من يدق طبول الحرب لن يرقص على وقعها سيكون أول المحترقين بحمم لهبها.
هكذا تقول أساطير الحروب وقوانينها.
إنها الحرب.
وما الحرب إلا ماعلمتم وذقتُمُ.
على صفحات فيس بوك ، وفي تغريدات تويتر ، وفي رسائل وتس آب ينفخ المئات في موقد جمرات الحرب ، يأججون نيرانها ،ويشعلون حممها وينادون الأطراف للحسم. ويتهمونهم بضعف قراراتهم وركاكة مستواهم ويستعجلونهم لخوض معركة فاصلة.
ليتهم يعرفون ما الحرب؟! وبأي لسان تنطق؟!
فوهة بركان لوفتحت لأتت على الجميع ولن يسلم منها متفرج ، وحفرة من نار تلظى وقودها الأطفال والنساء، وبحر لجيّ يغشاه موج من فوقه موج من فوقه سحاب ظلمات بعضها فوق بعض.
إنها الحرب التي يرجون وبها يستخفّون آلاف القتلى والآف الجرحى ، جبهات شرهة تتغذى ، ومستشفيات نشطة تأوي الأفواج القادمة من الجبهات. الآف النازحين.
إنه باب الجحيم يفتح وبحمم نيرانه يلفح .
أولئك الذين كانوا ينادون بالحرب ويطالبون بإطلاق شرارتها هاهم اليوم في عداد النازحين، وأول المختفين الفارين .
ويحكم .! ألم تكونوا أول المنادين فأين أنتم اليوم تفتقدكم الجبهات.
قالوا :بل كنا في في غفلة عن هذا.
إن من ينادي اليوم بالحرب لايعرف تبعاتها ولو رمى ببصره قليلا إلى ما يحدث في سوريا والعراق لارتد إليه بصره خاسئا وهو حسير . ولكنهم فقط يجيدون النفخ في الرماد. ولايحسنون غير الرقاد.
فحذاري من دعوة لايعرف أبعادها ومن نداء لا تحمد عقباه.
قال زهير:
وَما الحَربُ إِلّا ما عَلِمتُم وَذُقتُمُ
وَما هُوَ عَنها بِالحَديثِ المُرَجَّمِ
بقلم: الخضر بن حليس