علمتنا كارثة اكتوبر 2008 م ، وكارثة مارس 2013 م ان المواطن هو القادر على حماية نفسه بنفسه ، وهو القادر ان يضر جاره و أخيه وفي استطاعته ان يكون ناقذٌ ومنقوذ ، وان البركة معقودة على الشباب
- الاخيرة كان مسرحُها حي مريمه فقبل حدوثها بشهر كتبت موضوعا في صحيفة 30 نوفمبر العدد ( 38) بعنوان ( صرخة عشرة الاف مواطن للمحافظ ) مستهلا اياه بـ ( كمتابعين لمؤشرات النشرات الجوية فلا زال الخوف يراود الكثير من سكان الوادي بعودة الانخفاض الجوي عامنا هذا وتتكرر مأساة 2008 م ) اتضح بعد الكارثة ان السلطات المحلية لا تقرا إلا أخبارها ، وكادت مريمه ان تغرق بسبب تصرف افراد في مجرى السيل وتجاهل السلطة المحلية بالوادي تجاه فعلهم .
- بعد حدوثها وفي نفس العدد كتبتُ موضوعا بعنوان ( إنه المطر .. والسلطة .. والمواطن ) فحواه ( ان المطر اما ان يكون عذابا او رحمة وعلينا بالدعاء والاكثار من الاستغفار واما السلطة واجبها استشعار خطر الكوارث وتبادر بإزالة ما يعترض طريق السيول وواجب المواطن رفع الاضرار عما حواليه وان لا يكون كل اعتماده على السلطة ) .
- نحن لا نخاف الكوارث ، لأننا مؤمنين بقضاء الله وقدره .
- نحن نخاف مسئولينا لانهم لا يؤمِّنون لنا كيفية الهروب والنجاة من قضاء الله الى قدر الله ويعملون بالأسباب كما قالها الفاروق يوما .
- نحن لم نعُد نخاف ما تخلفه الكوارث ، نحن نخاف مسئولينا ان يعمقوا جراحها في نفوسنا بتجاهل نتائجها وبالتودد بالمعونات لغير المتضررين منها .
- العاصفة تشابالا أكدت لكثيرٍ من مواطني الوادي ان الاستشعار المبكر للسلطة المحلية بالوادي وسرعة تحركها مذ 20151027 م وهي في اجتماع مفتوح لكيفية تقليل خسائرها ، كان له الاثر الايجابي في الدفع ولو معنويا لاستشعار المواطن ومنظمات المجتمع المدني والشباب ولجنة الاغاثة المشتركة حضرموت بمسؤولياتهم وفي كل مديريات الوادي مع معرفتهم بإمكانيات السلطة المحلية .
- ما لفت الانظار هم الشباب الذين تصدروا المشهد استعداداً وتحركاً وتوعية ً وتغطية ً ومتابعة ً عبر قنوات التواصل الاجتماعي المختلفة وإقامة المحاضرات ، فللجميع الشكر والاحترام .
- نحمد الله من قبل ومن بعد ان صرف عنّا وعن وادينا العاصفة ومخاطرها وما ستسببه من اضرار ، وإلا سنرى الوهن وقلة الحيلة في مختلف لجان الطواري الرسمية التى تتشكل ونحن على مرمى حجر من وقوع الكوارث ، وبالتالي فان المواطن لا ينتظر منها فعل أي شيء ليس انتقاصا لجهود رجالها ولكن لعدم توفير ما يستطيعون تقديمه .
- الان دعونا نقف ، نتفكر ، نفكر ونقدر ولا نقف بل نعمل ، فمذ 2008 م شهد وادي حضرموت منخفضات جوية ورواعد وامطار وكوارث و كلها مؤشرات على ان وادينا قادم لا محالة على عواصف وتقلبات جوية نسئل الله خيرها ونعوذ بالله من شرها .
- الامر المُهم الذي يجب ان تأخذ به السلطة المحلية وتعمل في سبيل تحقيقه مشاهدة على ارض الواقع يتمثل في إنشاء وحدة طواري متخصصة لمواجهة الكوارث مجهزة تجهيزا كاملا يتفرع منها مراكز طواري في عواصم ومديريات الوادي وعشمنا في مختلف قيادات السلطات المحلية وكل الخيرين .
- لازال واقعنا الاجتماعي بحاجة لثقافة مواجهة الكوارث قبل وقوعها فهناك اصوات تقلل من دور السلطة المحلية بالوادي وما اتخذته من اجراءات استباقية وتقلل من اهمية الاخذ الجدي والسريع عما يصدر من نشرات الارصاد الجوي
- التسريع في رفع مخلفات البناء ، ازالت البناء العشوائي من أحرامات المنازل وتنظيف مجاري السيول اول بأول .
- اهمية توفير طائرة مروحية خاصة للطواري الي جانب مساهمة طيران الشركات ، كون الارض ستكون مسرحا للفيضانات وتدفق السيول وغيره .
- تحديد اماكن للإيواء .
- توفير شبكة اتصالات بين لجان الطواري ووحداتها والجهات المختصة
- التوجيه المفتوح لإيواء المتضررين وقت حدوث الضرر إذ ان ( تشابالا ) فرز عينة من المسؤولين المترددين في اتخاذ القرار في وقت الشدة .
- اللهم نسألك كل خيرٍ ينفعنا وينفع ارضنا ، ونعوذ بك من كل شرٍ يضرنا ويضر ارضنا .
- بقلم : سليمان مطران