حضرموت اليوم / وكالات :
توقع مركز"أبعاد" للدراسات والبحوث، أن يتجه الصراع في اليمن إلى مرحلة الحسم لتصبح البلاد إما في حضن الخليج العربي، مسجلا أن قوة الحوثي وحليفها صالح تتراجع على الأرض، واتهم إيران بالدفع بسيناريو الفوضى. وأكد التقرير الصادر عن مركز أبعاد للدراسات والبحوث، أن قوات التحالف الذي تقودها السعودية، لديها نقاط قوة أهمها "خيار الحسم العسكري مع التحكم في مفاوضات سياسية تضمن تجريد الملشيات الحوثية من السلاح". وذكر التقرير أن إيران تمتلك عوامل مساعدة لاستعادة دورها بالذات في حال حصول مفاوضات سياسية متزامنة مع سقوط البلد في فوضى وعنف وسيطرة الجماعات المسلحة سواء الجهادية أو تلك المنظمة في خلايا نائمة لها ارتباطات بطهران وبأطرافها في اليمن. وأورد التقرير بعض تلك العوامل أبرزها "الإيعاز إلى حلفائها الحوثيين بخلط الأوراق من خلال تسليم مدن ومعسكرات لجماعات جهادية محسوبة على تنظيم القاعدة، وهي الطريقة التي اعتمدتها طهران في أفغانستان والعراق وسوريا حين تتعرض لخسائر مباشرة في المعارك". سيناريوهات الحسم : وتوقع تقرير "أبعاد" أن يكون خيار الحسم العسكري والتوجه لإرغام صالح والحوثيين على الاستسلام وتطبيق القرار الدولي 2216 هو السيناريو الأقرب تطبيقه على الأرض من السيناريوهات الأخرى. وقال التقرير إن توجه قوات التحالف إلى هذا السيناريو، معناه، أنها" تتجه لتحرير العاصمة صنعاء، لكن هذه العملية ستتم بعد الانتهاء بشكل كامل من تحرير محافظتي مأرب والجوف، لتتمكن قواتها من الدخول إلى محيط صنعاء عبر أرحب بعد استقطاب المحيط المجتمعي والعسكري للعاصمة، ودعم جبهات المقاومة في تعز والبيضاء وتهامة. وأشار التقرير اليمني إلى أن هناك سيناريو ثاني، من الصعب توقعه، وهو تخلي الحوثيين وحلفاءهم طوعيا عن العنف وتسليم المعسكرات والمدن للسلطة الشرعية والشروع في تنفيذ القرار الدولي ومخرجات الحوار الوطني. أما السيناريو الثالث، فأنه "يتطلب تنازلا من قوات التحالف وقبول التفاوض مع الملشيات الانقلابية على دخولهم شركاء في السلطة مع احتفاظ الحوثيين بقوتهم العسكرية وسيطرتهم على بعض المدن أهمها محافظة صعدة (معقل الحوثي). وعدّ التقرير هذا السيناريو بالخطير، لأنه سيساعد مستقبلا على سيطرة الحوثيين على الدولة وابتلاع مؤسساتها من الداخل، ثم الانتقال إلى مرحلة إيذاء دول الجوار متكئة على ترتيبات عسكرية واقتصادية ودبلوماسية كسبتها في فترة سيطرتها. ولفت إلى أن "سيناريو الفوضي" باعتباره الخيار الرابع، سيؤدي إلى سيطرة إيرانية على المنطقة، موضحا أن "هذا السيناريو يفترض إما "تخلي دول الخليج وقوات التحالف عن معركتهم الحقيقية، وترك اليمن لصراع داخلي وحرب أهلية تتمكن من خلاله ملشيات إيران من السيطرة التدريجية". وبحسب التقرير فإن "حدوث الفوضى، ستكون نتيجة تغيير مفاجئ في التوازنات الإقليمية ودخول طرف عسكري جديد لحسم الوضع لصالح الملشيات الانقلابية"، أو"تأتي نتيجة طبيعة لسيطرة تنظيمات جهادية على البلاد، وفرض مسار تسوية عاجلة يتحول فيها الحوثيون والإيرانيون إلى حلفاء"، وكنتيجة للإهمال المتكرر الذي غالبا يكون ما بعد الانتصار. وقال تقرير "أبعاد" حول (الحسم في اليمن)، إن "جزء من مصير الحسم يحكمه مستقبل الصراع في منطقتين عسكريتين لا زالتا تحتفظان بكثير من قوتهما بعكس المناطق العسكرية الخمس التي تعرضت غالبيتها للانهيار بفعل ضربات دقيقة لقوات التحالف على المعسكرات ومخازن السلاح التابعة لها". وأضاف التقرير "تعزز قوات صالح المتمردة وملشيات الحوثي مقاتليها بالذات في مناطق الصحراء الشرقية بالأسلحة النوعية من خلال معسكرات في المنطقة الثانية العسكرية التي يقودها جنرال ضعيف استطاع رجل مخابرات تربطه علاقة نسب مع عائلة صالح احتوائه، وتمرير خطة تسليم بعض المعسكرات فيها لتنظيم القاعدة أبرزها مخازن الأدواس الشهيرة ومعسكر مهم للدفاع الجوي". قوة الحوثي وصالح تتراجع : ورصد تقرير "أبعاد" اليمني أن قوة الحوثي وصالح تراجعت بشكل كبير، معللا ذلك بأن "مخزون الأسلحة في المعسكرات التي يسيطرون عليها بدأ في النفاد، خاصة مع استهداف طيران التحالف بشكل مركز عليها خلال الأسبوعين الأخيرين. ونوه إلى أن "القوة الصاروخية المتبقية في تلك المعسكرات أصبحت خارج الخدمة بفعل ضربات التحالف فضلا عن فقدانها صلاحياتها، وهو ما جعل الاعتماد على مخزون السلاح في المناطق العسكرية التي لم تتعرض لضربات في حضرموت أمرا مهما لاستمرار معاركهم". وتوجد منطقتان عسكريتان في حضرموت (شرقي اليمن) المنطقة العسكرية الأولى التي يقع مركزها في سيئون، ويقودها أحد جنرالات الحرس الجمهوري سابقا، اللواء عبدالرحمن الحليلي، والذي سبق وأن أعلن قائدها الولاء للرئيس اليمني عبدربه منصور هادي. وأبدى التقرير مخاوف كبيرة جدا من تحول هذه المنطقة إلى داعم لوجستي لملشيات الحوثيين/ رغم أنها لا تمتلك أسلحة إستراتيجية مثل الصواريخ". وبين أن إعلان قادتها الولاء للرئيس هادي يمكن أن يكون مجديا في حال استعادة الدولة سلطتها وتواجدها على الأرض، وإلا فإن "المخلوع صالح سيبدأ اللعب فيها، خاصة إذا تحكم في رواتب ومستحقات الجنود هناك". أما المنطقة العسكرية الثانية ومقرها مدينة المكلا، فقد سقطت بأيدي أنصار الشريعة جناح تنظيم القاعدة في اليمن، في نيسان/ أبريل الماضي. وأكد التقرير أنه في حال عدم وضع خطة طوارئ لضمان السيطرة على المنطقتين العسكريتين الأولى والثانية عسكريا واقتصاديا، فإن قوات التحالف في وضع غير مأمون، خاصة في حال تحكم القاعدة بمصدر الدخل الرئيسي للبلاد ( النفط) بعد محاولات بعض الملشيات المحسوبة على أنصار الشريعة السيطرة على ميناء الضبة النفطي. مأرب استنزفت الحوثي وصالح : وأوضح تقرير مركز "أبعاد"، أن جبهة مأرب، وسط البلاد، شكلت واحدة من أهم جبهات الاستنزاف لملشيات الحوثي، رغم فقدان المقاومة المؤيدة للشرعية حوالي 500 مقاتل إلى ما قبل دخول قوات يمنية متدربة برفقة قوات التحالف". وأكد التقرير أن حصيلة خسائر الحوثيين وصالح في مأرب منذ 19 آذار/مارس الماضي وحتى مطلع أيلول/ سبتمبر الجاري بلغت حوالي 3 ألف قتيل بينهم قيادات ميدانية و200 أسير". وخسر الحوثيون وقوات صالح في مأرب نحو 95 دبابة و39 مخزن سلاح و37 عربة كاتيوشا و21 مدفع هاون و13 مدفع هاوزر و110 مدرعة و170 طقم عسكري، وعددا من منصات الصواريخ وحوالي 30 سيارة محملة بالأسلحة والذخائر والعشرات من الرشاشات المتوسطة ومئات الأسلحة الخفيفة.