سوار الذهب لـ"المجتمع": المرأة مؤهَّلة لدور أكبر في العمل الإنساني

حضرموت اليوم /  متابعات : 

على هامش مؤتمر «دور المرأة في العمل الخيري» والذي عقد بالكويت في 15 ديسمبر الماضي، التقت «المجتمع» بالرئيس السوداني الأسبق المشير عبدالرحمن سوار الذهب، أحد قيادات العمل الخيري الإسلامي في العالم، وكان هذا الحوار:

من مشير إلى رئيس جمهورية إلى عضو في الهيئة الخيرية الإسلامية، حبذا لو تنقلون لنا تجربتكم في العمل الخيري من واقع توليكم لتلك المناصب؟

- لقد نشأت في بيئة سودانية إسلامية، حيث كانت أسرتي صاحبة رسالة في نشر كتاب الله الكريم، عن طريق المدارس القرآنية والخلوية، وما إلى ذلك، من هنا فالأحداث التي تؤثر على الاستقرار وعدم استمرار الدراسة في مدارس تحفيظ القرآن الكريم تصيبنا بالإزعاج، وأتمنى أن يعود الوئام إلى هذه الأمة العربية لأنها صاحبة رسالة.

خلال مشاركتكم في مؤتمر «دور المرأة في العمل الخيري»، كيف تقيم تجربة المرأة في العمل الإنساني؟

- لابد أن أؤكد في البداية أن دور المرأة في العمل الخيري فاعل ومؤثر، فبالبرغم من أن المرأة في العالم العربي والإسلامي تكاد أن تكون طاقة معطلة، فإنه في السنوات الأخيرة، تم فتح المجال للمرأة لكي تتعلم ولكي تتبوأ المواقع والمسؤوليات المختلفة والمتميزة في بلادها، وبعد أن أثبتت المرأة جدارتها في المناصب العامة كان ينبغي علينا أن نمنحها الفرصة لكي تتبوأ مجالاً في العمل الإنساني والخيري، فالمرأة المسلمة منذ القدم وهي تتبوأ العمل الخيري الإنساني على عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، والصحابة الكرام ومن تبعهم بإحسان.

والمرأة في تصوري تكاد تكون أكثر إنتاجاً وحرصاً من الرجل، وعلى وجه الخصوص في القضايا الإنسانية؛ لذا أرى أن هذا المؤتمر قد جاء في توقيته، لكي نؤصل هذا الدور الكبير الذي تقوم به المرأة في مجال العمل الطوعي والإنساني، ثم لندعم هذه الجهود ويجب الاعتراف بها من أجل أن تتبوأ المقعد الملائم والمناسب لها في هذا المجال.

المسلمون في ظل «الربيع العربي» منشغلون في سورية ومصر وغيرها، ونحن في مجلة «المجتمع» أتتنا رسائل من مسلمي الصين وإندونيسيا والروهينجيا، يشتكون من الظلم الواقع عليهم، فما جهودكم الإغاثية تجاه هؤلاء المسلمين؟

- الحوادث الدامية التي تقع في بلاد المسلمين، وخصوصاً في بعض المناطق العربية، قد أضعف التجاوب مع تلك البلاد؛ بسبب أن جهود المسلمين في محيط الأمة العربية توجه نحو محاولة مساعدة الشعوب المنكوبة في المنطقة سواء في سورية أو في العراق واليمن وليبيا وغيرها؛ وبالتالي ضعف الاهتمام بالمسلمين خارج نطاق العالم العربي، وهذا لا يمنع وجود اهتمام بهم ومحاولة مساعدتهم، ولكن بدرجة أقل من السابق.

بما أنكم أحد رموز العمل الخيري الإسلامي في العالم.. كيف ترون واقع الأمة الآن في الآونة الأخيرة؟

- الواقع مؤسف تماماً، فلو نظرنا لواقع العالم العربي في الوقت الراهن، سنجد كل قُطر مهتماً بنفسه، ومشغولاً بما فيه من مشكلات، فبعضهم يعاني من حروب أهلية دامية، ويجب أن تعمل الأمة على ضرورة إيقافها بشتى السبل، وبكل أسف نجد أن بعض الأصابع الخفية الخارجية هي التي تتدخل بصورة أو بأخرى، ويعترينا بعض الشكوك في مدى مصداقية تلك الدول، التي تحاول أن تحتوي المآسي داخل الدول العربية، بحيث يعود إليها الصفاء والوفاء من جديد.

بوصفكم أحد رواد العمل الإنساني والخيري، كيف ترى تكريم الكويت ممثلة في صاحب السمو كقائد إنساني من قبل الأمم المتحدة؟

- بالفعل نحن سعداء لحصول الكويت وحضرة صاحب السمو على هذا اللقب الكبير، وهو أهل لذلك؛ لما له من دور ملموس في العمل الخيري والإنساني، نظراً لدعمه الواضح والملموس للجمعيات الخيرية سواء داخل الكويت أو خارجها، فدولة الكويت من الدول الرائدة في العمل الإنساني، وتكريمها مفخرة للأمة الإسلامية جمعاء؛ لأنه لم يسبقه أحد في نيل تلك الجائزة لا في العالم العربي ولا في العالم الإسلامي.

هل من كلمة أخيرة؟

- مجلة «المجتمع» عوَّدتنا دائماً على نشر كثير من الحقائق، وكثير من المواد التي تهم القارئ العربي والإسلامي؛ ولذلك ندعو الله سبحانه وتعالى أن يكتب النجاح لهذه المجلة، ويوفق القائمين عليها؛ لكي تواصل رسالتها في كشف الحقائق وتقريب وجهات النظر بين كافة التيارات الإسلامية، وخصوصاً من يعملون في المجال الخيري الطوعي والإنساني، بحيث تكون قادرة على احتواء ما يعتري بعض المجتمعات العربية والإسلامية من مصائب وأزمات وكوارث وحروب، وما أكثرها على الساحة العربية والإسلامية، ونحن تعودنا - للأسف - أن يصاب العالم الإسلامي في كل عام ببلوى جديدة، وأتمنى على هذه المجلة الغراء أن تتبنى تلك القضايا وتضعها في سلم الأولويات، وتسعى من أجل إيقاف تلك الحروب الدامية.

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص