تداولت وسائل الإعلام الخبر . " في نقطة تفتيش بمدينة أحور في محافظة أبين جنوب اليمن , قام قطاع طرق باعتراض ثلاث حافلات لجنود كانوا في طريقهم من عدن إلى محافظة المهرة لاستلام مرتباتهم ، وتم اقتيادهم إلى منطقة جبلية وإعدام 20 منهم وجرح العشرات " .
الرواية بذلك السيناريو تجعل الحقيقة أبشع مما يتم تداوله .. والخبر بهذا السياق يجعله أمراً يصعب تقبله وتصديقه , ففيه ثغرات واسعة لا يمكن سدها بالنص المعلن .. وفقا لعدة عوامل :
ـ أولا : إن التنظيم المشهور بمثل هذه الأعمال , قد نفى صلته به .. وهو الذي كان يسارع دائما إلى إعلان مسئوليته عن جرائم قد لا يكون محدثا لها !. وهو هنا يخالف ما جبل عليه .. فما هي دلالات هذا النفي , ودوافع سرعة إعلانه له ؟ .
ـ ثانيا : الغالب على اليمني المدني عدم ترك سلاحه .. فكيف بالجندي النظامي أو المتقاعد , ولو كان بلباس مدني .. وهل يعقل في ظل هذه الظروف أن يسافروا جميعا ـ ركابا وسائقين ـ كل هذه المسافة ولا يحمل بعضهم سلاحا ؟ فلماذا لم يتم استخدامه .. وعلى فرضية عدم وجود السلاح أو قلة عدده .. فكيف تم سوقهم بسهولة , وهم بهذا العدد الكبير , وفي 3 حافلات متتابعة , إلى مكان جبلي لتتم تصفيتهم دون مقاومة منهم ؟.
ـ ثالثا : من هو هذا المتقطع ؟ وكم عدد من معه ؟. وما تاريخه وسوابقه ؟. لأن هذا العمل الإجرامي وبهذا الأسلوب ليس هو المعهود من نمط قطاع الطرق .. فهم يريدون كل ما يحقق لهم مكسبا كبيرا , من مال ومتاع وسيارات وغيرها .. ولا يتورطون في القتل إلاّ في ظروف نادرة تهدد حياتهم .. فما الذي جعل هذه الفئة تخالف نمطها المعروف .. وما الدافع لقطع الطريق على جنود يفتقرون للمال الوفير , بدليل ذهابهم لاستلام رواتبهم .. وإن كان المتقطعون يريدون الحافلات , فلماذا أخذوا الركاب بعيدا .. والمنطقي في حالات التقطع أن يتم نزولهم في وسط الخط أو على مسافة قريبة منه .
ـ رابعا : المهمة التي ذهبوا من أجلها هي استلام رواتبهم من المهرة وحضرموت .. لماذا لم يتم إرسالها بالبريد أو عبر مراكز الصرافة المتعددة ؟. أو توكيل من يقوم باستلامها عنهم .. ولماذا تم السير بهذا العدد الكبير والحركة المنسقة ؟ .. فهل كان هدف سفرهم ما تم الإفصاح عنه .. أم يحمل غاية أخرى ؟. وهذا ما ستبينه معرفة ماهية هؤلاء الجنود , وأي قوة أمنية أو عسكرية يتبعونها ؟ وما هو تخصصهم ومجالهم ؟. بمعنى هل لديهم درجة تأهيلية عالية وفي مجال فائق القوة .. مما يجعلهم مستهدفين لذاتهم في عملية مخطط لها .. وليست عملية تقطع عشوائية .
خامسا : مكانها وتوقيتها يولدان تساؤلا عن هدفها , وما الغاية من بشاعتها ؟ .. ما هي الرسالة ؟ ومن أرسلها ؟ ولمن يوجهها .. هل هي نذير عام ؟ أم هي موجهة لجهة محددة على وجه الخصوص ؟. وفقا لتصريح محدد أوموقف مرتقب .
أخشى أنها تحمل دلالة حادة .. مفادها .. " حينما يرقص الأخطبوط .. فلا يظنن أحدكم أنه يستطيع وحده قيادة فرقة العازفين , وضبط حركة الراقصين .. الأذرع كثيرة , وكل نمط يتغير وكل أسلوب يتبدل .. ولعل حفلنا في بدايته , حينما تظنون أنه قد شارف الختام " .
ـ وعندها سنعود من هناك .. ( صفرا ) !! .. وبدون حتى خفي حنين .
بقلم : أبو الحسنين محسن معيض