بكل جرأة وتحدي أعلن الحوثيون دستوراً جديداً يرون فيه مخرجا للبلاد من أزمتها . دستوراً إنشائيا نثريا لا يبين آليات العمل به ولا كيفية تنفيذ مواده ولا شرح مفرداته .
ـ هذا الإعلان هو نبأ وفاة الجمهورية اليمنية ونعي الوحدة اليمنية , وهو ميلاد ملكية جديدة ودويلات متناثرة .
ـ هذا الإعلان فجرته طائفة تملكت بالخيانة عوامل القوة وأدوات السيطرة وحازت بالتواطؤ المشين كل أسباب التحكم وآليات التمدد . وهاهي اليوم تفتح الباب لكل من يمتلك القوة ومقومات تكوين الدولة كي يعلن غدا عن ولايته . وذلك حق مكتسب لها , فلم يعد هناك ما يبرر لأي جهة البقاء تحت مظلة قد مزق الحوثي قماشها .
ـ هذا الإعلان جاء ليخدم مخططا شاملا يدخل البلاد في تمزق وتناحر . فهم يعلمون أن شرفاء الوطن سيرفضون هذا الإعلان وسيسعون للتصدي له ولو بمواجهة مسلحة عنيفة . وسيترتب على ذلك دخول أطراف خارجية داعمة هنا وهناك وستتوسع دوائر الصراع ومربعات الشر ومثلثات الفتنة .
ـ هذا الإعلان بين أن القوة والإكراه هو منهاج الحوثي في التعامل . ودل عليه الحضور القسري لوزير الدفاع ( الصبيحي ) وبلباس مدني , وبدأ واضحا على محياه ملامح المغلوب على أمره وعدم التفاعل مع ما يدور من حوله .
ـ وأمام هذا الحدث القاهر والمخطط الخبيث لا بد من فعاليات جادة تتصدى له , وتحرك سريع حاسم شامل يقطع جبروت هذا العنكبوت السام وكل من يسانده من العقارب الظاهرة والخفية . لابد من :
ـ رفض شعبي وسياسي عارم لهذا الإعلان . ويعتبر كل من شارك فيه أو سكت عنه من المكونات السياسية مداهنا تابعا ذليلا . يجب اليوم توحد كافة الطاقات لإزهاق روح هذا المشروع ومحاصرته حتى يتلاشى ويذهب جفاء .
ـ إعلان الاستعداد الشعبي الكامل والاستنفار العسكري التام للقضاء على أي تحرك حوثي يسعى لفرض سيطرته على محافظات أخرى أو لينفذ مشروعه الطائفي على أبناء الوطن .
ـ تجاوز رهاب التخوف من آثار المواجهة ونتائج الصدام المسلح مع هذه الطائفة ومن يحركها ومن يتبعها . اليوم لم يعد هناك مجالا للتذرع بحجج سابقة , كحفظ الدماء ودرء الفتنة وافشال مخطط خارجي يسعى لاشعال حرب أهلية في البلاد . فهذه الحجج كانت مستساغة من قبل هذا , وأما بعد إعلان الحوثي الأخير فلم يعد هناك إلا مبدأ " قربا مربط النعامة مني " , ومنهاج " ولست أبالي حين أقتل مسلما " , ودرب " وما نيل المطالب بالتمني " .
ـ اشعار الحوثي ومن معه أننا جميعا خصم له ولا نتلقى منه قرارات ولا نجلس له في حوارات ولا نعقد معه اتفاقات . فهو من أجل أهدافه لا يهتم بحياة مواطن ولا بمكتسبات وطن . ولا يحفظ عهدا ولا يقيم للاخلاقيات الحكيمة وزنا ويجاهر بمشروعه التدميري متحديا كل مكونات الوطن وأبناءه الكرام . اليوم فليطلقها الكل صرخة صادقة تفوق صرخته الكاذبة .. الموت للطائفية والإمامية .. الموت لحكم الأسرة والعائلة .. الموت لرعاة الفتن والحروب .
ـ قد يكون هذا الاعلان يسير وفق ماهو مخطط له . إما بتحقيق الحرب الحالقة الشاملة بين الجميع , وخاصة إذا قرأنا وجود قوات أجنبية في مياهنا لدعم جهة , وتدفق اسلحة على حدودنا البرية لدعم جهة أخرى . وإما أنه يختتم مهمة الحوثي بقيام ثورة عارمة ضده , ويهيء المسرح لممثل " دوبلير " أخر يكمل المهمة المخطط لها بإحكام سابقا .
بقلم : ابو الحسنيين محسن معيض