الكفيف الرياضي سالم عبيد شامس يناشد أهل القلوب الرحيمة

حضرموت اليوم / سيئون / جمعان دويل بن سعيد

كان متابعا وشغوفا بمجريات المباراة شدني الانتباه نحوه من خلال ضم شفتيه تارة وتبسمه تارة أخرى وهو فاقد بصره  .. كان جالس إلى جانبه شاب صغير يتبادل الحديث معه ويحكي له حول الذين يحس بوجودهم قربه وهو جالس على دكة تحت المنصة الرئيسية لملعب نادي شبام وهو يتابع مجريات المباراة النهائية على كأس دوري شبام الحضارة والتاريخ .

قربت نحوه ودنوت إليه فسلمت عليه فرد علي السلام فقلت له لو تسمح ممكن اجري معك حوار بسيطا فسألني عن شخصيتي فحكيت له من أكون ولماذا اخترته من بين الجميع والآلاف المؤلفة التي حضرت هذه المباراة فرحب حينها بالفكرة فدار الحديث التالي :

الاسم :- سالم عبيد شامس  من مدينة شبام

سألته كيف تستمتع بالمباراة وأراك متحمسا ومتفاعلا دون إن تشاهد مجريات المباراة ؟

فأجاب حينها تريد أن أحدثك من مسيطر على مجريات المباراة الآن فقلت له نعم قال إن فريق شباب الحوطة مسيطر على فريقي الذي أشجعه وهو فريق أهلي جفل واستطاع أن يسجل هدفين بعد ان كان فريقنا متقدم في شوط المباراة الأول بهدف فقلت له هذا صحيح وواصل حديثه فلا تندهش من إجابتي موقعي الآن يسمح لي بمتابعة المباراة كوني جالس تحت مكبرات الصوت واسمع عبر المعلق الرياضي للمباراة صالح محمد باصالح .



فسألته عن عشقه ومحبته للرياضة :

فقال أخي أنا رياضي منذ صغري وقبل أن افقد بصري كنت ألعب كرة القدم ولكن قدر الله ما شاء أن افقد بصري وعمري 16 عام فجأة وحينها ابتعدت عنها حتى التحقت بجمعية المكفوفين بسيئون ، عاودت نشاطي الرياضي مع فريق الجمعية في فريق الهدف للمكفوفين وشاركت مع منتخب الوادي في دوري المكفوفين عام 2008م في صنعاء أنا ومجموعة زملائي من الجمعية وكانت أول بطولة أشارك فيها ولازلت أمارس النشاط الرياضي في الجمعية .

سألته عن سبب فقدان بصره وهل هناك محاولات للعلاج :

كما قلت لك سابقا فقدت بصري وعمري 16 عام فجأة بعد أن كنت مبصرا و ذهبت بي أسرتي إلى عند أطباء في سيئون وعرضوني عليهم ولكن لا فائدة حتى وصل الحال الذي فيه الآن ورغم الظروف المالية الصعبة لدى الأسرة لم أسافر أو أغادر للعلاج في مكان آخر و أتمنى من أهل القلوب الرحيمة و أصحاب الأيادي البيضاء أن يتكفلوا بعلاجي جزاهم الله خير لكون ان الطب تقدم في علاج البصر .


سألته مداعبا لماذا تشجع فريق أهلي جفل من الحوطة وأنت من شبام :

فضحك ضحكة بريئة قال حينها فريق أخوال أولادي ، فقلت له فسر ذلك ، قال نعم إن أعمامي أهل زوجتي من جفل لذلك توجب علي أن أشجع فريق الأهلي .

فقلت له أنت متزوج قال نعم ولدي بنتان صغيرتان بارك الله فيهما .

فقلت له هل تعمل ، قال نعم إني اعمل على تجليد الكتب بالطريقة التقليدية التي تعلمتها من الجمعية وحسب ما تعرف ليس بالعمل الذي فعلا ان يأكّل أسرة ولكن نحمد الله على ما كتبه لي .

شكرته على صراحته وصدقه في حديثه وودعته ولسان حالي يدعوا له من كل قلبي إن يوفقه لما يصبوا له ويحقق أمنيته و يبعث الله له أحد الميسورين من فاعلي الخير و أصحاب الأيدي البيضاء في علاجه لدى المستشفيات المختصة في هذا الجانب .

متأكدا ليس هذا وحيدا في المجتمع ولكن هناك الكثير ولكن دعوتي وندائي لكل جمعيات ومؤسسات وداعمين في محبي الخير أن ينظروا لهذه الشريحة من المجتمع التي تحتاج إلى الوقوف إلى جانبهم ودعمهم حتى يشعروا بتكاتف الجميع معهم وأيضا بقية شرائح المجتمع الأخرى وخاصة ذوي الاحتياجات الخاصة ( مكفوفين ، معاقين ، الصم والبكم )

ندعو الله بأن يشفي الجميع ويمن عليهم بالصحة والسعادة . 

 

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص