دروس الأيام الستة

تلقى علي عبدالله صالح منذ الاثنين الماضي دروس قاسية على يد الثوار الأحرار من رجال القبائل :

 

أولاً : انه لن يستطيع ان يحافظ على كرسيه ولو استخدم القوة فقد سيطر رجال القبائل على نحو 11 مرفق حكومي منها وزارة الداخلية واحتجزوا نحو 100 عسكري وذلك في غضون ثلاثة أيام فقط .

 

ثانياً : إن رجال القبائل افشلوا عملياً مشروعه الأخير في إدخال اليمن في حرب أهلية حيث اتحدت كلمة القبائل ضده وبشراسة متصاعدة للسيطرة على بقية المرافق والمعسكرات في العاصمة ومحيطها [لاحظ سيطرة نهم على ثلاثة ألوية للحرس الجمهوري في ملحمة وطنية خالدة سيسطرها التاريخ لنهم بأحرف من نور وضياء لقد كلبشوا يدي الظلوم الغشوم ].

 

ثالثاً: انه رغم آلته الإعلامية الضخمة إلا ان الأيام الستة السابقة [ من الاثنين إلى السبت ]أثبتت إفلاسه النهائي ويتضح ذلك من اختفاءه عن جمعته وذلك لفشل الحشد القابل للتزييف التلفزيوني وليس للأجواء الجديدة في صنعاء ، وقد ذهب بهم إلى الجامع وقد ركزت الجزيرة والعربية على هذا الاختفاء الذي مثل نهاية المسرحية الكوميدية البائسة له ، والعكس صحيح فقد كانت جمعة سلمية الثورة حاشدة في كل الميادين والساحات بل و شاهدنا الشيخ صادق الأحمر يتحدث للملايين المملينة الحقيقية في شارع الستين.

 

رابعاً : اثبت علي صالح لليمنيين وللعالم انه مستعد إحراق الوطن لو كان ذلك يبقيه على الكرسي ولكن هذا الإحراق لم يعد يبقيه على الكرسي فأصبح لزاماً عليه المغادرة بفعل الصمود الأسطوري لرجال القبائل مما دفع دول الخليج يوم الخميس بحسب بعض المصادر إلى عقد العزم لتقديم ملف اليمن إلى ليبيا كما فعلت من قبل مع ثورة ليبيا ولذا سمعنا علي صالح يتحدث عن هذا الأمر الخميس الماضي 26 مايو كما قالت ذات المصادر ان الملك السعودي طلب منه المغادرة الفورية للسلطة والسلطة السعودية نظرتها على يمن ما بعد علي عبدالله صالح فصمت السعودية سيكلفها الكثير وهي الحليفة الاستراتيجي لعلي صالح بعد ان فشلت في التخلص منه منذ سنوات طوال.

 

خامساً: كانت أحداث الأسبوع المنصرم إيذاناً بإعلان تحالف وطني عريض هو الأول من نوعه في تاريخ اليمن ضم الثائرين والثائرات في الميادين والساحات ورجال القبائل واللقاء المشترك والجزء الكبير من الجيش المنظم للثورة وهو مكسب وطني كبير سيكون له ايجابياته في المرحلة القادمة ، ولأول مرة يخرج علي صالح لوحده لا يحيط به سوى البلاطجة ، لقد تعرى من كل حب وشعبية وغدا منبوذاً نموذجياً ولم يعد أمامه سوى الخروج حافياً من اليمن ان أراد ان ينجو من المحاكم هاو القتل تحت جدران القصر الجمهوري.

 

سادساً : انفضاح علي صالح كخائن مثالي مرتين : أولاً : قصف وفد الوساطة الذي أرسله بنفسه برئاسة اللواء غالب القمش في منزل الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر ، وثانياً: خيانته لرفيق مساره السياسي المرحوم الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر بمهاجمة منزله التاريخي وبرمزيته وتحطيم قاعة الضيوف الرئيسية فيه وقتل عدد من كبار ضيوفها مما يجعله حامل لكل دواعي كراهيته ومحاربته وسط حاشد أولاً والقبائل عموماً ، لقد ارتكب جريمة (إستراتيجية) تؤهله لوحدها لإخراجه من السلطة كيف ونحن بصدد ثورة شبابية شعبية سلمية متصاعدة وليس ما حدث إلا واحد من تجلياتها التي اضطر لها رجال القبائل دفاعاً عن النفس والوطن الذي لن يوفره علي صالح لو انه كسر شوكة الشيخ صادق ورجال القبائل عموماً ولكن شوكته هي التي تم كسرها والى الأبد .

 

و اختم بالتساؤل: هل خلف تسليم المقار الحكومية من قبل رجال القبائل الميامين لـ(لجنة وساطة) تدخل خارجي مستتر ينهي سريعاً حكم العصابة الخاسرة بقيادة زعيمها الخائب علي عبدالله صالح .

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص