يستغرب الكثير من عامة الناس من التلبية السريعة للدول الاقليمية والمجاورة لليمن لتنديد ودعوة الرئيس اليمني للتدخل السريع لحل الازمة باليمن ، فتحركت الاساطيل الجوية منها والبحرية صوب اليمن وضربت معاقل الحوثيين والمخلوع صالح في خطوة يراها الكثير من المحللين انها متأخرة جاءت بعد تمكن الحوثيين من السيطرة على معظم اجزاء اليمن وأهم مرتكزاته وهي العاصمة اليمنية صنعاء والمحافظات الاكثر سكانا في شمال اليمن .
واقع اليمن الجغرافي المهم والاستراتيجي يجعل منه اليوم ساحة صراع محلي ودولي، ويجعل من الجهة المسيطرة لاعباً أساسياً في المنطقة ويكشف للمتابع انه هو الهدف من تحقيق هذا التعاون الدولي وتشكيل تحالف خليجي لضرب الحوثيين والتدخل في اليمن بـ"عاصفة الحزم" وهو احد الخيارين والذي احلاهما مٌر لليمنيين إما بقاء الحوثيين بالتمدد بمساعدة المخلوع مما يزيد من معاناة الشعب اليمني وتهمشيه والقضاء عليه وإما طلب وتأييد الخارج للقضاء على من هم سبب في الصراعات الغير موزونة بين الشعب اليمني فاختير الاستنجاد للخارج للقضاء على المعرقلين في الداخل فهبة عاصفة الحزم بتحالف دولي واقليمي تهدف لتامين اراضيها سياسيا واقتصاديا واستراتيجية اكثر ان تكون أنسانية والا لماذا هذا التوقيت .
فبوصول الحوثيين وتمددهم الى الجنوب يعني سيطرتهم على أهم جهتين مائيتين بحر العرب وخليج عدن من الجنوب، والبحر الأحمر وباب المندب من الغرب والذي يعتبرهذا المضيق أحد المضائق المائية المهمة باعتباره عنق الزجاجة بالنسبة للبحر الأحمر، والذي يتحكم بالطرق التجارية بين الشرق والغرب اهم المواقع البحرية على الشريط الساحلي للبحر الاحمر وهو من أهم الممرات المائية في العالم، وتعبره حوالي 4 ملايين برميل يوميا من النفط الي اوروبا والولايات المتحدة واسيا.
وأن إغلاق باب المندب سيؤدي بدوره إلى إغلاق قناة السويس المصرية وخط أنابيب سوميد الذي يصل إلي البحر المتوسط وينقل إمدادات من النفط إلي جنوب أوروبا ،هذه الخصائص جعلت العاصفة تعصف من الخليج والدول الاخرى حيث تصدر هذا الموقع الاستراتيجي المرتبة الثالثة عالمياً بعد مضيق هرمز، ومضيق ملقا من حيث كمية النفط التي تعبره يومياً، مما زاد أهميته الإستراتيجية وزاد من قيمته الاقتصادية ،وإن التخوف من النفوذ الايراني في البحر الاحمر جاء ايضاً بهذه الخطوة الاستباقية في حين ان الحوثيين ليس لديهم القدرات البحرية او الرغبة في الاستهداف البحري بل هم يطمحون بنشر معتقداتهم وما يؤمنون به .