الكل يفرح ويبتهج الأب والأم عندما يشاهدون أولادهم في حلة من الملابس الجميلة والاختيار الممتاز في نوعية الألوان والتفاخر بها ، وهذا حق مشروع وواجب الأب أو كليهما في اختيار ملابس أولادهم وخاصة الأطفال ، ولكن الشباب منهم هم من اللذين يختاروا ملابسهم في الأعياد والمناسبات والأفراح الأسرية كالزواجات وغيرها .
ولكن ما جعلني أسطر تلك الكلمات بعد أن نبهني أحد الأصدقاء في نشر صورة معبرة لطفلة لكن دون أن اعلم ماذا كانت تلبس غير انتباهي بالمنظر العام فجاء حينها التنبيه ان البنت كانت تلبس قميص عليه كتابة باللغة الانجليزية ترجمتها باللغة العربية ( اعذروني لا يمكن نطقها ) لسفاهتها وخارجة عن ديننا وعقيدتنا مما جعلني سارعت بإلغائها . ومتأكد كل التأكيد بأن الأسرة التي اكتشفت أنها لا تعرف معنى ما هو مكتوب في القميص ولكنه تعرف فقط ان القميص وبلون أجمل وقماش من النوعية الفاخرة وفرحة بها طفلتها أنها لبست قميص جديد ..
لهذا أقول إن الموضة مرض اجتماعي اخذ في الانتشار مؤخراً بين شبابنا وشاباتنا وأطفالنا ، فأقبلت العديد من الأسر والشباب والفتيات على كل ما هو جديد وأجنبي ودون أي اعتبار للاختلاف القائم بين المجتمعات وثقافاتها ، والتي تحمل كتابات"اغلبها باللغة الانجليزية ولكن بخطوط غير مألوفة للقارئ والبعض بكتابات واضحة"معانيها غير مستساغة ، لا بل محرجة جداً ومنها المعروف معناها بعد ترجمتها ولكن لعدم معرفة تلك اللغة من مرتديها أو من أسرهم .
والاهم من هذا كله بان الفتاة أو أهلها لا يكلفوا أنفسهم عناء ترجمة معاني هذه العبارات التي قد تخدش الحياء في كثير من الأحيان .
إستوقف أحد الأجانب سائحاً عربياً بصحبته طفل صغير ، وسأله : ما سعر هذا الطفل ؟ فاعتلت الدهشة والد هذا الطفل إثر هذا السؤال ، فما السبب الذي دعا الأجنبي لأن يسأل هذا السؤال ؟ إنها جملة أجنبية كتبت على قميص الطفل دون علم بمعناها من قبل الأب وهي (BABY FOR SALE ) ومعناها طفل للبيع وهكذا الحال لكثير من الكلمات الأجنبية والتي تحمل الكثير من المعاني المضادة والمخالفة لتعليم ديننا الحنيف والتي مكتوبة على ملابسنا لا نعرف معناها .
لهذا اكتب هذه الرسالة الى كل أب وأم وشابا وفتاه أن يحذروا كل الحذر من تلك الماركات والموديلات التي يكتب عليها بلغة غير لغتكم ويجتنبوها دون ان يعرفوا معاني تلك الكلمات التي تروّج لها الشركات والمؤسسات الأجنبية في مجتمعاتنا أو كدعاية إعلانية أو لهدف ديني ..
لهذا أقول للجميع اعذروني ليس القصد أن أتدخل في شئونكم الخاصة ولكن لغيرتي ومحبتي لكم ان ترتكبوا خطأ في حق أبنائكم وفي أنفسكم وإنكم لا تدركون ذلك لعدم معرفة ما يكتب على تلك القمصان لأنه البعض لا يشتري وإنما يتحصل عليها هدية من احد أقربائه أو من صديق له
الحديث يطول حول هذا الموضوع ولكن أتمنى من العلي القدير أني وفقت في إرسال هذه الرسالة استشعاراً بقوله تعالى ( وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ )
بقلم : جمعان دويل