بقلم / علي الجرادي
حينما سقطت اليمن بيد المليشيات اكتشفنا جميعا معنى الدولة وفجعنا بالإحساس بفقدان الوطن.. وصودرت معنى المواطنة وتحولنا الى رعايا في وطننا المنهوب وفي بلاد المهجر واللجوء.
حتى أولئك الذين تحالفوا مع المليشيات اكتشفوا وان متأخرين ان المقامرة بالوطن والدولة في مقابل تصفية الاحقاد كانت مقامرة رخيصة.. ذلك درس بليغ ندفع ثمنه جميعا.
هناك درس اخر لكنه غير مرئي بما فيه الكفاية ..هناك من يسعون لتكسير مفاصل العمل السياسي والحزبي وتقديم صورة مشوهه للجيل الحاضر والقادم عن العمل السياسي والاحزاب..
البديل عن الديمقراطية والتعددية السياسية وحرية الاعلام والمواطنة المتساوية ..البديل هي العشائرية والقروية والمناطقية والعنصرية والاستبداد والفوضى والعنف والارهاب والتشظي..
هناك من يطرب ويصمت عن استهداف العمل السياسي وخصوصا اذا كان المستهدف هو حزب الاصلاح..
اغمضوا اعينكم وتخيلوا ان حزب الاصلاح يتلاشى من كل قرية وحارة ومؤسسة في اليمن وتخيلوا البدائل القادمه. وكذلك بقية الاحزاب والمنظمات المدنية والحريات السياسية والاعلامية..
حزب الاصلاح حركة اجتماعية وحامل وطني وسياسي وهوية يمنية يتجاوز الهويات الصغيرة والعصبويات الجغرافية والايدلوجيات المذهبية والعنصرية.
حزب الاصلاح والاحزاب اليمنية لديها من الاخطاء كسائر التجارب البشرية وتصحيح اخطاءها ضرورة وطنية تعكس نفسها على حاضر ومستقبل اليمن..
هل يكفينا الدرس الاول لنتعلم ان التعددية السياسية هي المعادل الموضوعي للفوضى والتشظي والاستبداد.
خصوم التعددية السياسية هم سدنة العنصرية والعبودية، هم مشاريع الموت والدمار وحاملي الهويات القاتلة بشتى مسمياتها.