ديوان (قصد حضرمية) .. حروف ترسم لوحة الجمال وسمفونية الحب والعنفوان كتب احمد زين باحميد في سلسلة إصدارات جامعة عدن لعام 2013م جاء ديوان شعر موسوم بعنوان خرج عن مألؤف الكلام الى حد ما ،وجاءت العبارة بمذاق خاص ونكهة خاصة فكان عنوان الديوان الشعري الذي قصدناه : (قصد حضرمية ) للشاعر المرحوم سالم محمد عبدالعزيز ،كتبه بلهجة مكلاوية ،ومشاعر حضرمية نبعت من واقع حياة ،ونبض شعور ،وعشق ارض وانسان ،ورائحة البحر ونسائمه وامواجه ،ومواويل ملاح على قارب شراعي يسابق الفجر بحثا عن رزقه ،وجاءت مفرداته لتكشف عن شخصية لها تميزها واحاسيسها ومشاعرها وايقاعها في الحياة . تقول مقدمة الديوان التي كتبها الأستاذ فاروق ناصر علي لو تمعنا في قراءة ما كتبه الراحل الشاعر المبدع سالم محمد عبدالعزيز في ديوانه الشعري قصد حضرمية لوجدنا في القصائد والابيات الشعرية واقع نعيشه اليوم بينما القصد كُتبت في الثمانيات وفي أوائل السبعينات واقع نعيشه اليوم وعشناه بالأمس وربما سيتبقى لواقع أكثر نعيشه غداً وبعد الغد هكذا كتب الأستاذ فاروق ، ونحن اذا نتصفح هذا الديوان نجد أنفسنا نقف في رباعيات حضرمية إمام حالة من الإبداع والإمتاع والثقافة ذات الألوان والدلالات والعناوين ما تجسد امام ناظرينا شاعراً ومشاعراً وشعرا، يقول في مطلعها : خرج عمُره في العده وام عمره في العده بلا شاهي ولا عده تعدد والزمن معدود خرج ما بند السده رزح لابرع السده وسد اللي بغى السده ودك عالعارض المسدود وعمره عاد من جده عليها بركة الجده وقال للأخت والجده لقيت فيها خوه يشكون حكاية فيها من الإيحاءات والإيماءات والومضات ما يحتاج إلى كتابة أعمق وسبر لإغوار هذه الرباعيات إلى ان يقول: يقولون الزمن قد جار وهم نسيوا حقوق الجار رموه بالطوب والأحجار قعد وحده وهم يجرون ليالي الدجر بالفقوز وشربة بارده م الكوز وسمرة رَيم با معنوز مضت وأصحابها يمضون على رادي وبا كوره وصيادية الكوره عمل في الدار عاكوره وخلى كل شي معكون زقل عيده تلاقي حوت وتلبس خاتم الياقوت لشع فيهم وقع شلفوت معاهم كل غالي يهون ويختم رباعياته بلوعة شاعرية شاعرة أنا روحي على حافون وقلبي حل في سيوون مضى عمري ونا مشطون متى الاثنين يتساوون وبالعودة إلى مقدمة الديوان فالشاعر لا يضع مقدمات وليحشوها بأي حشو.هو ينتقل خلالها من عصر الى اخر ، او بالاصح من طرف الى طرف وقناعة الشاعر في (قصد حضرمية )تبين مدى تاثير السياسة على الحياة العامة والشخصية للإنسان ،ومن خلال هذه القصائد او (قصد)تتجلى موهبة الشاعر الفذة وعبقريته الفنية لانه استطاع ان يبلور الصورة بروعة ..صورة وراء صورة تتجلى في كل قصيدة ،تكشف مدى التناقض ومدى تقلب المفاهيم في واقع الشعوب . وعودة الى قصيدة ليالي الانس نقف على هذه الصور الشعرية : قالوا ليال الانس قد عدين م الراس كان الانس في البقرين أيام كانت للعور عينين وكان الصقع يسمع من الشقين والبدر قاب قوسين من كل خمير عطوان يغني له قدر صوتين قالوا مضى زام حاتم الهجرين ناره علم تدعيك من ميلين ما شي حطب قال كز تنارين العمر واحد ما معك عمرين يقدح ولو بالدين من كل خمير عطوان يغني له قدر صوتين ويفيض الديوان بكثير من القصد او القصائد وهذه جزء من قصيدة (فين الهنا يا قمر )وهي التي لحنها وغناها الفنان الكبير عبد الرب ادريس سنة 1979م فين الهنا يا قمر فين حنة الاسفار ما شفت غير الضجر ما شفت عير النار رح للحبيب يا قمر واشرح له احوالي صف له ليالي السهر صف له انشغال بالي واشر عليه يا قمر من فتحة التنور حقيقة الراحل شاعر مبدع لم يبحث عن الشهرة لكنه تميز بالذكاء الحاد وترك ميراثا ادبيا ،وتتلمذ على يديه عديد من طلاب جامعة عدن .