صدقت يا حبيبي يا رسول الله حينما قلت : " إذا هلك كسرى فلا كسرى بعده وإذا هلك قيصر فلا قيصر بعده والذي نفسي بيده لتنفقن كنوزهما في سبيل الله" [ حديث حسن صحيح، أخرجه البخاري و مسلم ]. دلت الوقائع التاريخية مصداقاً لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم أنه لم يوجد كسرى بعد الذي كان على عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ممن استقرّ له الحكم، واكتملت له السيادة على الأراضي التي كان يحكمها كسرى الأول، بل كانت فتراتهم متفاوتة القصر، محدودة المدة، بسيطة الأمد. ولعمري فإن هذه دلالة قاطعة على معجزة من معجزات النبوة وهي الإخبار بالغيب، ( فأي دليل أعظم من هذا الدليل على أن النبي صلى الله عليه وسلم يحدث بالوحي الذي لا يعلمه إلا الله، فإنه لم يكن يتصور أحد أن دولة الأكاسرة التي استمرت نحو ألف عام أن يكون سقوطها وزوالها بأيدي المسلمين، وأن الأكاسرة لا يستطيعون، وإلى قيام الساعة أن يعيدوا ملكهم مرة ثانية ). ومن المعلوم أن " َكِسْرَى لَمَّا أَتَاهُ كِتَابُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَزَّقَهُ , فَدَعَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُمَزَّقَ مُلْكُهُ كُلَّ مُمَزَّقٍ , فَكَانَ كَذَلِكَ "، والواقع الفعلي يدل على أن مُلك الرافضة المشركين بالله في انهيار متسارع، وتردٍّ سريع وتمزق شنيع وإلى زوال قريب بإذن الله ولله الحمد والمنة. لا نبالغ إذا قلنا إننا اليوم أمام نصر ناجز ـ بإذن الله تعالى ـ لأهل السنة والجماعة ضد أباطيل الرافضة، وإن الله عز وجل قد سخر دولاً وأخذ بنواصي حكامها لتبيد الباطل الذي فشا في أرض اليمن، أرض الإيمان والحكمة، بعد أن سِيم الناس ألوان العذاب على أيدي الحوثيين المجرمين، فدُمرت المساجد ودور القرآن، وفجرت المؤسسات ومصالح المسلمين، وقتلت الأنفس ظلماً وعدواناً تحت النكال والتعذيب، وتتابعت الآهات، وتواردت الآلام تلو الآلام. تنادى أصحاب الضمائر الحية من كل مكان، وارتفعت الأصوات بالخطر الداهم للحوثيين وكلاء الشيعة وإيران، واستنكر الجميع الصمت المُطبق والسكوت المحير عن أفاعيل جماعة لا خلاق لها وهم يفعلون في بلد الإيمان والحكمة الأفاعيل، ومما كان مؤكداً أنهم سيتمددون نحو المملكة العربية السعودية أرض الحرمين وقبلة المسلمين. وبحمد الله لم ننظر كثيراً حتى رأينا بشائر الفرج تلوح، وبيادر النصر والتمكين ترفرف في علو وانتشاء، وشموس العزة والرفعة لأهل السنة قد انبعثت أنوارها، وإن شئت الدقة فقل إنها معية الله للمؤمنين وحربه للمشركين المبطلين، ولعل غد النصر المرتقب قد بات قريباً بإذن الله . اللهم انصر الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والكفر والمشركين يا قوي ياعزيز .
إضافة تعليق