ونحن نمضي في الشهر الثالث للثورة الشبابية
الشعبية السلمية العبقرية المُدهشة الهادرة في ساحات اليمن وميادينها تبرز الكثير
من التساؤلات والشبهات والقيل والقال عن الثورة
والمساهمين في صناعتها ، ونحاول هنا ان نستعرض تلك التساؤلات والشبهات مع الإجابات عنها :
أولاً : لماذا وافق
اللقاء المشترك على المبادرة الخليجية بنسختها الثالثة ؟
تمر ثورتنا الشبابية الشعبية السلمية الآن
بما يمكن تسميته (منعطف المبادرة الخليجية) ، وقد جاءت المبادرة الخليجية في
نسختها الثالثة اقرب إلى رغبات السلطة منها إلى رغبات اللقاء المشترك أو الثورة
بصفة عامة ومع هذا وافق عليها المشترك ، لماذا ؟
غالباُ تكتنف العمل السياسي الأسرار والأساليب التي لا يمكن البوح بها لان هذا
سيؤدي بالتأكيد لإفشال العمل السياسي عن تحقيق غاياته ، و ليس من المعقول تطييب
خاطر القلقين والحريصين بإفشاء هذه الأسرار لهم و لسواهم بكل تأكيد بكشف الأساليب مقابل إفشال العمل السياسي ولذا
الأصل هنا أمران : ان تتحمل القيادة السياسية المتصدرة الشكوك حولها والقيل والقال
لإنجاح العمل السياسي ، والثاني ان يتحلى القلقين بالوعي والفطنة و الإعذار لما لا
يعلمون به مما هو غائب عنهم مرحلياً وربما يجئ الوقت المناسب لاطلاعهم على السر
المستخبئ والمهم في هذا كله وجود الثقة بين القيادة و الأنصار ، وهنا يحاول الخصم
ان يلعب لعبته ويحاول الاصطياد في الماء العكر
وكذلك الخصم الخفي المتربص والحاقد يظهر هنا بالسنة حداد شداد ، بل قد يصل
الأمر بالبعض من صف الموالين تدفعه الحماسة للتصريح بالمعارضة والاعتراض والاتهام
وان بصورة غير مباشرة أحياناً وقد يصل الأمر إلى حدوث انشقاق لهؤلاء المتحمسين
المتعجلين ولذا يقول الإمام حسن البنا (( الجموا نزوات العواطف بنظرات العقول ،
وأنيروا أشعة العقول بلهب العواطف ، وألزموا الخيال صدق الحقيقة والواقع ،
واكتشفوا الحقائق في أضواء الخيال الزاهية البراقة ، ولا تميلوا كل الميل فتذروها
كالمعلقة ، ولا تصادموا نواميس الكون فأنها غلابة ، ولكن غالبوها واستخدموها
وحولوا تيارها واستعينوا ببعضها علي بعض ، وترقبوا ساعة النصر وما هي منكم ببعيد
.))
و إذا تساءلنا : ما هي أولويات الثورة في
المرحلة الراهنة ومنذ انطلاقتها لوجدناها تكمن في :
أولاً : إسقاط النظام ، ثانياً : الحفاظ على
زخم الثورة السلمي ومشهدها العبقري في الساحات والميادين ، والمبادرة الخليجية في
نسختها الثالثة تضمن ذلك ، وإذا تساءلنا مرة ثانية : ما هي أولويات علي عبدالله
صالح في هذه المرحلة التي لم يعد بإمكانه البقاء فيها متربعاً على كرسي الحكم
لوجدنا أولوياته : الخروج المشرف ، وضمان عدم المحاكمة له و للمحيطين به ، والمبادرة
توفر له ذلك بصورة معينة ، وهنا يقول الكثيرون : كيف توافق المعارضة على خروجه
بدون محاكمة على مجازره وجرائمه ؟ وأقول : ان الواجب علينا ان نستمسك بالهدف الذي
قامت لأجله الثورة ولا تشغلنا عنه المشاغل ( اقصد البحر و اترك القنوات ) ركز على
الهدف وصوّب عليه ، وهدف الثورة هو إسقاط النظام .
ثانيا: الشهيد قدم روحه فداء للوطن وله سبع
كرامات من الله تعالى فلا يشغلنا البحث عن الانتقام أو الثار لدمائه الطهورة
المُطهرة التي قدمها للوطن المفدى فنتوه في الطريق إلى الهدف الذي قامت لأجله
الثورة ، ليس هذا فحسب بل و قد يؤدي هذا التصميم على المحاكمة والثار إلى سقوط
الآلاف من رجال الثورة ونسائها ودوماً مثلما نفترض أحسن الاحتمالات علينا ان نفترض
أسوأها والأولى حقن دماء الثوار والثائرات وتحقيق الهدف بأقل التكاليف الممكنة .
ثالثاً : المحاكمة ممكنة بعد تحقيق هدف
الثورة إما عبر أولياء الدم أو المنظمات الدولية كما حصل مع المجرم الصربي
سلوبودان ميلوسوفيتش وأعوانه ممن ارتكبوا الفضائع ضد المسلمين في البوسنة والهرسك
، هذا طبعاً ان سارت الأمور كما جاءت في المبادرة ، وإقرار التبرئة من مجلسي
النواب والشورى هو إلى الإدانة اقرب منه إلى التبرئة ، ومن ثم : أين سيفر المجرمون
من الله عز وجل (( إِنَّهُ كَانَ وَعْدُهُ مَأْتِيًّا)) .
وفي نفس الوقت وحين نعود إلى التاريخ نجد
الكثير من النماذج المضيئة لنا الطريق وقناديل الفهم ، ولعل أكثرها غناءً بالدروس
قصة غزوة وصلح الحديبية و قد بسط ذلك الدكتور الصلابي في كتابه السيرة النبوية
ولكن كمثال لدروس صلح الحديبية ( ذي القعدة من السنة السادسة للهجرة ) نجد الرسول
صلى الله عليه وسلم يقبل بترك كتابة (بسم الله الرحمن الرحيم) وكتابه (باسمك
اللهم) بدلا عنها ، وكذا وافقهم في كتابة محمد بن عبد الله وترك كتابة رسول الله
صلى الله عليه وسلم ، وكذا وافقهم في رد من جاء منهم إلى المسلمين دون من ذهب منهم
إليهم ، وإنما وافقهم في هذه الأمور للمصلحة المهمة الحاصلة بالصلح ، وبعد عام
ونصف دخل المسلمين مكة المكرمة ( في العشرين من رمضان من السنة الثامنة للهجرة )
فاتحين بعد نقض الصلح من قبل قبيلة دخلت في جوار قريش ، ولو عدنا إلى كتب السيرة
وخاصة كتاب الدكتور الصلابي لوجدنا العجب .
و لو تأملنا المبادرة بنسختها الثالثة
لوجدنا فيها ما لا يروق للسلطة الفاسدة المفسدة الدموية العابثة بمقدرات الوطن
والمواطن ، ولذا نجدها تحاول خلق مبررات عدم توقيعها وربما عدم تنفيذها في
المستقبل القريب ، لقد وافقت عليها بعد ان ظهر لديها أن المشترك سيرفضها وهذه من
المفارقات ، وإما أن تنفذها وبالتالي ترحل وإلا سيظهر للخارج من يرفض الحلول
والمخارج التي يقترحها ، وان خالفت السلطة تعرت وحوصرت وأصبح المشترك في حل من أي
حرج .
وهنا أحب ان أقول ـ وبالمناسبة ـ إنّ الوعي
السياسي والخلفية السياسية والتاريخية والمعلومة الصحيحة هي الأساس المتين لتقييم
للإحداث وفهمها ، ومن يتصدر للحديث في السياسة ـ بدون ذلك ـ فيحلل ويفتي هو للأسف
يهرف بما لا يعرف ، ومثلما ان للطب أهله وللهندسة أهلها و للفقه أهله فان للسياسة
أهلها ، وبالعكس تماماً فان العلوم الاجتماعية و في مقدمتها السياسة هي علوم لا
توجد لها قواعد معينة محددة يمكن القياس عليها كما هو في العلوم الأخرى فالسياسة
والعلوم الاجتماعية تمتاز بعدم اليقين و الانسياح وعدم الثبات وبالتالي فان الخوض
فيه يحتاج إلى الخبرة والفطنة السياسية و الخلفية المعلوماتية في السياسة و
التاريخ و علم النفس و تحليل بنية الخطاب وتفكيكها وفي أحيان كثيرة يحتاج فهم
السياسة إلى معرفة اقتصادية لان السياسة اقتصاد مكثف وحتى تفهم السياسة لابد ان
تفهم الاقتصاد ، و التصدر للحديث والتحليل في السياسة وإصدار الأحكام من دون ذلك
هو تجديف و تضليل للذات وللمستمعين وقد يكون هذا التضليل مقصوداً في حد ذاته ، و
من الأسباب اللازمة لإصدار الحكم الصحيح والأقرب إلى الصحة وعدم الوقوع في
الخطاء تجنب سؤ الظن و الأحكام الجاهزة ، تكون
الحقيقة هي الرائد والمصداقية هي المنطلق والمسار والوجهة ، ليس هذا تهويلاً
وتعقيداً لأمر التحليل السياسي ولكنها الحقيقة ، ومن يخطب الحسناء لا يُغلها المهر
، ولابد للشهد من ابر النحل ، وقد قيل أيضاً: لا تحسبن المجد تمر أنت آكله لن تبلغ
المجد حتى تلعق الصبر ، و إنّ الفهم الصحيح للأحداث من شأنه تجنب الوقوع في سؤ
الظن و عدم الوقوع في شراك الخصم أو العدو الساعي لتفتيت الصف وتفكيكه بل وربما
تحويل المواجهة إلى معسكر الخصم ويتولى هو المزيد من التحريش وإمداد الطرف الأضعف
بأسباب القوة ليس محبة ولكن لإيقاع المزيد من الخسائر في صفوف خصمه أو أعدائه
وليتفرغ هو إلى أمور أخرى ، ولذا فان الحاجة ماسة إلى وعي سياسي لدى غير المنتظمين
في العمل الحزبي بصورة خاصة وحاجة العامة إلى فقه الواقع : قواه وموازينها وثقلها
وقدراتها وتأثيرها وتاريخها وانجازها و مواقفها.
ثانياً : المبادرة
الخليجية .. ماذا يعني أنها غير ملزمة للثوار في الميادين والساحات ؟؟
ان من معنى ذلك أنّ الثورة تمضي في طريقها
هادرة متصاعدة مثلما العمل السياسي للقاء المشترك مع دول مجلس التعاون الخليجي و
الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية ، ولو حسمت الثورة الأمر و استطاعت
إرغام علي صالح على الرحيل قبل حلول المواعيد المقررة في المبادرة فهذا خير وبركة وعمل عظيم بل وفي ذروة العظمة ، والرئيس المصري المخلوع
وقبله التونسي سلما زمام السلطة دون أي اتفاق مع الثورة و لا يوجد مانع من تكرار
هذا السيناريو في اليمن ، و كل حوار المشترك منذ اندلاع الثورة المجيدة وصولاً إلى
المبادرة الخليجية في نسختها الثالثة لم يكن على الإطلاق معرقل للثورة ان تُحقق
إسقاط النظام ، فقط نحن لدينا نظام فاسد ومستند إلى بعض الأوراق أو الأوهام و
سيخرج نكدا ، فلو اختصرت الثورة الطريق فان الفرح سيكون فرحين ، وحتى لو وصل تطبيق
المبادرة الخليجية إلى طريق مسدود فان المعول عليه لإسقاط النظام سيكون الثورة
وأكثر من أي وقت مضى فحينها لن تكون هناك أي مبادرات سوى الرحيل الفوري وغير
المشروط لعلي عبدالله صالح ، ولذا نجد حرص قيادات اللقاء المشترك على التأكيد
المستمر أنها لا تمثل الثورة وأنها إنما جزء فقط منها وكل ما تتوصل إليه غير ملزم
للثورة الحقيقية المتكاملة المعالم العبقرية القسمات .
ثالثاً : هل تزحف
الجماهير على القصر الجمهوري ؟
سؤال يتردد وشعار يرفعه بعض الأحرار ،
وعلينا دوماً ونحن نجابه الأحداث الجسام ان نتوقع أحسن الاحتمالات وأسوءها ، فلا
تسيرنا الأماني والخيالات لكن لابد من فقه للواقع الذي نتحرك فيه أو نتحدث عنه ، ولو
تأملنا التجربة المصرية ـ وهي تجربة ثورية غنية بالدروس ـ لما وجدنا هناك زحف
بالمعنى الحقيقي إنما كان هناك تجمع لحوالي عشرة آلاف مواطن أمام قصر العروبة عصر
جمعة الرحيل وقد حزم مبارك حقائبه فكان تحصيل حاصل للثورة التي أنضجتها الاعتصامات
الثابتة في القاهرة والإسكندرية و المنصورة والسويس و غيرها من مدن مصر فلم يزحفوا
ولم يبرحوا أماكنهم حتى تنحى التنحي المصري وعادوا مراراً وتكراراً كلما لزم الأمر
في سبيل استكمال تحقيق أهداف الثورة وهذا خيار قد يتكرر في الثورة اليمنية من بعد
رحيل وسقوط النظام الفاسد ؛ والكثير لدينا ممن يطرحون خيار الزحف على القصر
الجمهوري كخيار حقيقي يقعون في فخ العجلة و هم أحوج إلى المزيد من الصبر والتصبير
، وربما يدفع بالحريصين لهذا الخيار بعض من أعداءهم وخصومهم من اجل تعريضهم للخطر
الداهم والثورة للفشل ، و يتخلصوا مع ذلك من قوة وتيار هو الأول على الساحة وبدون
منافس مع يقيني ان الثورة لو بلغت إلى هذا السيناريو فإنها ستتحول لتدافع عن نفسها
مثلما هو النموذج الليبي وستنتهي بتركيع الطاغية الأرعن وبدون شروط و لا احم ولا
دستور، ولكن بعد خسائر بشرية و وطنية فادحة .
رابعاً : ما هي
علاقة اللقاء المشترك بالثورة ؟
المشترك هو جزء لا يتجزأ من الثورة و هو
يعمل لإنجاح الثورة في اقرب وقت ممكن وبأقل التكاليف الممكنة وهو يقدم للثورة كامل
إمكانياته في الحشد والتنظيم و المناصرة سواء كان من خلال أحزابه في حد ذاتها أو
من خلال أفرادها بقدراتهم وطاقاتهم والمتاح لهم ، وليست المشكلة مشكلة الثورة ان
يشارك فيها المشترك أو مشكلة المشترك ان يشارك في الثورة المشكلة فقط هي مشكلة
أصحاب الغيرة من اللقاء المشترك فهم مسيرون بغيرتهم ومهما فعل المشترك من خير
فعندهم الاستعداد لصبغته بصبغة الشر والمكر وعلى الحريصين على الثورة والمنغمسين
في غمارها ان لا يلتفتوا لهؤلاء فهم سيظلون بغيرتهم حتى بعد انتصار الثورة بل قد
يتصاعد لديهم منسوب الغيرة ، وهم لا يترددون البتة في ترديد الأكاذيب وبث الشائعات
ضد المشترك وضد الثورة بصفة عامة لأنهم يعتقدون ان المشترك هو المكون الأساسي
للثورة وهم حين يحقدون على المشترك إنما يحقدون على الثورة بصفة عامة وان يحقق بها
المشترك مالم يتمكن من تحقيقه عبر الحوار
والمشاركة في المواسم الانتخابية .
