جمال الكون بجمال من يتعايشون فيه ، فما أروع أن يكون الانسان جميلا في أقواله وأفعاله في كل حالاته، ما أجمل الأحزاب عندما تكون جميلة المواقف سواء الحاكمة أو المتفرجة ، جميلة في اتفاقها واختلافها، جميلة في سياساتها أو ثورتها .
ما أجمل الرئيس لو يعيد هيبة الدولة الضائعة من سنين مستعينا بالدعم غير المسبوق ، ما أشجعه وهو يضرب على أيدي الفاسدين والعابثين بأمن المواطن، ما أصدقه وهو ملتزم بالعهود والاتفاقيات المجمع عليها .
ما أعقل الحوثيون لو أنهم يحتكمون لصوت الاجماع الوطني، ما أسلمهم لو أنهم يسلمون كل ما بأيديهم من سلاح للدولة صاحبة الحق في امتلاكه واستخدامه ، ما أروعهم وهم يقطعون صلاتهم بطهران التي تتربص باليمن .
ما أحكم المؤتمر الشعبي العام لو يعلن تأييده الفعلي لثورة الشباب السلمية، ويبتعد عن مزالق الحوثي، ما أشجعه حينما يخلع المخلوع من رئاسته ، "ففي الخلع راحة للزعيم وإن عصى" . ما أروع المشترك وهو يعيد مجدوتألق 2006م، ما أحسنه وهو يضرب المثل في التعايش والنضال السلمي.
سيقول الحراك في الجنوب وأنا منه – أقصد الجنوب – وما لنا لا نفعل ما فعله الحوثي ، ففي أيام قلائل من التهديد خضعت له الدولة، أقول لا بالعكس فنضالكم السلمي لقضيتكم العادلة أكثر جمالا من أي تهديد أو عنف، ما أروعكم وأنتم موحدون غير متشنجين ولا مناطقيين في خطابكم، ما أحكمكم وأنتم تباركون وثيقة الحلول والضمانات للقضية الجنوبية التي خرج بها مؤتمر الحوار الوطني .
سيقول اللؤماء من الناس أنت داعشي متطرف ذكرت الجميع ولم تذكر القاعدة، إما مؤيد لها أو خائف منها ، أقول لا هذه ولا تلك، لكنهم ببساطة أوضحوا موقفهم من الجميع، وخرجوا مبكرا عن الاجماع الوطني، فهم لا يرون في بلادنا شيئا جميلا، وهذا منطق يتعذر معه الخطاب،إلا إن رجعوا للوطن .
فلكي ترى الوجود جميلا لا بد أن تكون أنت جميلا ابتداء، وهذا ما قاله في الماضي إيليا أبو ماضي "... كن جميلا ترى الوجود جميلا" .
بقلم : د.حسن عبدالله باسواد
إقليم حضرموت