حضرموت اليوم / سيئون / بقلم
/ جمعان دويل بن سعيد
منذ أن ادركت مفهوم الرياضة ومعناها من خلال
اللوائح والملصقات التي كانت تلصق وتعلق على حوائط وجدران مقرات الأندية التي كانت
أول ما تستقبلك عندما تدلف قدماك مقر النادي مثل ( الرياضة فن وأخلاق ) ( العقل
السليم في الجسم السليم ) ( كن متواضعا عند النصر وشجاعا عند الهزيمة ) ( السهر
العدو الأول للاعب ) وهلم جرا من تلك العبارات والجمل التوعوية والتثقيفية .
وقد اكتسبت تلك العبارات والجمل اهمية بالغة
في اذهان وعقول الرياضيين والمشجعين آنذاك وغرست فيهم الحب والولاء والوفاء
لناديهم بل وصلت إلى عقول الأعضاء والمناصرين لتلك الأندية التي عكست نفسها على
مراقبة سلوكيات اللاعب في تصرفاته حتى خارج ناديه في حياته التي يمارسها .
لذلك اصبحت اليوم تلك الشعارات والعبارات
والجمل التوعوية تفتقد لها غالبية انديتنا وبقيت مجرد ذكريات يحملها الذين عايشوا
تلك الفترة الزمنية من عصر الرياضة الحضرمية .
اليوم وللأسف غاب الجانب التوعوي والثقافي
بين أوساط الرياضيين وأصبح اسما فقط مكتوب في شعارات الاندية الرياضية المعلقة فوق
مقراتها وفي اوراق مراسلاتها ( نادي ...... الرياضي الثقافي الاجتماعي ) وأهمل
الجانب الثقافي وهو المهم من خطط وبرامج وأنشطة الهيئات الإدارية دون المعرفة في
أهميته المكملة للنشاط الرياضي التي يبذل كل غالي ونفيس من أجله وأصبحت الأندية
بفقدان الجانب الثقافي فقدت العناصر الأساسية لمختلف الألعاب الرياضية التي
تمارسها وهو الحب والولاء والإخلاص للنادي وحل محل الثقافة المال تلك الثقافة الجديدة
التي تمارسها الهيئات الإدارية حاليا ، بدون المال ترى الجمود قد حل بها دون
الإدراك بعواقبها التي تمحورت في خلق البلبلة والفتن بين اوساط الرياضيين الذين
يضعون هيئات الأندية في مأزق يحسدون علية وخاصة مع قرب المنافسات والاستحقاقات
المركزية لمختلف الألعاب الرياضية ، حيث يبدي اللاعبون التمرد وطرح الشروط
التعجيزية بغض النظر هل يملك النادي للمادة او لا يملكها دون التفكير بمشاركة
النادي او اتخاذ العقوبات عليه من قبل الأطر العليا ما يهم شي غير المستحقات وكم (با
حصل وكم با استفيد) مع غياب وفقدان الولاء و الإخلاص لشعار النادي الذي يرتديه
وتختلف المطالب من ناد إلى آخر بالنسبة للرياضيين برغم أنه ليس كل الأندية متساوية
في الإمكانيات المادية من خلال الداعمين وقياداتها المؤثرة في المجتمع، لذلك نرى
من خلال تفاقم تلك الإشكاليات التي تواجهها الهيئات الإدارية تعلن عن فشلها لأسباب
قد تكون هي أحد مسبباته وتقديم استقالاتها لعدم مقدرتها لمواصلة النشاط الرياضي
داخل أروقة الأندية لهذا نجد التغيير المستمر لتلك الهيئات و تجد وجوها جديده
البعض منهم لا يفقهون من الرياضة شيئا و إنما الظروف اجبرت القائمين على الشأن
الرياضي لاختيارهم . كل تلك التراكمات
جعلت الشأن الرياضي في حافة الخطر وخاصة بعد نفور القيادات المجربة والمحنكة
وأصحاب الخبرة في قيادة الأندية بما شاهدوه من ثقافة ترسخت في عقليات رياضيي هذا
الزمن وهي ثقافة المال مدركين أن المال لا يصنع المحبه والولاء والإخلاص إلا فترة
آنية مؤقتة في حالة وجوده وهو امر صعب في أنديتنا التي تعتمد اعتمادا كليا على
الفتات من الدعم المقدم من وزارة الشباب والرياضة والذي يأتي بعد غرق النادي ديونا
يطالب بها الجميع ، ناهيك عن بعض أندية
تجدها تتخذ في عملها البذخ والصرف العشوائي بحكم نفوذ إدارتها وقيادتها ولكن سرعان
ما ينقلب الضد في خروج تلك الإدارة وتتحمل إدارة أخرى غير قادرة على صرف ربع ما
صرفته الإدارة السابقة والأعظم اذا خلفت ديونا عليها ومن هنا تبدأ حياكة الفتن
والتمرد بالمطالبة بالمستحقات وخير دليلنا ما حصل في نادي سلام الغرفة .
كثيرا لهم رأي آخر غير الذي طرحته ولكن
ينبغي من الجميع مناقشة ذلك الوضع المخيف والذي أحمل مسئوليته غياب الجانب الثقافي
والتوعوي بين أوساط الشباب والرياضيين والذي اصبح مفقودا بل غائبا تماما في
أنديتنا الرياضية والذي اعتقد إنها الحلقة المفقودة في إعادة شعار ( الرياضة فن و
اخلاق ) والتي اصبحت اليوم ( الرياضة فتن و إنفاق )