بعد أيام قلائل ستهلّ علينا الذكرى الخامسة لانطلاق شعلة الثورة السلمية التي أمسك راياتها وقاد مسيرتها الإصلاح وشباب الإصلاح، وأضاؤوا بها ربوع اليمن شمالاً وجنوباً.. شرقاً وغرباً. خمسة أعوام أوشكت على الانقضاء وأعداء التحرر يأبون أن يتركوا للشعب حريته، ويرفضون أن يعترفوا له بأي حق حتى بحق الحياة.. وهكذا نراهم كل يوم يحصدون الأرواح بكل صفاقة وعنجهية في ظل مجتمع دولي دوماً ما يساوي بين الجلاد والضحية، ويجعل الظالم والمظلوم في كفة واحدة. لا ندّع بأننا ضحينا بأي شيء ذي بال كما ضحى إخواننا في شمال الوطن بالدماء والأرواح وكل غالٍ.. فالمجازر كانت عندهم بعدد.. والأسرى امتلأت بهم السجون ولم تزل، أوجّه الكلام للشباب هنا مع تقديري لما عانوه خلال نشوب الثورة من مضايقات وتحرشات وعنف من قِبل تيارات عميلة أثبتت الأيام إفلاسها.. لكن ذلك لا يمكن أن يقارن بمقا قدمه إخواننا في شمال الوطن.. وهنا كان لزاماً علينا نحمد الله على العافية والمرء لا يتمنى لقاء العدو.. من يدري لعلنا لو قدر لنا أن نواجه ما واجهوه لكتب شبابنا وقادتنا آيات في التضحية والتفاني.. هذا ظننا بهم وبتربيتهم الربانية الخالصة. علينا أن نحيي ذكرى الثورة الشبابية السلمية في القلوب، وأن نستمر في بثّ عبق أزاهير الربيع العربي بين الناس.. وأن نربط بين الثورة السلمية وتجلياتها وأحداث اليوم وتفاعلاتها، مستعينين بذلك بأهل الخبرة من رجالاتنا، علينا أن نصنع مناخ رأي عام حافل بمختلف الفعاليات والندوات والمحاضرات والمؤتمرات الصحفية والإصدارات التثقيفية وغيرها من الأفكار. أنتم أيها الإصلاحيون تمتلكون خبرة في قيادة الشعوب وصناعية الذهنية.. فليعمل كل في مجال تخصصه وما يجيده في إحياء هذه الثورة في الوجدان الشعبي ولنثق جميعنا أن التوفيق من الله.. والنصر لأوليائه.. وكيف لا نستبشر وقد فوضنا أمرنا عليه وهو كافينا.. يقول الله عز وجل في محكم كتابه : ( أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِن دُونِهِ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ (36) وَمَن يَهْدِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّضِلٍّ أَلَيْسَ اللَّهُ بِعَزِيزٍ ذِي انتِقَامٍ ) صدق الله العظيم..
إضافة تعليق