خفايا سيئة .. وراء انتخابات الأندية ! !

حضرموت اليوم / سيئون / سعيد بن زيلع      

تنبثق انتخابات الأندية الرياضية ، من روح المناخ الديمقراطي الذي تعيشه بلادنا ، حسب ما جاء في لوائح وإرشادات وزارة الشباب والرياضة ، وأكدت هذه اللوائح إن الهدف من هذه الانتخابات ، هو اختيار الجمعيات العمومية للأندية ، قياداتها لتحمل مسؤلية العمل الرياضي باقتدار، حتى تسهم في توسيع الحركة الرياضية اليمنية وتطويرها ، ولكن كالعادة فالواقع مخالف لذالك ، لأن هناك جهات همها الأول للأسف ، هو أن يدير الأندية{ موالون قبل أن يكونوا ذي كفاءات } ، ولو لم تنطبق عليهم  شروط الترشيح  لرئاسة أو لعضوية إدارة النادي ، سواء فيما يتعلق بالمستوى التعليمي وغيره .

 

· ماذا حصل في انتخابات أندية حضرموت ؟! .. انتخابات هزيلة ، ومخرجاتها لا تشرف التاريخ الرياضي لحضرموت .. بعض أفراد الهيئات تم ترشيحهم وهم لا يحملون عضوية النادي ، والبعض الآخر لا علاقة لهم بالرياضة ولا بالنادي لا من قريب ولا من بعيد ، ولكن أُتيَ بهم لإنقاذ الموقف المخزي ، لاسيما بعد فشل عدة اجتماعات انتخابية لبعض الأندية ، المهم أنهم موالون .. مخلصون ولهم شرف التعيين .. بعض أندية حضرموت أجريت انتخاباتها بدون النصاب القانوني.. والبعض منها أجريت بعدد من الصبيان تم اعتمادهم كأعضاء لحاجة في نفس .........!!

 

· ماذا حصل أيضاً في انتخابات نادي سيؤن ؟! .. رغم أن المادة (58) من الفصل الخامس من النظام الداخلي للأندية تعطي الصلاحية لممثل وزارة الشباب بالمحافظة بتشكيل لجنة مؤقتة لتسيير أعمال النادي على ( أن يكونوا من أعضاء الجمعية النادي !!)  إلاً أن هذا النادي يرأسه بتعيين من قبل هذا الممثل ، رجل لاتربطه أي صلة بالنادي ، ولا يعرف والله أبواب الملاعب فما بال الذي يدور بداخلها ، ولكنه عُيّن كونه يحمل البطاقة الخضراء التي تسمح له بالدخول إلى أي مكان حتى لو ُخرقت الأنظمة واللوائح ، "حسب آيدلوجية النظام السابق!" ، بل كان يدير ذلك الرجل هذا الصرح الرياضي بشكل مخزي ،  يعزل من يشاء ويعين من يشاء واستغنى عن بعض الرياضيين بمبلغ كيف يشاء بيده مقاليد النادي .. هل هذه صفة شرعية ؟!

· قبل أيام من هذه الانتخابات سُئل هذا الرئيس ، لمعرفة ما إذا كان ينوي الترشح ، فأجاب بأنه لا ينوي الترشيح لإدارة النادي ، إلاً إذا لم يتقدم أحد للترشيح ، وعلى هذا الأساس تواصلت مجموعة من الكوادر الرياضية بشخص تربوي لإقناعه  بالترشح لرئاسة النادي وهم سيكونون أعضاء معه ، وهذه الكوادر "لا غبار عليها" ولها باع طويل في المجال الرياضي سواء داخل ذلك النادي ، أو على مستوى فروع الاتحادات ، أما هذا التربوي القدير فيحمل البكلاريوس منذ ما يقارب الأربعين عاماً ، وقد عمل نائباً للرئيس لهذا النادي لسنوات ، بل كان لديه الحس الرياضي ، ويحرص على حضور تمارين الألعاب المختلفة للنادي والمباريات ولو كانت خارج سيؤن رغم كبر سنه ، كما أنه كان يبذل من ماله الخاص كدعم للنادي أحياناً ، أو كمديونية في الفترات السابقة.

 

· في يوم الانتخابات ، وقبيل الاجتماع بحوالي نصف ساعة ، قابل ذلك التربوي ذلك الرئيس بالمسجد القريب من مقر النادي وجاء إليه وقال له : هل ترغب أن تكون معنا في إدارة النادي وتتولى منصب يناسبك؟ ، فرد عليه الرئيس قائلاً كنت كما قلت لكم بأنني لا أنوي الترشح ، ولكني غيرت رأيي لأن هناك ضغوطات علي من بعض الشباب و جهات معينة ، لذا فأنني سأترشح مثلك ، فرد عليه التربوي : ليست هناك مشكلة وسنخوض معاً الانتخابات . 

 

· حضر هذا الاجتماع مندوب الشؤون الاجتماعية ومدير مكتب الشباب والرياضة والمشرف الوزاري على الانتخابات وهو شخصية سياسية ورياضية مرموقة منذ السبعينيات بوادي حضرموت وسيؤن خاصة ، ولكنه انسحب من الاجتماع مبكراً في ظروف غامضة .

 

· بدأ الاجتماع وتمت قراءة التقرير"الإداري والفني والمالي" وُطلبت المصادقة عليه ، ولكن لم يصادق عليه سوى نفر لا تتعدى أعدادهم أصابع اليد ، ثم أعيدت قراءة التقرير مرة ثانية وُطلبت المصادقة عليه أيضاً ، ولكن لم يصادق عليه أحد بالإطلاق ، عندها رفع مدير مكتب الشباب والرياضة الاجتماع بحجة عدم اكتمال النصاب القانوني ، على أن يعاد الاجتماع بعد أيام ، بعدها حصلت مهاترات استفزازية من قبل الشباب المناصرين لذلك الرئيس ، بل قال أحد هؤلاء الشباب دون حياء ، بالنص وأمام الملأ { سنأتي بثلاثة باصات من الأمن المركزي في الاجتماع المقبل } ولعله منطلق من ثقافة "الأوصياء عليه" وهذا الشاب ذو قرابة قوية بذلك الرئيس .. ما هذه المهازل؟...ماهذه الثقافات الدخيلة على العمل الرياضي بحضرموت وعلى الأعراف الرياضية عامة ؟!

 

· وبعد كل هذه الممارسات غير الواعية وغير المسؤلة ، وجد التربوي ومجموعته أنفسهم وكأنهم وسط شارع مليء بالصبيان لا يليق بهم ، ولا أحد يعرف قدر نفسه !! ، وليس داخل اجتماع لنادي{ رياضي ثقافي اجتماعي .. في مدينة لها تاريخها الرياضي والثقافي والأدبي }هذا النادي له مكانة رياضية غير عادية ، حيث يعتبر هذا النادي الثاني على مستوى الوطن من حيث أنه ينافس ما بين الدرجة الأولى والثانية " في ثلاث لعبات جماعية هامة" ، فضلاً عن الألعاب الفردية الأخرى ، كما حقق انجازات في لعبة الكرة الطائرة بأبنائه لفترة تقارب عشر سنوات ، ولم يقدر أي نادي يمني على تحقيق مثل هذه الانجازات بالأبناء حتى اليوم .     

 

· وفي ظل هذه المعطيات ، تراجع التربوي مع مجموعته عن الترشيح ، ولعلهم كانوا يعتقدون بأنهم سيدخلون هذه المرة انتخابات تتناسب مع المتغيرات التي تعيشها البلد ، ولكنهم صدموا عندما  رأوا ثقافة "النظام السابق" لازالت حتى داخل الرياضة ، وأصحابها للأسف لازالوا أيضاً متمسكين بها بالنواجذ ، ولو أنهم يزعمون بغباء بأن الأندية الرياضية لاتتدخل فيها السياسة!.

 

· ماهي مسرحية الاجتماع الثاني ؟!.. بدأ هذا الاجتماع متأخراً في ظل تساؤلات ؟! وحضره الرئيس "المضغوض"، وكأن لسان حاله يقول{ أنا الموالي ، والمرحلة تعرفني .. ولا أحد سيأتي بالزلط غيري }!! ، بل عمل خبراً بإذاعة سيؤن بعدما أستلم الدعم من المحافظ  وكأنها حملة انتخابية من طراز جديد! ، وبهذا دغدغ عواطف الرياضيين لعله ينطلق من ثقافة ذلك النظام التي تنص: { بأن كل شيء يدار بالزلط قبل العقول} وفي ضوء هذه الظروف التي هُيئت له وذلك الغطاء الجوي من قبل الجهات المتسترة ، تقدم ذلك الرئيس بخطوات واثقة للترشيح بعد أن استطاع بشكل مرتجل إقناع  بعض ألأشخاص ليكوّن بهم إدارته المستقبلية ، والمكونة من: شخص خبراته لابأس بها ، وبعض الرياضيين القدامى ولعلهم غير مقتنعين بالعمل داخل هذه الإدارة ، الأمر الذي جعلهم يبقون كأعضاء احتياط ، وشخص له ارتباطات قديمة بشباب لعبة الكرة الطائرة ، أما المخزي والمؤسف ، أن معظم بقية الأعضاء ، هم شباب في العشرينيات من العمر، ململمين وأحدهم طالب لازال يدرس  بالثانوية ، الذي أوكلت إليه العلاقاااااات والإعلاااااام !!، وهؤلاء الشباب لا ناقة لهم ولا جمل في عمل الأندية ، غير أنهم يمارسون لعبة التايكوندوا بالنادي - لتفريغ شحناتهم وإبراز قدراتهم الشبابية كأي شاب في هذه المرحلة العمرية - .

