حضرموت اليوم / سيئون / جمعان دويل :
خلال العصر الذهبي لكرة القدم الحضرمية برزت نجوم تلألأت على ميادين الكرة وكان لها عشاقها ومحبيها وفرضت نفسها على الواقع الرياضي آنذاك سوى بلعبها وإخلاصها وتفانيها لأنديتها وما تتمتع به من أخلاق عالية التي اكسبتها شهرة فوق شهرتها على ارضية الملاعب وخارجها واعتبرت الفترة من نهاية الستينات الى مطلع الثمانيات من القرن الماضي هي اجمل فترات الكرة الحضرمية ليس على صعيد وادي حضرموت فحسب بل على مستوى عموم محافظة حضرموت ساحلها وواديها , ففي مدينة سيئون كان لناديي الاحقاف والأهلي الاثر الكبير في خلق الاجواء التنافسية الكروية وما يملكانه من التفاف جماهيري كبير وما يشكلانه وسط المدينة من حراك رياضي وثقافي واجتماعي على مستوى المدينة وبين اوساط الشباب طوال العام . وبرزت خلال تلك الفترة نجوم كروية وإدارية في تلك الاندية مشهود لها ولم تنتسي الى يومنا هذا وخاصة من عاصر تلك الفترة , والذي ينبغي علينا تعريف بها الجيل الرياضي الحالي عن تلك الشخصيات الرياضية سوى كانوا لاعبين أو إداريين وخاصة الذين هم لازالوا على قيد الحياة ويعيشون بيننا .
فنجمنا هذا اليوم وهو أحد نجوم العصر الذهبي للكرة الحضرمية بمدينة سيئون لاعب نادي الاهلي الرياضي الثقافي الاجتماعي ونادي الشعلة ثم سيئون بعد دمج الناديين الاحقاف والأهلي بمدينة سيئون عام 1976م وهو الكابتن / سعيد احمد مرسال الحومرة الذي يقول عن تلك الفترة
بأنه بدأ اللعب بنادي الاهلي وعمره حينها 16 عام ابتدأ بفريق الشباب ثم الفريق الاول وعلى مدى 13 عام متواصلة 1969 – 1982م كان في قمة عطائه في خانته الاساسية بالفريق ( جناح ايسر ) وهو يتميز بالسرعة الفائقة والتسديدات المحكمة ويشكل رعبا لدفاعات الفريق المنافس مع زملائه المهاجمين بالفريق , وله رصيد واف من الاهداف خلال مسيرته الرياضية والتي بلغت اكثر من ثلاثين هدفا وهي من الاهداف الحاسمة وكان اجملها ولازالت في ذاكرته هدفين سجلهما من ضربات جزاء في مرمى فريق نادي سمعون بالشحر خلال زيارته الى مدينة سيئون مطلع ثمانينيات القرن الماضي وتعد من اجمل المباراة التي لعبها وأشار خلال حديثي معه بأن افضل لاعبين منسجما معهم خلال مسيرته الكروية وهما لاعبي خط الوسط في نادي الاهلي الكابتن عبدالدائم يسلم عبد الدائم وبعد الدمج الكابتن محمد عبدالكريم بن طالب العامري من تمريراتهم المحكمة وتغذيته بالكرات التي من خلالها يستطيع تسجيل اهدافه في مرمى الفريق الخصم .
وحول رياضة زمان تحدث الكابتن سعيد مرسال بقوله بأنها تختلف عن رياضة اليوم من الاعتماد على الذات في شراء الجزمات وتوابعها إضافى الى الحب والولاء والإخلاص والتفاني للنادي وشعاره التي تحمله إضافة بأن جميع الرياضيين وإدارة النادي يشكلون أسرة واحدة في التراحم والتزاور والمواساة وغير ذلك إضافة ان اللاعبين يدفعون الاشتراكات الشهرية للنادي مثلهم وبقية الاعضاء والالتزام للوائح والأنظمة الادارية والفنية للنادي والحرص على مواصلة التمارين دون تأخير فأما رياضة اليوم اصبحت المادة هي احد اسباب تأخير المستوى لكون الرياضي يلعب الان من اجل المادة دون الولاء والإخلاص لناديه أضف الى ذلك عدم الاهتمام بالشباب والنشء في وقتنا الحاضر وأصبحت الرياضة والفرق الشعبية هي المسيطرة على واقعنا الرياضي دون الالتفات لها كون الحاضنة الشعبية هي المؤثرة على واقعنا الرياضي وتحتضن الرياضيون في إطارها وتنظيم منافساتها وخلقت فيما بينها بحكم ارتباطها الشعبي عبر الحارات والأحياء الشعبية في ذلك التكوين الذي ينبغي من الجهات المسئولة في وضع الطرق والأساليب للاستفادة من تلك النشاطات لمصلحة الاندية , وأشار ي حديثه بأنه لازال محبا وعاشقا لكرة القدم ومتابعا للدوريات الاوربية وحضور المباريات التي تقام بملعب جواس بسيئون , واختتم حديثة بنصائح للشباب الرياضيين بأن عليهم الابتعاد عن الغرور بمستواهم والحفاظ على اللياقة البدنية على ان تجعل تلك الهواية التي تمارسها مكملة للتعليم والتحصيل العلمي كون الجسم السليم في العقل السليم إضافة الى التحلي بالأخلاق العالية في الملعب وخارج الملعب وتلك هي ابرز الطرق للوصول الى النجاح ان تكون رياضيا ومحبوبا بين اوساط المجتمع .
الكابتن / سعيد احمد مرسال الحومرة توقف عن اللعب عام 1982م كما تحدث عن أسباب التوقف بقولة نتيجة لكبر السن وإفساح المجال للرياضيين للشباب بمواصلة المشوار.
التحق بعملية التدريس بالأجر اليومي بالتعاقد بمدرسة التعاون كمدرس لمادة الرياضيات واللغة العربية دون وظيفة على مدى عام واحد فقط للفترة من يونيو 1972 – يونيو 1973 م بعد انهاء دراسته بالمرحلة الاعدادية مباشرة للعام الدراسي 1971 – 1972 م وعقب تلك الفترة التحق بالوظيفة لدى الدولة في نوفمبر 1973 م بالمؤسسة العامة للخضار والفواكه حتى تقاعده عام 2007م
متزوج وله من الاولاد سبعة منهم اربعة اولاد وثلاث بنات .
اتقدم بالشكر للكابتن ود أحمد أو سعيد مرسال كما يطلق عليه سابقا على اتاحة الفرصة وتزويدنا بتلك المعلومات القيمة متمنيا له دوام الصحة والعافية نلتقي معكم اعزائي القراء مع نجم آخر من نجوم الكرة الحضرمية بمدينة سيئون خلال الايام القادمة بأذن الله تعالى .
شكر خاص للكابتن / يسلم حبيش على تزويدي الصورة القديمة لفريقي الاحقاف والأهلي في زمن العصر الذهبي للكرة الحضرمية ...