دائماً ما يعرف في كل مكان .. أن أي مسيرة أو مظاهرة ينادي أصحابها بحبهم وولائهم للوطن ، من البديهي أن يرفع أصحابها أعلام ذلك الوطن بكثافة أكثر من أي شعارات أخرى، أما إذا خرجت تلك المسيرات ترفع شعارات مكثفة خاصة بهذه الفئة أو تلك ، فهذا أمر مثير للاستغراب!! . - خرجت مسيرة حاشدة للحوثيين تنادي بأهداف - لا خلاف عليها - ، ويقول أصحابها بأنها سلمية وأهدافها { المطالبة بتنفيذ مخرجات الحوار + إسقاط الحكومة الفاشلة + ومطالبتها بالتراجع عن الجرعة الأخيرة } لله دركم .. كلام لا خلاف عليه ، ثم حمل أصحابها شعارات فئوية أكثر من الشعارات والأعلام الوطنية. - بالمقابل خرجت بعدها مسيرة حاشدة أيضاً ، حمل أصحابها أعلام الوطن في كل متر مربع وهذا بلا شك أمر يليق بالأهداف الوطنية التي تنادي بها هذه المسيرة ، وكذا صورة الرئيس اليمني ، ورفعت أيضاً شعارات طغت على كل الشعارات ، تطالب من خلالها بالاصطفاف الوطني + ترك الفرقة + لا للعنف نعم للسلم الاجتماعي .
ومن خلال المتابعة لما يجري نطرح هذه التساؤلات : 1- حمل السلاح في مسيرة يقول أصحابها بأنها سلمية ، هل هي ظاهرة حضارية من طراز جديد ؟!، وهل بالسلاح ستتحقق هذه الأهداف الشريفة النبيلة ؟ ، أم أن هناك أهدافاً مبطنة ؟! . 2- يقول أصحاب المسيرة الثانية أما المعالجات الاقتصادية رغم من أنها قاسية على كاهل الشعب اليمني ، إلاّ أنها ضرورة حتمية لإنقاذ البلد بشهادة الجهات الراعية سواءً العربية منها أو الدولية نتيجة للتركة الخبيثة التي خلفها المخلوع ، والذي لم يتكلم عنه أصحاب المسيرة الأولى ولا عن الجرعات السابقة. 3- يرد البعض على أصحاب المسيرة الثانية قائلين: فرضاً أن الجرعة أمر حتمي ، ولكن أليس الأولى أن ترافق هذه الجرعة تصحيحاً من خلال دق باب الفساد ، وتقليل نفقات كبار القوم ؟! وإلاّ فالجرعة سياسية وليس ببلاد الحكمة الإيمان . 4- أليس الأحرى بمن ينادي بحبه للوطن ووحدته أن يرفع أعلام هذا الوطن بشكل يليق بهذا الحب ، وأن لا صوت يعلو فوق هذا العلم ؟! . 5- ظهرت أصوات ولو أن بعضها مخفية ، تناصر المسيرة الأولى .. السؤال الأهم : لماذا لا يعلن هؤلاء وبكل شفافية وشجاعة هذه المناصرة وأمام الملأ ؟!. 6- ما الهدف من رفع الشعارات التقليدية بشكل ملفت في مسيرة تطالب بإسقاط الحكومة و المطالبة بتجنب الشعب المخاطر الاقتصادية ؟! .. أليس الأولى أن ُترفع هذه الشعارات أمام السفارة المعنية حتى تحقق أهدافها السامية والمهام .. شتان بين مناضلين ومناضلين شتان .. مناضلون ثاروا قبل ثلاث سنوات في طول اليمن وعرضها ، وبكل طوائف الشعب .. اعتصموا في ساحات النضال تحت مظلة علم الوطن وبكل ما تحمله كلمة ( السلمية ) من معنى .. حاموا على النظام الجمهوري ووحدة الشعب .. طالبوا بإبعاد النظام الفاسد الظالم { المجمع عليه } .. قابلهم ذلك النظام بالرصاص الحي وسالت دماء .. وقتل الشباب ويا للعار حتى النساء .. ومن أجل المصلحة جاءت مبادرة الأصدقاء والأشقاء .. فاستجاب الثوار حقناً للدماء . وهناك مناضلون ثاروا اليوم بعد غفلة منام .. أعلن الشفقة على الشعب ذاك الإمام .. وقيل لهم أصبتم بالوفاء والتمام .. لكن أين هذا النضال قبل أعوام ؟! .. و اعتصموا بسلاحهم وقالوا نحن دعاة سلام !! .. ورفعوا شعارات ليس لها علاقة بالمقام .. وقطعوا الطرق وحاصروا وقالوا لسنا ضد الأمن العام .. ورغم كل هذا قوبلوا بالورود والحمام .. والمناصرة والتحية والوئام .. دون حياء من قبل كبار ذاك النظام .. وقابلتها حماقة وهمجية لثوار زمان .. واختتمها الجندي حين أعلن حقيقة رأس الهام .. وقالوا بعزِّة السيد لا نريد إلاّ الأمن والوئام .. سلمية بالآلي ما تعرف التفاهم ولا لغة الحمام .. تعصب للفئة ولا صوت بعلو فوق الإمام .. حوارهم بيزنطي ونقض لعهد الأقلام .. الموت لأمريكا شعار كشفته الأيام .. أما السفارة فلها التحية والود والاحترام .. نضال مُبهم يبغاله مترجم أو كوفي عنان .. أليست هذه مفارقات تجعل الحليم حيران ؟!.. ما هكذا تورد الإبل يا أحفاد طه خير الأنام !!! ... بقلم : الاستاذ : سعيد جمعان بن زيلع