أجيبوني .. لماذا نستجدي من يكرهوننا بدماء من أحببناهم حتى يذعن الكارهون لنا بالمحبة ، وليتهم يفعلون.. ؟! أجيبوني .. لماذا نستمطر رحمة من يمعنون بالقسوة علينا، بأن نريهم جراحنا وآلامنا ودماءنا ، ثم هم لا يزدادون علينا إلا قسوة ورعونة .. ؟! أجيبوني .. لماذا نضحي بدموعنا وآهاتنا وبكائنا ونحيبنا وصراخنا وعذاباتنا حتى يصدقنا من نبكي لأجلهم، ونجوع من أجلهم، ونفارق محبوباتنا من أجلهم.. ؟! أجيبوني .. لماذا نغتفر لهم زلاتهم اذا أهانونا، ونقبل منهم أقسى الصمت والسكوت إن رأونا نُقتل ونحبَس وينكّل بنا، فيصمتون كأن الأمر لا يعنيهم، بل ربما ضحك بعضهم فرحاً وانتشاءً وشماتة ببلائنا، بينما نفعل نحن العكس تماماً إن أصابهم يوماً ما ، ما أصابنا.. ؟! أجيبوني .. لماذا ينكرون جهودنا ؟!؛ رغم أن منّا من يسعى لينير حياتهم، ويشغّل كهرباءهم ، ويعطي فقيرهم، ويساعد مسكينهم، ويغيث لا جئهم، ويكفل يتيمهم، وينصر مظلومهم، ويعالج جريحهم، ويؤوي ضائعهم، ويقاوم عدوهم، ويضحي بروحه ومهجته من أجلهم .. ؟! فضلاً أجبيوني فقد استحكمت الحيرة في نفسي، واستغلق اليأس في روحي ، فلم أعد أفقه كنه ما يحدث لنا .. ؟! أجيبوني .. هل من ضريبة الدعوة أن نلاقي هذا البلاء الشديد، ونواجه هذ الإنكار العجيب، ونقف أمام هذا الهول المهول من الكره والبغضاء ولو من أقرب الناس .. ؟!. أجيبوا صرختي .. هل بعد هذا الصبر من فرج، وبعد هذا البلاء من عافية، وبعد هذا الكره من محبة، وبعد هذا الصدّ من قبول، وبعد هذا النكران من اعتراف بالفضل ، وبعد هذا السب والشتم من امتنان ، وبعد هذه الحياة التي نفقدها في سبيل الله .. هل بعدها من حياة أخرى أجمل وأنعم .. ؟! أجيبوني فقد سئمت تكاليف الحياة، ومن يعش إصلاحياً إسلامي الهوى محباً لدينه ووطنه وقيمه وعقيدته يلاقي من ذلك المزيد والمزيد .. ؟!!