 

·  كما شمل قوام الإدارة امرأة لا يعرف عنها أبناء سيؤن شيء ، ولم تحصل مثل هذا العضوية في أي نادي بحضرموت عامة ومعظم أندية البلد ، كما أنه من الملفت والمؤسف والمخزي والمضحك والمناقض للقيم الرياضية في كل مكان ، وجود مسلحين مدنيين اثنين عند مدخل النادي أثناء سير هذه الانتخابات ، و يقال إنهما ذو قرابة حميمة بذلك الرئيس !!!..

 

· حضر هذا الاجتماع مندوب الشؤن الاجتماعية ، والمشرف الوزاري ، أما مدير الشباب والرياضة فلم يحضر سوى دقائق وترك الاجتماع في ظل ظروف غامضة لم تفسر بعد ! ، كما فعل رفيقه المشرف الوزاري في الاجتماع الأول.

 

· بدأ الاجتماع بحضور عدد من الشباب الذي حشدهم ذلك الرئيس ، "ولا علاقة لهم بعضوية النادي" ، وسط تصفيق وأهازيج ، كأنها داخل سهرة غنائية تهتف "باسم الفنان" في ظل غياب معظم أعضاء النادي الذين حضروا الاجتماع الأول - عدى أعداد لاتتعدى أصابع اليدين - .. لم يُستعرض التقرير في هذا الاجتماع ، ولم يتأكد المشرف من النصاب ، أو نوعية الحضور،  كما حصل في الاجتماع الأول ، غير أن الرئيس المرشح الوحيد قدم قائمته بكل شرف فأيده مباشرة ذلك الحضور، واسقط المشرف الوزاري من القائمة المسؤل المالي ، بعد أن انتقده بشكل مسيء أحد الحضور، وقد عمل المالي هذا مع ذلك الرئيس مسبقاً ثم ترك الإدارة ، وأعيد قبل حوالي " شهر" من الانتخابات لترتيب وتوضيب التقارير المالية بشكلها السحري ، مما وضع هذا المسؤل المالي نفسه في موضع تساؤلات ، والخلاصة نقول :{ وإذا الانتخابات دُحبشت.. وجيئا بالمجموعة وصَوتت.. واستجاب المشرف حتى قيل بأنها نجحت.. وخرج الشباب يزفون فرحين بالنتائج التي شرفت .. وفي اليوم الثاني أعاد ذلك الرئيس العضو المبعد إلى سفينته وهكذا أبحرت !! } .

 

· وفي الأخير لا يسعني إلاً أن أتساءل: من أولى بإدارة هذا الكم المتنوع من النشاط ، وهذا النادي  (الكبير) في هذا العصر.. أهم أصحاب العقول "الأفندمية"  أم أصحاب الكفاءات والعقول الرياضية ؟! ..لعل بعض البسطاء ، المتأثرين ببعض الثقافات ، يرون بأن العقول الأفندمية  لازالت هي المناسبة للمرحلة ، كونها تأتي بقرون الوعل "العصوب" يرد عليهم أصحاب الاتجاه  الآخر قائلين: لاشك أن الزلط من أهم مقومات إدارة النشاط الرياضي ، ولكن إذا توفرت الزلط مع الكفاءات سنضمن عملاً مبرمجاً أكثر إيجابية ،  وإذا توفرت الزلط بدون هؤلاء ربما تكون النتائج عرضة للغلظ ،  ولو تذكرنا ما حصل لنادي سلام الغرفة في ظل وجود الملايين التي صرفت له بالطريقة الأفندمية !! ، وهل مستوى رياضة بلادنا يتطور ويشرف مقارنة بالدعم السخي"الزلط" الذي تبذله الدولة ؟.

