تقع عينك على أي نشرة للأخبار مرئية أو مسموعة أو مقروءة إلاّ وفيها ( قتل ، تفجير ، اختتطاف .... ) .. فما المخرج إذا ؟
إن واقعنا اليوم هو نتاج طبيعي لطريقة تفكيرنا .. وطبيعة نظرتنا للحياة ، فما يفكر فيه الناس هو الذي سيكون مستقبلهم ، وإن وسائل الإعلام المختلفة والمتحدثين من مسؤولين وإعلاميين شكلوا عقول الناس ، فأصبح الناس لا يفكرون إلا في مشاكلهم والمؤامرات التي تدار حولهم وتوقعهم لأفعال الأعداء المفترضين . فكثر المتشائمون و سهل انتشار الإشاعات السيئة مثل ستكون هناك أزمة .. وحصلت بالفعل .. سيتفجر الوضع وقد حصل .. سترتفع الأسعار وهاهم الناس يكتوون بها ..
إن الحل هو أن تكون العقول مليئة بالتفاؤل والأمل والسلام .. وبقدر تغيير النفوس والعقول يتغير الواقع .. قال تعالى : (( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم )) .
وإن من سبل تغيير أنفس الناس وعقولهم .. تغيير أساليب تلقيهم ومنها وسائل الإعلام بأن تكون وسائل توعية إيجابية تبشر ولا تنفر .. تركز على الأخبار الإيجابية .. تبعث الأمل .. تتحدث عن الحلول لا عن المشاكل .. حتى تسود لغة التفاؤل ، وسيصبح حديث المجالس الأخبار الطيبة ، و سيستبشر الناس الخير وستتغير نظرتهم لواقعهم وسينخفض مستوى القلق والخوف ، وبدلا من اختلاق الأزمات سيفكرون بالبناء والتعليم والثقافة وتشييد وطن يسعدون فيه .
بقلم : سالم باشعيب
Salimbashaib@gmail.com