معلوم إن للسيول سواقي طبيعية وأخدود صنعتها تلك السيول كممر لها منذ مئات السنين ، ولم ُتمس طوال السنين ، بل تكيف معها العقلاء وأصحاب الخبرة في هذا الشأن في الماضي ، ولكن ما حصل قبل سنوات وقبل أيام من أضرار جسيمة لبيوت المواطنين بسيئون جراء هطول الأمطار على وادي حضرموت وتدفق السيول ، كان من أكبر مسبباتها ( الفساد بعينه !! ) ، حيث يتم التدخل في مجاري السيول وطرقه من خلال إقامة سواقي جديدة لتغيير مسار السيل بهدف استحداث مخططات لأكبر عدد من قطع الأراضي ولاسيما بأراضي الأوقاف والزراعية منها خاصة ولسان حال الفاعلون يقول ( أن السيول فعل ماضي ولن تتكرر، وإن جاءت فمعالجاتنا هذه لها بالمرصاد ) - ورمي نصائح العقلاء وأهل الخبرة عبر الحائط .
إن الأوقاف يعتبرها حضارمة الأمس خطوط حمراء يخاف منها حتى أكبر العصاة في الماضي !! ، أما اليوم فسيلتهما حتى أصحاب الصفوف الأولى في الصلاة ومن يكثر في صلاة وصوم النوافل ؟! .
ومعلوم أيضاً أن أجدادنا الحضارمة قد أو قفوا أطيب وأفضل ما يملكون من أراضي دكاكين ونخل للمساجد ولأعمال خيرية نافعة للناس وللمجتمع عامة " كسقاية الناس " ومتطلبات بقاءها راجين من الله الثواب ، ولو فعل مثلهم أحداً اليوم لوصفوه بالجنون ولربما حجر عليه أبناؤه !! ، وكان أيضاً هناك نظام أيجار منظم يتم بين القائمين على تلك الأوقاف ومن يريد استئجار أرض وقف بهدف الانتفاع بها لبناء عليها سكن شخصي ليأوي أهله وأولاده لفترة من الزمن قد تصل إلى عشرات السنين.
ولكن اليوم سارت هذه الأمور بطريقة مخالفة لجوهر تلك الأهداف السامية، أي من أراد أن يحسن دخله أو يحل مشكتله فعليه بأراضي الأوقاف وبمباركة القائمون عليها تمشياً وثقافة الفساد التي تنخر ولا زالت في موافق الدولة بما فيها الأوقاف .
وعليه نطلق هذه النداء إلى القيادة الجديدة بالمحافظة هل من إجراءات صارمة توقف هذا العبث وإرجاع طرق السيول إلى سابق عهدها فوراً ومحاسبة من تسبب ، أو كشفهم وتوبيخه كأضعف الإيمان ، كما يطالب الناس اليوم بأن تتم معالجة فورية لممرات السيول ومنها - مسيال شحوح - غرب سيئون على أن تكون هناك حماية للمنطقة الغربية لمطار سيئون .. والسؤال الذي يطرح نفسه : لمن تصرف أراضي الأوقاف اليوم ؟!! .. وهو عنوان المقال القادم ..
بقلم الاستاذ : سعيد جمعان بن زيلع