 

ومن خلال هذه المهازل التي تتناقض تماماً مع اللوائح المنظمة للانتخابات ومع الأخلاق والأعراف الرياضية ، ثمة تساؤلات تطرح :

 

1- لماذا هذا الإصرار حتى اليوم على مناصرة الموالين أكثر من أصحاب الكفاءة ،  ونحن على أعتاب مستقبلٍ واعدٍ حسب ما تمليه المعطيات في البلد؟! .. أليست هذه السياسة قد ولت ؟ أم أن عمرها الافتراضي لم ينتهِ بعد ! .

 

2- لماذا الإصرار أيضاً على تصنيف الناس ومحاولة إبعادهم عن هذا العمل الرياضي ذي الأهداف النبيلة .

 

3- لماذا تخوّفون الناس من خلال ربط "تقديم دعم السلطة للنادي" بوجود رئيس يحمل بطاقة خضراء حتى ولو لم يكن صاحب كفاءة ، وتتغنون على هذا الوتر!.. ولماذا لا تأتون بأصحاب بطاقات ذوي كفاءات أيضاً ؟ أظن أن هذا صعب عليكم !!.

 

4- هل هذه الثقافة ، تخدم تطور الرياضة الحقيقي أم لايهمكم تطورها ، بقدر ما يهمكم من هو يديرها فقط ؟!، وهل ستُبعد أيضاً هذه الثقافة عن انتخابات الاتحادات وفروعها أم لم يحن الوقت بعد ؟! .

 

5- أليست كل هذه السياسات التي تدار بها الأندية ، جعلت أعضاء ومحبي وأنصار الأندية والشرائح الأخرى كالمثقفين وغيرهم ، لايلتفون حول أنديتهم ويهربون من العمل بداخلها ، بل لايستجيبون ولا يتفاعلون حتى مع انتخاباتها ، ولعل هذا أمر لم يكن في السابق ، وهل ستنتهي مثل هذه الثقافات داخل الإطار الرياضي ؟  ولعل هذا أمر جدير باهتمام قيادتنا  الرياضية العليا .

 

6- لماذا أدير الاجتماعان بسياستين مختلفتين ؟! ، وإذا كان النصاب لم يكتمل في الاجتماع الأول ، فلماذا إذن  بدأ الاجتماع وتمت قراءة التقرير ؟ ، والعكس تماماً في الاجتماع الثاني ، حيث لم يُراعَ النصاب ولا التأكد من نوعية الحضور! ، ومن المستغرب أيضاً رفع الاجتماع الأول عندما لم يصادق أحد على التقرير رغم  أن الفقرة الخامسة في الصفحة السادسة للدليل الإرشادي لانتخابات الأندية لعام2012- 2016 م تقول { في حالة عدم المصادقة على التقارير يتم تشكيل لجنة من الجمعية العمومية لمتابعة تنفيذ مقترحات الجمعية العمومية بالتنسيق مع الجهات المختصة } فلماذا إذن تم رفع الاجتماع الأول ،  مباشرة عندما لم يصادق أحداً على التقرير، وكأن نكهة الحضور انزعج منها المشرفون على الانتخابات!! .

 

7- ما الحكمة من إبعاد أفضل وأنزه وأخلص عضو وكادر رياضي عرفه نادي سيؤن منذ عشرات السنين ، من الكشوفات الرسمية للنادي ، بل ويعتبر الوالد الحنون للرياضيين على الدوام !!..أليست هذه ألاعيب - تثير الاستغراب والسخرية والشكوك في النوايا .. وتسيء لأصحابها قبل الآخرين ؟.. ألا يذكرنا وجود المسلحَين عند مدخل  "نادي رياضي" ببلاطجة النظام السابق أيام الثورة ؟! .

 

8- أي خفايا مخزية هذه ؟.. ومسيئة لسمعة رياضة بلادنا ..هل يريد هؤلاء توجيهات من (جمال بن عمر) كي يتخلوا عن ثقافة النظام السابق هذه ، حتى داخل الرياضة ؟!

 

كل هذه الممارسات ربما توقعها أبناء النادي من هذا الصنف من الناس ، ولكن لم ولن يتوقعوها من شخصية رياضية بحتة ، لها باع طوييييييل في ذلك المجال منذ القدم ، وسياسية تحظى باحترام الناس ربما بسبب مواقفها السابقة .. هل تغيرت المواقف اليوم ،  والناس لا تدري ؟!! ...

 

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص