بقلم ــ منصور الصمدي
ضاق الخناق، وساءت الأحوال، وتداعت الظروف، وتصاعدت وتفاقمت الأزمات والنكبات والمآسي والخيبات التي مُنِي بها ولا يزال يتجرعها هذا الشعب البائس والمغبون .. الحرب والحصار والقمع والجوع والأوبئة تفتك بالجميع .. قوى الكهنوت والظلال والتخلف تزداد توغلاً .. ولصوص الله يزدادون غياً وفساداً وتخمةً وثراءً.
لم يعد هنا من وجود لأي شيء جميل - فقط مشاهد الدماء والأشلاء والفوضى والخراب .. وروائح الموت والبارود .. وأزيز الرصاص، وأنين وصراخات واستغاثات الجوعى والمرضى ومن تقطعت بهم السبل .. وعويل الثكالى واليتامى والمقهورين .. الحياة فقدت ماهيتها وروعتها وبهاءها في أرجاء هذه البلاد .. (٢٧) مليون إنسان يحتضرون، والعالم يتفرج بصمت .. لا أمل لا تفاؤل في شيء، لا متسع حتى للحلم .. ولا بصيص ضوء يلوح في ذلك الأفق البعيد.
أيها البؤساء الطيبون إنكم على حافة الموت والإنقراض، وأنتم كما انتم تائهون مغيبون، في ظلالكم تعمهون .. إدركوا وعوا وافهموا جيداً: لا أحد هنا أو هناك يكترث بكم، يستشعر معاناتكم وتعبكم، وحرقة الجوع التي تعتصر بطون أطفالكم .. لا أحد يحس بآلامكم وقهركم، وهول الغبن الكامن في غوار أرواحكم .. لا أحد يعي حجم آلامكم وبؤسكم وشقاءكم وعذاباتكم المترامية.
كل من يسوسونكم أوغاد وقتلة ولصوص متربصون - أصحوا من سباتكم الطويل .. أفيقوا من غفوتكم السرمدية .. كونوا أنتم ولو لمرة واحدة، اطلقوا العنان لعقولكم، فكروا بأنفسكم ووطنكم ومستقبل أبناءكم والأجيال التي ستعقبكم .. تحرروا من الولاءت والإنتماءات الضيقة والحقيرة .. تجردوا من عباءة التبعية والإنقياد والخنوع .. أركلوا وحطموا تلكم الأصنام التي استبدت وطغت وعاثت وتلاعبت بكم .. انتفضوا تمردوا ثوروا .. وانتصروا للحياه والحرية والجمال.