مأرب سطرت مجدا ورفعة شهد لها كل حر ومتحرر رغم أنها البقرة الحلوب الكهرباء النفط الغاز.. وفوق ذلك نالها الحرمان ورداءة الخدمات فما معها إلاّ صيت السد والحضارة والتاريخ ..
حكمها المخلوع بمفهوم فرق تسد ومسك العصا من الوسط ودعم المتصارعين بالسلاح والمال ليس إلاّ ليشتغلوا بانفسهم عن نفسه ، كما فعل ويفعل فراعنة الماضي والحاضر.
وبعد ثورة الشباب السلمية 2011 م انتفضت مأرب على النظام العائلي متطلعة الى حرية وحياة كريمة فخرج نساؤها ورجالها الى الساحات وبدأنا نسمع بشيطنة مأرب وأهلها وأصبحت تتصدر الأخبار في قطع الكهرباء وألياف الاتصالات وتفجير الأنبوب وخطف السائحين وتقطع المارة.. والكل يعرف من وراء ذلك ؟ ليس إلاّ انها خرجت عن بيت الطاعة وتلاشي الأذرع التي كان يحكم بها المخلوع مأرب طول تلك الفترة وعرف الناس انه ليس بإمكان احد ان يخدع الناس كل الناس وليس بإمكان احد ان يخدع الناس في كل وقت. لا بد ان تتكشف حقائق فالكذب حبله قصير.
وبعد تحالف أنصار الحوثي وإيران مع المخلوع الحاقد على الشعب الذي في فشل في حكمه فأراد يحرقه آخذا بمقولة أحكمك أو احرقك ..فبدأ بإلصاق تهمة القاعدة عليه حتى يوجد مبرر للحوثيين بضربهم ووصل الأمر الهم بضربهم بالطيران آنذاك وإرسال اللجان الرئاسية بعد فشل الحوثي في معارك الأرض.
وبعد العاصفة تحالفت مليشيا الحوثي مع مليشيا صالح - الحرس الجمهوري - في تركيع مأرب من ناحية للسيطرة على الثروة ومن ناحية أخرى لضرب الجارة السعودية... ورغم ذلك كله ومأرب لم تبخل بخيراتها من كهرباء وغاز رغم انهم معتدى عليهم.
البلاد تعيش أزمة مشتقات والغاز متوفر يوميا تصدر أكثر من مائة قاطرة غاز الى أنحاء الجمهورية بينما الحوثي نهب مخصصات المواطنين والمرافق الخدمية من الديزل والبترول دعما للمجهود الحربي وآخرها نهب البنك المركزي بصنعاء وقبلهم قاعدة المكلا التي لا زال موظفيها بلا رواتب وقد انتصف الشهر التالي.
الكل أعجب وشهد بشجاعة وبسالة أهلها والكل شهد بجودهم وكرمهم وطيبهم...
وعند الشدائد يتبين معدن الرجال
فهل عرفت من هم جنود الخير ومن هم جند الشيطان.
بقلم : عادل عبيد دهلوس