والمشترك حين يذهب يحاور فهو فعلاً يمثل
نفسه ولا يمثل الثورة فهي نسيج وطني بحجم
كامل الوطن من المهرة إلى صعدة ، و أي مترتبات على الحوار فهي ملزمة له لا للثورة
وهذا دائماً ما تردده قيادات المشترك والمحللين المنصفين ولكن البعض يريد ان يقول
ان ما يلتزم به المشترك هو ملزم للثورة وهذا من وجهة نظره مرفوض من أصله وبالتالي
مسؤوليته تقع على المشترك وهو يقول هذا لأنه يعتقد كما قلنا سلفا ان المشترك هو
الثورة والثورة هي المشترك وهو بهذا من ناحية يريد تشويه الثورة في أعين الثوار
المستقلين وهم كثر ومن ناحية فرصة للطعن في المشترك ، إنّ الثورة شعب بأكمله ثار
ويواصل ثورته ضد الطغيان وان كانت هناك
أغلبية صامته هي مع الثورة وتتمنى انتصارها في أسرع وقت وان كانت لم تساهم في
صناعتها ، وتتعرف على ذلك من خلال قلقهم على مصير الثورة وخوفهم من أي سبب قد يؤدي
إلى فشلها وإبقاء الفساد والاستبداد الحاكم .
هدف الثورة
هو هدف الشعب ومسعاه في الأمن والعدل والكرامة والتنمية و الكبرياء الوطني
والمعارضة ممثلة في اللقاء المشترك هم من
الشعب اليمني وليسو من المريخ أو الاسكيمو و ما المانع ان أعطاهم الناس ثقتهم من
ان يحكموا اليمن ؟!! إنّ لهم حضور قديم ومتواصل ، كوادر قيادية ، تنظيم شعبي واسع ،
مشاركة في العمل السياسي ، تجربة سياسية ،
مشاركات سابقة في المواسم الانتخابية في ظل الاستبداد والديمقراطية الزائفة ، فان
فازوا في انتخابات حرة ونزيهة هي من مكاسب الثورة القادمة فما ذنبهم وهم أصلاً من
أعمدة الثورة فقط من غير ضوضاء .
إنّ الوطن ملك الجميع وتطويره مسؤولية
الجميع عبر الانتخاب والإتقان في أداء الأعمال ، البعض عنده جنوح في التفكير لدرجة
لاشعورية أحياناً يصبح معها انه يريد للمعارضة الوطنية( اللقاء المشترك تحديداً )
ان ترحل مع الاستبداد وقد يصل هذا إلى التصريح
وهذا هو نتيجة إما لضعف الوعي السياسي أو للمعلومات الخاطئة والمضللة التي
يتلقاها البعض ويصدقها فقط لأنها توافق هواه في أحياناً كثيرة أو لان الطرف الذي
يؤيده ليست له قاعدة جماهيرية مثلما هي للمشترك .
البعض لا يريد أي نوع من البروز للقاء
المشترك عبر المشاركة في الثورة ، وهذا النوع من الناس يحمل قدر من الحقد المبطن
في ظل عدم امتلاك البديل للقاء المشترك ، وفي أحيان يعكس البعض مشاكلهم وعدم
اتفاقهم مع قيادات أو أشخاص في اللقاء المشترك يعكسون ذلك إلى كراهية للقاء
المشترك بصفة عامة وكاملة أو على الأقل على الحزب أو التنظيم السياسي المنضوي فيه
ذلك العضو أو القيادي وهذا وذاك من التعميم الخاطئ ، وفي أحيان ثالثة فقد يكره شخص
ما اللقاء المشترك أو حزب فيه لأنه استاء من تصرف شخص فيه أو يغار من نجاحاته ،
والبعض من أولئك الكارهين والمتوجسين لا يتردد في ان يذهب ليوزع وينشر نظرته هذه
على أوسع نطاق ممكن أما عبر الحديث المباشر أو الكتابة ، واعتقد ان هذا النوع من
الأشخاص في حاجة ماسة وعاجلة إلى أن يشنون ثورة داخلية عارمة على هذه التصورات
والنفسية الخاطئة .
