ونحن نعيش لحظات قريبة وأيام فيها بزغت نور الحرية ونسجت أشعة شمسها سهام تكسر الأغلال وتنهي الظلم والاضطهاد لقد علت الأصوات فرحا ورفعت الأعلام اعتزازا بتأسيس صرح عملاق اقترن بأعظم مشروع أقيم في وطن الإيمان وبقيام الوحدة وإعلان الجمهورية اليمنية في عام 1990م .
لقد جاء الإعلان عن قيام التجمع اليمني للإصلاح في الـ13 أيلول/سبتمبر 1990م لأجل تمثيل تطلعات الشعب اليمني في حكم نفسه وتحقيق أهدافه السياسية واحتياجاته الأساسية بالوسائل السلمية ويعمل ديمقراطيا لترسيخ مبدأ التداول السلمي للسلطة ، وكان من ذلك صرحٌ شامخٌ وقوةٌ كبيرةٌ في ترسيخ مسار التطور السياسي والاجتماعي والثقافي للمجتمع اليمني .
كان لهذا الحزب العريق الدور الكبير في العمل السياسي والاجتماعي فهو يهدف إلى الإصلاح الفكري والتغيير السياسي للوصول بالدولة والنهوض بها إلى مستوى من الرقي والتطور كما يدعو إلى مبداء الحوار والتعاون فيما بين القوى والأحزاب السياسية اليمنية ولأنه يؤمن أن قضية بناء المجتمع وبناء الدولة اليمنية الحديثة هي مهمة عظيمة وكبيرة تحتاج تضافر الجهود وتعاون الجميع فقد كان سباق نحوتكتل فبراير 2003 تكتل اللقاء المشترك الذي يحمل هدف التنسيق والعمل المشترك لضمان الاتفاق للمشاركة في المجلس النيابي لبناء هذه الدولة المدنية الحديثة.
إن التجمع اليمني للإصلاح يعيش اليوم ذكراه الخامس والعشرين وقد صنع الكثير من الجوانب المشرقة في مسيرته الإصلاحية نحو الدولة المدنية الحديثة وتجلا ذلك ببروزه في قراراته السياسية وتنظيماته الشعبية المفتوحة التي تنبذ التبعية والتمثيل لفئة او طبقة او رقعة جغرافية بعينها ، فكان هو بمثابة مزجٌ من الشعب والقوة العظمى في ساحات العمل السياسي والحشد الجماهير منذ نشأته إلى يومنا هذا .
عاش التجمع اليمني للإصلاح بنمطه العام تجمع واجتماع على أهداف منها الخير والتعاون والتعاهد فيما بين أنصاره ولتناصر في الحق والتواصي بالصبر ، فقد قدم خلال مسيرته السياسية التنازلات تلوا التنازلات وقدم العديد من التضحيات نحو تحقيق هدفه السياسي ــ التداول السلمي للسلطة ــ امتدادا من ما هو قبل ثورات الربيع العربي من جولات انتخابية فكان بذلك الحزب الوحيد الذي وصل الى السلطة بالانتخابات وكان له حضور فعّال في مؤتمر الحوار الوطني والسبق في التأييد لعاصفة الحزم و قراراته من شرعية الدولة ورفض الانقلاب فهذه كلها ترجمت فيها مبادئ هذا الحزب نحو الحوار والشراكة الذي يؤمن بها . .