هي عبادة المشتاقين إلى الأماكن المقدسة الطاهرة وفريضة العمر التي تسقط عن العبد بأدائها مرة واحدة ألا وهي حج بيت الله الحرام الذي يجني منه العباد التقى ومراقبة الله إن أديت تلك العبادة بكل اخلاص وإتقان بل والتقى بعد الحج دليل القبول قال تعالى: (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ ? قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا وَلكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) وحين أذن سيدنا إبراهيم عليه السلام في صحراء مقفرة لا يوجد فيها بشر وصل ذلك النداء المبارك إلى نسمة على مدى الأزمان والدهور فاستجابت لنداء ابراهيم عليه السلام إلى يومنا هذا، قال تعالى: (وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ) فيا من وفقه الله لحج بيت الله الحرام سواء بحج أو بعمرة ينبغي عليك قبل السفر أن تتهيأ نفسياً لحج بيته بالتخلص من كل العلائق حتى تملأ قلبك طاعة وعفواً وغفراناً، قال الامام الغزالي في كتابه إحياء علوم الدين 1 / 239 248: (إن الحج من بين أركان الاسلام ومبانيه عبادة العمر وختام الأمر وتمام الاسلام وكمال الدين، فعلى كل حاج ومعتمر أن يبدأ بالتوبة، ورد المظالم وقضاء الديون وإعداد النفقة لكل من تلزمه نفقته إلى وقت الرجوع ويرد ما عنده من الودائع، ويستصحب من المال الحلال الطيب ما يكفيه لذهابه وإيابه، كما ينبغي أن يلتمس رفيقاً صالحاً محباً للخير معيناً عليه،إن ذكر الله أعانه وإن جبن شجعه، وإن عجز قواه، وإن ضاق صدره صبره) فيا من وفق لعبادة العمر كن مستغلاً لكل أيام الحج بذكر الله وطاعته ودعك من الملهيات والتوافه فأنت في كنف الرحمن وبين رحاب مقدسة طاهرة وتذكر نعمة الله عليك بأن نلت هذه العطية بنعمة الاستطاعة فاشكره ولا تجحدن نعمته عليك، قال تعالى: (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ).
بقلم الشيخ : محمد سالم هبيص