خامساً : هل هناك من ركب
موجة الثورة ؟
من انضم إلى الثورة فهو جزء أصيل منها مثلما
ان من بقي في المعسكر الآخر هو خصم لها على الأقل في الظاهر ولذا ندعوه لسرعة
الانضمام إلى الثورة ومن العيب ان نقول للمنظمين للثورة أنهم إنما ركبوا موجتها ،
انه لا يوجد هناك ثمة أوصياء على الثورة ، والثورة تجب ما قبلها فمن دان لها
بالولاء والفداء فهو من الثوار وصانعي الفعل الثوري المدهش ، ويبقى لأهل الحقد هنا
مجال فهناك من يحقد على شخص أو طرف لدرجة انه لا يريد ان ينسب له خير قط ولو كانت تضحيته بماله وتعريضه لنفسه للخطر ،
ولذا فأول ما ينظم للثورة يقول عنه انه إنما ركب موجتها وهو ليس منها إما للحصول
على مصلحة بعد النصر أو للنجاة من عقوبة ، وهذه العقلية في الواقع لا تخدم الثورة
بأي حال من الأحوال فساحات الثورة وميادينها لا مجال فيها لهذا النوع من الناس
المسكونين بالحقد الدفين والرخيص ، وهم في أحيان كثيرة لم يساهموا أصلاً في الثورة
، وبساط الثورة احمدي سندسي لا يقبل السحب ولا الطي .
سادساً : ما هو مصير
القضية الجنوبية بعد انتصار الثورة ؟
القضية الجنوبية هي في صميم اهتمام وأهداف
الثورة ، و ستحتل معالجتها والى الأبد بعد النصر أول أولويات الثورة وبما يُحق الحق ويبطل الباطل ، وأبناء الجنوب
هاجسهم العدالة والمواطنة المتساوية والتنمية والمساهمة الحقة في البناء الوطني
وهذا من أهداف الثورة فالثورة هي إنزال آمال الشعب من على مشانق المستبدين إلى ارض
الواقع الملموس المحسوس تتحقق و تتدفق فيها الحياة ، هي قرار الشعب النهائي أن
يكون وأن يدحر عنه ليل التسلط وديجوره ، تسلط الفرد والعصابة الحاكمة ، الثورة
قومة شعبية لإعادة الحق إلى نصابه ،
لإنقاذ الوطن من ذابحيه ، لاسترداد الوطن من خاطفيه ، هي إعادة للحق العام والحق
الخاص إلى نصابه .. الحق العام للشعب في الثروة والسلطة ، والخاص لأفراده في ما هو
حصاد شقاء عمر وضنى دهر، و مستحق بشر كرمهم باريهم ، وإذا كان البعض لا يشكك في
موقف الحزب الاشتراكي اليمني من القضية الجنوبية فانه يشكك في موقف التجمع اليمني
للإصلاح منها ( وهما كمكونين رئيسيين في إطار تكتل اللقاء المشترك القوة السياسية
المتوقع لها الحكم بعد انتصار الثورة ومن خلال الانتخابات الحرة والنزيهة ) ولو
تأملنا مواقف الإصلاح القديمة جداً والقريبة العهد لما كان هذا التشكيك ، ومشكلة
البعض إما غياب المعلومات أو التعامي عنها ، ولذا نسرد بعض مواقف الإصلاح من هذه
القضية الحيوية.
إنّ (الإصلاح) ضد الظلم أن يقع على فرد من أفراد المجتمع فكيف بكامل أبناء الوطن
أو فئة منهم : جغرافية أو مهنية أو اجتماعية أو مذهبية أو سياسية ، أما أن يعمل الإصلاح من اجل رفع
ذلك الظلم ودفعه فهذا منهج الإصلاح العملي وبقدر ما يستطيع وحدائه قول الرسول الكريم
صلى الله عليه وسلم (( انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً )) ونصرته ظالماً بان نبين له
خطئه وندعوه لإقامة العدل والكف عن ظلمه وفساده ان كان فرداً ، أو ظلمهم وفسادهم
ان كانوا جماعة .
إنّ التجمع اليمني للإصلاح لا يفرّق في
تعامله ولا في دعواته لتحقيق التنمية ومحاربة الفساد والقضاء على الفقر والمرض
والأمية بين شمال الوطن و جنوبه بل هما عند الإصلاح عينان في وجه ، و لم يتأخر
الإصلاح عن بيان موقفه من مجريات وتطورات الأحداث وذلك منذ أوّل يوم بل يستبق الإصلاح الأحداث أحياناً برؤية مبصرة
تستشرف المستقبل ، وكنموذج نجد البيان الختامي الصادر عن المؤتمر العام الأول (
الدورة الأولى ) سبتمبر 1994 في البند رقم 14 من ( قرارات وتوصيات ) جاء ما يلي :
(( يدعو المؤتمر الحكومة لمعالجة آثار الحرب وإزالة مخلفاته وتعمير المناطق
المتضررة ويدعو الجميع للإسهام في عملية البناء والنظرة إلى المستقبل بكل تفاؤل ))
.
ونصت الفقرة التي قبلها مباشرة ـ وكأنها تنطق بلغة اليوم ـ على : ((يدين
المؤتمر التآمر المستمر ، ...، على الوحدة اليمنية التي عُمدت بالدماء وتجاوزت
الأطروحات المريضة ، التي تُعبّرُ عن الانفصام النكد الذي يعاني منه أصحابها الذين
يحاولون بطريقة رخيصة وأسلوب مفضوح القاء ما يعانيه شعبنا من تخلّف على
الوحدة )) لا بل جاءت الفقرة رقم ( 16 )
على : (( يدعو المؤتمر إلى الاهتمام بمحافظات : عدن ، لحج ، أبين ، شبوة ، حضرموت
، المهرة وإعطائها الأولوية في المشاريع والخدمات لتحسين أوضاعها .. كما يؤكد على
أهمية حسن اختيار الكوادر التي تدير مرافق الدولة في تلك المحافظات وضرورة معالجة
مخلفات الحكم الشمولي والثقافة الاشتراكية فيها )) .
وجاء في الفقرة التي تليها مباشرة (( يؤكد
المؤتمر على ضرورة الإسراع في معالجة موضوع الأملاك المؤممة بما يكفل إعادة الحق
إلى أهله بصورة عادلة بعيدة عن الكيد السياسي ))
وفي زمن احتدام الأزمة السياسية بين المؤتمر
والاشتراكي عام 1993م جاء في افتتاحية صحيفة الصحوة لعدد 7 /10 / 1993م والافتتاحية يكتبها عادة
الأستاذ محمد اليدومي ، و صحيفة الصحوة هي لسان حال الإصلاح : (( ان استشعار نعمة الله في توحيد اليمنيين
توجب على الجميع الإصرار على المحافظة على وحدة الكلمة وتجاوز الخلافات والمنازعات
بروح المسؤولية وتقديم مصلحة الوطن والشعب على المصالح الفردية و الأنانية )) .
وفي الرابع عشر من مايو 1998 كتبت
الصحوة ( العدد 625 ) على صدر صفحتها
الأولى : (( إنّ علينا أن ندرك أنّ محاصرة الدعوات والنزعات التي تضر بالوحدة
الوطنية لن تتأتى إلا من خلال إشاعة العدل ، ومكافحة عناصر ومراكز الفساد ، وتحقيق
المساواة بين أفراد المجتمع وبناء مؤسسات الحكم على أسس وطنية تتجاوز كل أشكال
التعصب المقيت !. و أ ن تكون الكفاءة والنزاهة والأمانة هي المقياس في إسناد
المسؤولية ، مع التخلّص من المركزية الإدارية العقيمة وإعطاء الصلاحيات الواسعة
للسلطة المحلية .
وأما الوسائل غير الحضارية فلن تكون ذات
جدوى بل ستزيد الطين بلة وفي مجريات أحداث
المكلا عبرة لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد .
إنّ السلطة ترتكب أخطاء مؤسفة عندما تختار
موظفين ليسوا على مستوى تحمّل المسئولية فيتعاملون مع المواطنين بعقلية متسلطة
متعجرفة ويرتكبون حماقات فردية تتحمل البلاد نتائجها الوخيمة على الوحدة الوطنية ))
وقد جاء هذا في ظل تصاعد الجدل في مجلس النواب حول تقصي حقائق ما جرى في مظاهرة يوم 27 ابريل 1998 بالمكلا والتي قُتل فيها اثنين من المواطنين وجرح آخرين .
في التاسع من يوليو 1998م كتبت الصحوة على
صدر صفحتها الأولى (( و يجدر بنا ، ...، ان نتذكر نعمة الوحدة التي انعم الله بها
على شعبنا في زمن التشتت والفرقة ، وان نعمل على الحفاظ عليها من عوامل التآكل
والفساد والخراب ، التي تهدد المجتمعات الإنسانية كلما غفل أبناؤها عن مواجهة
الفساد والمفسدين والظالمين ، واعرضوا عن إنصاف المظلومين ، وإعانة الضعفاء ،
وإقامة العدل ، وتحقيق المساواة )) .
وفي المؤتمر العام الرابع للتجمع اليمني
للإصلاح ـ الدورة الثانية ـ المنعقد في
مارس 2009م أخذت القضية الجنوبية حيزاً مهماً من مداولات المؤتمر و أدبياته ،
وقد جاء في البيان الختامي للمؤتمر : ((وقف المؤتمر العام أمام الأوضاع الخطيرة في
المحافظات الجنوبية ونذرها الكارثية ، والناجمة أساساً عن سياسات التفرد، وإقصاء
شركاء الحياة السياسية ، وغياب المواطنة المتساوية حيث أدارت السلطة ظهرها لأسس
التعددية السياسية والحزبية ومرتكزات الشراكة الوطنية التي قامت عليها الوحدة
السلمية في 22 من مايو 1990م ، وإصرارها على التعامل مع أوضاع وتحديات ما بعد حرب
94م بخفة وتعالٍ فأصمت آذانها عن سماع النصح الصادق والرأي الصائب )) .
و أضاف البيان : (( الذي حصل أن أطلقت يد
الفساد والعبث ، لا سيما في الثلث الأخير من التسعينات تسريح انتقائي لعشرات
الآلاف من المدنيين والعسكريين وكان نصيب أبناء المحافظات الجنوبية من ذلك كبيراً
وعندما بدأ الآلاف من هؤلاء بإقامة الفعاليات السلمية أصمت السلطة آذانها مرة أخرى
عن رؤى ومقترحات اللقاء المشترك في المعالجة الوطنية لهذه الأوضاع وراحت تعمل على
طريقتها في معالجة واحتواء الأزمة تارة عبر أساليب توزيع الهبات والأموال وشراء
السكوت، أو عبر استخدام العنف وإطلاق الرصاص الحي والسجن والملاحقات التعسفية لقمع
هذا الحراك تارة أخرى ، فلم يؤد ذلك إلا إلى المزيد من التأجيج والتعقيدات وسد
أبواب المعالجات الوطنية ، وفتح الثغرات أمام المشاريع الصغيرة واللاوطنية لتنخر
في جسد الوحدة الوطنية بصورة غير مسبوقة ، وحيال هذا الوضع بكل تعقيداته وإفرازاته
فإن المؤتمر العام يهيب بالمجتمع اليمني بكل قواه ومكوناته السياسية والاجتماعية
ومنظماته المدنية وعلمائه ومفكريه ومثقفيه ورجاله ونسائه وشبابه وشيوخه على مغادرة
حالة السلبية والتفرج وتحمل مسؤوليتهم الوطنية والتنادي لطرح ودراسة الحلول
والمعالجات الجادة متخذين من القضية الجنوبية مدخلاً للإصلاح السياسي والوطني
الشامل )) .
سابعاً : ما هو مصير
الحركة الحوثية بعد انتصار الثورة ؟
منذ زمن طويل كانت العدالة والأمن والمساواة
هدف المنضوين في الحركة الحوثية ومناصريه ولكن النظام الفاسد بنزقه وأهدافه
الخبيثة هو من دفع بها إلى الوجود ومن ثم
ذهب ليشن الحروب ضدهم ليحقق أهدافه الدنيئة وليس من بينها الإنهاء والإجهاز التام
على الحركة الحوثية التي حولها لوسيلة لتصفية الخصوم ولاستدرار المساعدات من
الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية ، والثورة جاءت لتحقق لهم تلك الأهداف
ليعيشوا في وطنهم بكرامتهم كسائر أبناء الوطن فلا قتل ولا ظلم ولا عدوان .
ثامناً : من سيحكم اليمن
بعد انتصار الثورة ؟
البعض يقول ـ بوعي أو بدون وعي ـ ان الحكم
بعد الثورة سيذهب لتلك القوى المتنفذة قبلها ، أو انه سيذهب لأبناء الشيخ عبدالله
الأحمر مع القائد علي محسن الأحمر، و القائلين بهذا هم مخطئون في هذا تماماً
فبمجرد انتصار الثورة سيذهب أمر التحكم في السلطة والثروة الوطنية للشعب من خلال
إتاحة كامل الفرصة له في انتخاب من يثق فيهم و يأتمنهم على السلطة والثروة ولأربع
سنوات ، يُعاد بعد انقضائها إلى الشعب أمرها من جديد للشعب ليقول كلمته وهذه هي
الديمقراطية ، و ستفرض الثورة على الجميع احترام الديمقراطية والقبول بنتائجها ،
وهذه هي الديمقراطية فمن رضي بها فله الرضاء ومن سخط فله السخط .
ومع يقيني أنّ أبناء الشيخ عبدالله بن حسين
الأحمر والقائد علي محسن الأحمرـ وبالمناسبة هو ليس شقيق للرئيس لا من أب ولا من
أم ولكنها من الأساطير اليمنية المعاصرة وتحاول السلطة وبعض ممن هو خارجها التعامل
معها كحقيقة للاستفادة منها في التشويه والتشكيك تارة وفي التلطف لعلي محسن تارة
أخرى ، و القائد علي محسن هو رفيق درب القائد الشهم الوطني النبيل محمد علي محسن
قائد المنطقة الشرقية وليس أبيه كما يتصور البعض ، وبالمناسبة كذلك فان علي
عبدالله صالح لا ينتمي حقيقة إلى قبيلة حاشد وبالتالي لا ينتمي إلى بيت الأحمر
إنما هو من قبيلة سنحان المتحيشدة (تكتل حاشد وهناك تكتل بكيل وهما يضمان قبائل
ليست من حاشد ولا من بكيل ولكن تُسمى متحيشده او متبيكله ) ـ أعود فأقول أنّ القائد علي محسن وأبناء الشيخ
عبدالله شخصيات وطنية صادقة مع نفسها ومع وطنها وإن حاول مبغضيهم و الغيورين منهم
تصوير الأمر على غير حقيقته محاولة للنيل منهم وبشتى السبل ومنذ زمن ، ومع هذا نجدهم يُعلنون ـ صادق عن نفسه
وإخوانه والقائد علي محسن ـ أنهم لا يطمعون في السلطة بعد انتصار الثورة ولا في
خضمها ، وفي اعتقادي ويقيني أنهم صادقين
في هذا القول وأنهم لا يقلون حرصاً عن كل الوطنيين الشرفاء في نشدان السعادة للوطن
والمسرات المتتاليات المتزايدات غير المنقطعات عن المواطن اليمني بدون تمييز ولكن
بما لا يُعرض مصلحة المجموع للخطر أو التهديد أو الانتقاص ، ومع هذا فان كل إنسان
مع حرصه على الصواب في أعماله قد يحدث منه الخطأ في بعض الأحيان فيكون منه
الاستغفار ومحاولة التكفيرعن خطأه ،أما ان نتربص لأخطاء الناس ونحاكمهم وفقها طوال
حياتهم فهذا من خطأ التقدير والتعامل وهو بدوره يحتاج إلى استغفار وتكفير.
وفي اعتقادي فان نظام بعد الثورة سيتحول إلى
النظام البرلماني بحيث يتم تقليص صلاحيات رئيس الجمهورية بشكل كبير حتى لا يعود
الاستبداد من جديد فنحتاج إلى ثورة ثانية ، و في المقابل تزيد صلاحيات الأغلبية
النيابية ومعها الحكومة التي ستشكلها الأغلبية وهذا ادعى كذلك إلى تامين البلد من
الاستبداد والفساد والطغيان و اعتقد ان من المهم جداً إنشاء محكمة دستورية عليا ـ
على غرار المحكمة العليا في النموذج الأمريكي و المجلس الدستوري في النموذج
الفرنسي ولسنا نحن أقل شأناً منهم في أن نحرص على روح الجمهورية ـ وهي محكمة تُسهم بصورة فاعلة في الحفاظ على روح
الدستور و تضمن عدم مخالفة القوانين والسلوكيات الرسمية للدستور الذي سيتم تعديله
بما يحفظ للشعب الحق الكامل والفرصة التامة في التحكم ـ عبر الانتخابات والاستفتاء
ـ في السلطة والثروة وبما يُحقق فعلاً
وصدقاً وعدلاً مضمون الجمهورية ، هذا من جانب ، ومن جانب ثاني فإنني اعتقد ان
اللقاء المشترك سيحافظ على بنيته وسيصبح
كما قال الأستاذ محمد قحطان ومنذ نحو
العامين(( البقاء المشترك )) و سيخوض مشتركاً المواسم الانتخابية المختلفة ،
وبالتالي فانه في حال فوزه ـ وهذا هو المتوقع ـ سيتولى الحكم مشتركاً وهذا من
الدعائم الإضافية للحفاظ على الوحدة الوطنية والنأي بالبلد عن الصراعات السياسية
العنيفة .
تاسعاً : ما هو مكان
الشباب من الإعراب في مستقبل الوطن بعد انتصار الثورة التي هم روادها؟
الشباب هدفهم إسقاط النظام وإقامة نظام
العدل والأمن والحرية والسلم الاجتماعي والأهلي من بعد انتصارها وليس هدفهم ان
يحكمون البلد هم بأنفسهم ، وهدفهم هذا هو الذي سيتحقق بإذن الله تعالى فسيسقط
النظام وسيختار الشعب والشباب جزء لا يتجزأ منه من يرضون بهم لحكم البلد وتحقيق
أهداف الثورة الشبابية ، ان الشباب هم نصف الحاضر وهم مشغولين في غالبيتهم
بالدراسة والتحصيل ومعظمهم منتمين إلى أحزاب سياسية قائمة ، ولكنهم هم مع ذلك كل
المستقبل ، وفي نفس الوقت فمناهم أهداف الثورة ان تتحقق وسيبقون حرس عرين الثورة
من أي انحراف أو انتقاص أو لف أو دوران .
عاشراً : إلى أين ستقود
مكابرة الرئيس و روغانه وعدم إذعانه ونزوله عند مطلب الرحيل ؟
أجبت عن هذا السؤال نظماً فقلت :
يُكابر المتعجرف الأجوف المعربد يُكابر يُكابر من تقطّع طريق شعبي للنماء يُكابر
يُكابر يناور المُزيف المُزيّف يُكابر ودولة
الزيف تتكشفت تتفتت تتعرى تتهاوى فليُكابر
انتهى مشروعك حلمك وبنيك ياعلي صالح فغادر
آن للشعب أن يتجاوز عثارك يُغادر
للخليج يبادر أم يتآمر شعبي أريب حر شرس
صامد شعبي يمضي يصنع مصيره يُثابر
للشعب الكبرياء والعز والنماء والبقاء
والرخاء وللطاغية أن يغادر الكرسي مهان صاغر
للشعب الغد الأسعد الأجمل يُفاخر و للطغمة
الزوال الشقاء ومحاكم عدل على المجازر
فجرك شعبي اطل تنفس يزغرد... بوركت سلمت
للعليا رجالا ونساء ...أعظم بك ثائر
ثورتك البازغة للعرب منارة ..مشعل وضاء ولكل
الإنسانية معلم يماني عبقري آسر
ثورتك الظافرة شبابية شعبية سلمية عبقرية
وهج طهر ترفض ان تنحسر ماضية وهج مد ثائر
ليسقط الطاغية و أزلامه وأعوانه والطغيان
نظام الارتزاق الارتهان الخيانة ذليلاً صاغر
ولتصنع شعبي يمنك الأفضل الأكرم الأبهى طلق
المحيا مستقبلك الأسعد هُنئت شعب صابر
تُعلي للمجد يمن جديد يزهو بالعدل بالنماء
بالسناء بالضياء بصروح للعز قصور و منائر