من الأماني توحيد حضرموت أرضا وقرار

إن هم ساوموني على عزة نفسي وكرامتها لم يجدوا عندي إلاّ الإباء .. قالها الشيخ علي طنطاوي في كتاب ذكرياته ثمرات وزهرات التي جمعها الأستاذ محمد علي باحميد الجزء الثاني ص73 .

 

وقال مستطرداً يحملني على هذا ثلاث ؛ واحدة تكاد فينا معشر العرب جميعا بقيت من عهد البداوة هي الإفراط في الفردية لان كل واحد منا يشعر انه جماعة وانه أمة وحدة يريد النفع لبلدة لكن بشرط أن يجئ على يده فان جاء على يد غير نفسه ؛ تربص به العثرات والسقطات..

 

ونحن جميعا نكرة النقد ولا نصبر عليه ونضيق بالمعارضة  ولا نحتملها لذلك قلت فينا الأعمال الجماعية وان وجدت فقدت روحها وصارت مؤسسه فردية الفعل لواحد ؛ والاسم للجماعة ..

 

و في مقال للأخ منصور باوادي نشره  في موقع مراقبون برس الأربعاء  24 ديسمبر 2014م تحت عنوان الحلف والحراك : تكامل أم تنافر ..؟! قال أتفق مع كل الذين يقولون أن وحدة حضرموت هي المطلب الذي ينبغي أن تنحني أمامه كل المطالب , وأنها لن تكون قوية إلاّ إذا حافظنا على نسيجها موحداً متماسكا تحت مظلة واحدة ورئيسة ؛ هي حضرموت الأرض والكيان والقرار.. غير أن هذا المشروع يبقى داخل صندوق الأماني والتطلعات أولا , ثم هناك من يوسّع هذه المظلة لتمتد خارج حدود حضرموت , وعلى هذا فلا يوجد مشروع واحد في حضرموت أجمعت عليه حضرموت قاطبة , واحتشدت خلفه معرضة عن بقية المشاريع.. فظهور الحلف كان بمثابة المهدي المنتظر الذي يترقبه الحضارم ليرفع الراية الحضرمية المميزة عن بقية الرايات , والتي غابت عقودا , ليشكل لهم الحامل لقضيتهم ومطالبهم السياسية والحقوقية , وإن كان الجميع يتفق وإلى هذه اللحظة أن المطالب المرفوعة هي حقوقية غير سياسية0

 

 مازال الكلام للأخ منصور ؛ وفي الضفة الثانية يقف الحراك باعتباره المهيمن على الساحة والمسيطر عليها , حسب ما يعبر عنه أفراده وقادته , وممكن نعتبر هذا صحيحا إلى ما قبل الفعالية الأخير للحلف , والتي أظهرت خلاف ما كان يصرح به كثير من الحراكيين , وبالتالي أي تعكير للماء في محيطه وحرمه فإنه يشكل له هاجسا إن لم يكن خطرا.

لا ينبغي أن نشغل أنفسنا؛ هل نحن متكاملون أم متنافرون؟ فالحقوق هي من تقرر ذلك , وليس نحن , وما كان مستترا في الصدور ستلفظ به الشفاه قريبا , وعلى المتضرر اللجوء إلى تصحيح مساره وتقييم تجربته .

 

هذا حالنا بين مكونين من المكونات الفاعلة في الساحة الحضرمية فما بالك ببقية الأحزاب .. إذا مشكلتنا محددة مرض مزمن ؛ شخصه الشيخ طنطاوي ؛ والعلاج يتمثل في قبول بعضنا لبعض والابتعاد عن الأنانية المفرطة وعدم السعي لإلحاق الاذا بالآخرين كونهم شركاؤنا في الأرض والقرار ؛ ما لم فستضل من أمانينا توحيد حضرموت أرضا وقرار.

بقلم المهندس : عبدالحافظ خباه

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص