يُعرَّف الاستنساخ من (نسخ) بأنه الحصول على صورة طبق الأصل عن النسخة الأصلية , وطالما أن الإستنساخ في الجماد فلا إشكال فيه إذ ليس له الا الاسم وحسب.
كلما تذكرت عدن انّبتُ نفسي أني لم ازر صهاريجها على الرغم من مكثي فيها خمس سنوات للدراسة ولم تسمح الايام للعودة اليها مرة أخرى , ولهذا تشوقت كثير لمعرفة تفاصيلها وبفضل هذه الثورة والثروة المعلوماتيه فقد اتجهت الى استخدام Googleearth, لأرى صهاريج عدن والتي هي رمز هذه المدينة العريقة ولعل اهم سبب لإنشائها هو حفظ مياه الامطار ليستفاد منها حتى لا تذهب الى البحر كما تذهب مياه السيول في كثير من الوديان من غير ان ينتفع بها, ومعلوم ان عدن هي فوهة بركان لا مجال للزراعة فيها الا ما كان للزينة وهذا يزيد التفسير انها بنيت للشرب اكثر من ان تكون للزراعة ولا يمتنع ان تكون كذلك اذا هيئت الارض .
تشير التقارير ان عدد تلك الصهاريج كان 52 بينما لم يبق منها الا 18 فقد طالتها ايد العبث والإهمال حالها حال كثير من المعالم تشكو من تجاهلها ,
وقريب من هذه الخزانات تنتشر في وادي دوعن الكروف جمع كريف تجتمع فيه مياه الامطار ويستقي الناس منه ودوابهم طيلة العام .
تلك نماذج حية انما أُسست بعد عناء وتعب , فهل يكفي ان نتفرج عليها ام نهيئها للسياح ليصوروها وانا متأكد من ان صورهم ليست عبثية وإنما لها رجالها الذين يحللونها ويستفيدو منها ولذا فنحن اولى بها منهم .
ان الموقع المكون لهذه الصهاريج له اشباه كثيرة في كثير من الوديان المنتشره في أرض اليمن فما يضرنا ان اعدنا اسنتساخ هذه الصهاريج نحفظ فيها كميات كبيرة من مياه الامطار العذبة ليتم تصريفها بقنوات ري مدروسة لتروي لنا ارض زراعية يأكل منها الناس وكل دواب الأرض.
أظن أن جامعاتنا أولى بهذا الخطاب من غيرها , ولو أن لي كرة أن أجلس مرة أُخرى في مقاعد الدراسة لأتخذت بحث التخرج إقامة صهاريج في وادي حضرموت على غرار صهاريج الطويلة جنة الدنيا عدن .