الملك (حودن) عفاش الحميري

ذكرت مصادر مطلعة نقلاً عن تقارير موثوقة لبعثات التنقيب عن الآثار الحميرية أثبتت فيها معلومات مقروءة عن بعض النقوش أن ملكاً حميرياً قد ظهر أو سيظهر في حقبة زمنية لاحقة، ولم تتأكد تلك القراءات باليقين القاطع فيما إذا كان قد ظهر أم لا، نظراً لاختلاف أفهام قراء النقوش وعدم اجتماعهم على دلالات محددة لكثير من رموز الكتابات الحميرية.

وخلصت تلك التقارير إلى أن الملك (حودن عفاش الحميري) يكتسب مواصفات خَلْقية وخُلُقية متميزة ونادرة، من أبرزها أن له ثلاثة رؤوس وأن كل منها يدور بسرعة تختلف عن سرعة الرؤوس الأخرى، بحيث تلتقي أحياناً (وجهاً لوجه) وتختلف أحياناً أخرى فيصبح كل منها معاكس للآخر، وحينما تتم عملية الالتقاء تتنافر تنافراً شديداً نظراً لما ترى في بعضها البعض من القبح والدمامة الخلقية، حتى يخيل إلى كل منها أنها في أجسام مختلفة ولا يربط بينها أي رابط ، أما حينما تختلف الوجوه ولم يعد يرى بعضها بعضاً فإن شوقاً وحنيناً يعتري كل منها لرؤية الآخر، وتزداد أشواق اللقاء كلما أتضح لأحدها أن وجهين قد ألتقيا بمعزل عن الثالث وهكذا دواليك.

التقارير إياها اعتمدت اعتماداً كلياً على قراءات المتخصصين في علوم الرموز الحميرية وفق دلالات ومعاني تلك الرموز ولكنها تختلف في دقة مصادر النقوش ومراحل تاريخ كل منها، بحيث تظل المعلومات في محل نظر وتأويل يحتمل عدة وجوه، ويفتح أبواب الاجتهاد والتخمين في كثير من المواضيع ذات الترابط والتشابه، وعلى أساس هذا الاختلاف فإن البعض من الخبراء يرى أن هذا الملك قد يظهر في فترة زمنية لاحقة، لأنهم توقعوا ظهوره في مرحلة حرجة من تاريخ اليمن، وقد يكون هو المنقذ الذي تظهر على يديه كثير من المعجزات التي يتوقع إنقاذ البلاد من خلال تحققها في عهده المبارك نظراً لما يتمتع به من قدرات خارقة للعادة وغير معهودة في العصر الراهن، فضلاً عن أن تكون قد سبقت في الأزمنة الغابرة.

وذهب الخبراء إلى أن مقارنة بين تلك الحقب الزمنية التي تألقت فيها الدولة الحميرية في العصور السالفة وبين مقومات الدولة الحديثة التي شهدت متغيرات وتطورات لم تشهد مثلها أي من بلدان العالم، واعتبروا ما حصل من انهيار لمؤسسات الدولة على يد جماعة مسلحة لا يساوي عددها وعتادها وحدة عسكرية واحدة في أصغر دولة من دول العالم المتحضر، كما استغربوا الحالة التي وصلت إليها البلاد في ظل صمت رهيب من قبل أجهزة الدولة ومؤسساتها المختلفة والعجز والشلل التام والهزيمة المنكرة التي لحقت بها، إلاّ أن آراء الخبراء لم تتطرق إلى ظهور الإمام المنتظر ولم يتم الربط بين ظهوره وظهور الملك (حودن عفاش الحميري) لعدم وجود دلائل ظهور الإمام المنتظر في تاريخ ونقوش الدولة الحميرية من ناحية ومن ناحية ثانية فإنهم يعتمدون على الفوارق الخلقية التي تميز كل منهما عن الآخر.

ففي عهد الملك (حودن عفاش) تظهر كثرة المال الذي تستولي عليه الحواشي المقربة منه بشكل عجيب والأعجب منه أن تسرق هذه الأموال من مال الشعب ثم تنفق في دمار الوطن وهلاك الشعب، على عكس ما كان في العهود الحميرية بحيث كانت الثروة تدفن مع أصحابها لعدم استساغت الخلف للاستيلاء عليها أو التصرف بها، وهذا ما يعرف بعفة اليد عن المال العام وهو من أبرز صفات العهود الحميرية.

للدلالة على معاني الترجمة والمصطلحات يتم البحث من خلال الكلمات التالية: اتفاكات ـــ سلب ــــ  شراخة ــــ وثنية   

انتهي

بقلم: أحمد طلاّن الحارثي

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص