منذ يوليو 1996م بدأت كصحفي في الانغماس في هم حضرموت واهتمامها ، أترصد المعاناة و أسعى لاستيضاحها وعرضها على الرأي العام اليمني عبر صحيفة الصحوة الأسبوعية الصادرة من صنعاء ، زرت المناطق النائية في ساحلها وفي واديها : زرت في ساحلها حجر وأرياف المكلا و غيل بن يمين وزرت في واديها وادي رخية و وادي العين والهجرين و حجر الصيعر و وادي السور بمديرية العبر و وادي سر و مديرية ساه ومكثت في سقطرى 17 يوماً استطلع معاناتها و واقعها وعدت من كل ذلك باستطلاعات نشرتها (الصحوة) الغراء صحيفة التجمع اليمني للإصلاح المركزية ومن ثم صحيفة الريان الصادرة عن فرع التجمع اليمني للإصلاح بحضرموت وصحيفة البادية الصادرة عن مؤسسة البادية الخيرية الكائن مقرها بمديرية القطن.
استطلعت مجالات العمل الأساسية في حضرموت
وهمومها : الزراعة ، الاصطياد ، التجارة ، الاغتراب ، إلى جانب القضاء والكهرباء والمياة والجامعة ومشكلة البيوت المؤممة ،غطيت أحداث وفعاليات مهمة أبرزها كارثة سيول 2008م و اجتماع قبائل حضرموت في عين ون ومؤتمرها في تاربة اثر اغتيال القيادات الأمنية في الوادي ، أول مظاهرة سلمية في المكلا تعرضت للقمع في 1998م وقتل فيها الشهيد بارجاش و أربعة من مهرجانات العفاف والزفاف الجماعي بساحلها و واديها ...
كم أحبها هذه حضرموت .. حضرموت نحبها ....نعشقها وكذلك نحب اليمن كل اليمن ونعشقه ولكنني أكره و لا أرضى بذر بذور الكراهية لليمن تحت شعار و يافطة محبة حضرموت والحرص على خير أبنائها ...ما أبشع الأنانية والطمع والجشع ..ما أنبل التضحية و الإيثار والوفاء ....فلنفكر بعقولنا لا بقلوبنا ..لنتخفف من الأنانية والهوى المُتبع ...لنكن كباراً ولنتوقف عن التقزّم ...
وأقول هذا وأنا اسمع عدد من أبناء حضرموت وبالتزامن مع وصول الثورة الشبابية الشعبية السلمية لمرحلة الحسم يذهبون يتحدثون وبصورة لا تُرضي أي يمني غير حضرمي والكثير جداً بل ربما الغالبية الواعية من أبناء حضرموت ، إقراء البعض يحلمون لحضرموت خارج نطاق الحلم اليمني الواحد يُنظرون لحضرموت دولة مستقلة وان بصيغ ومسارات مختلفة وبمبررات اوهي من بيت العنكبوت .
ليكن حلمنا كحضارم يمنياً بحجم اليمن ، إنّ الثورة تحتاج مضحين من اجل انتصارها لا متربصين بها ليتشرطوا و يتدلعوا ويصبحوا عبئ على الثورة قبل انتصارها وبعده دون مساهمة منهم في صنعها ما خلا التفرج وربما.. ربما التعاطف ، إنها أحلام لا معنى ولا منطق لها ، وأقول لهم صراحة : تواضعوا ايها المغرورين بتاريخ مجيد لم تسموا إليه ولن تسموا بأنانيتكم ومخاوفكم غير المبررة و انظروا ماذا جنى الحضرمي البيض بمحاولته لفصل الجنوب عام 1994 كونوا وحدويين وبس ، دعوكم من الإيغال في الأنانية و التقزم .
قد تكون مشكلة هؤلاء الثروة النفطية التي جعلها الله تعالى في حضرموت فهم يتخيلونها لحضرموت فقط وهم في أحيان يمدون حضرموت المرتقبة لديهم إلى شبوة لا ادري هل لان بها نفط ثم نعيب على أهل اليمن تمسكهم بالوحدة ونرجع ذلك لأسباب نفطية بالرغم ان وحدة اليمن طموح وأمل بنيه من قبل عصر النفط اليمني ، ولا ادري هل يضع هؤلاء سقطرى ضمن الدولة الحلم أم يستثنونها حتى لا يشركهم بنيها الطيبين في نفطها، ولعلهم يفكرون في انجاز سقف حضرموت العظيم لتكييفها مركزيا ً، وهو عظيم على غرار سور الصين العظيم والنهر الصناعي الليبي العظيم ، انه تفكير خارج المعقول ولكنها الأنانية التي تتقافز على المشهد اليمني الوحدوي .
لله في خلقه حكم قد نفطن لها وقد نغفل ونتوه عنها :النفط السعودي معظمه يُستخرج من المنطقة الشرقية والأمريكي من تكساس والروسي من سيبريا والإماراتي من ابوظبي ولم نشهد سكانها أنانيين بل على العكس في حال الإمارات مثالاً فقد كان حاكم ابوظبي الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ينظر إلى بقية الإمارات وكأنها في مقام بنيه لم يبخل ولم يتردد في دعمها مالياً واقتصادياً ، نعم لابد للمناطق النفطية من ميزات ولكن ليس أن تُعطى 75 % من نفطها وهو في الوقت نفسه نفط الوطن وفي حضرموت نجد ان كل مديرية من مديرياتها الـ30 تحصل سنوياً على خمسة ملايين ريال من (مخصصات النفط ) باعتبارها محافظة نفطية وكانت توزع عبر أعضاء مجلس النواب ثم تحولت إلى المجالس المحلية هذا بالإضافة إلى ما يذهب للمحافظ و وكيل الوادي من هذه المخصصات المطلوب ترشيد إنفاقها أولاً وزيادتها إلى حد معقول ثانياً .
نعم هناك ظلم هناك عدالة غائبة هناك امن مختل هناك بطالة هناك فقر هناك تخلف تنموي هائل هناك عبث بالمال العام والوظيفة العامة كل هذا ليس في حضرموت فقط ولا في الجنوب فقط ولكن في كل اليمن ومطلوب ازالته من زمان ولم تقم الثورة الا لتحقيق هذه الامور في كل اليمن اسقاط النظام الاستبدادي الارتزاقي هو المدخل اللازم والكافي لحل كل مشاكل اليمن ومآسيها بصفة عامة .
ودعونا هنا نقف بشي من التفصيل على قضية مُثارة حالياً تتعلق بحضرموت التي نعشق ونحب هل هي يمنية أم لا بالرغم من ان الخوض في هذا الامر من باب تحصيل اليقين للباحثين عنه ((وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي))... ونحن خلال الحديث سنتعرض للجنوب اليمني الحبيب هل هو من اليمن أم لا باعتبار حضرموت جزء منه وبالتالي ما ينطبق على حضرموت ينطبق على الجنوب وما ينطبق عليه ينطبق على حضرموت...
أهل الجغرافيا ماذا يقولون عن هوية حضرموت؟؟
أولاً : ما هي حضرموت .؟؟
• معجم البلدان لياقوت الحموي :
حضرموت ناحية واسعة في شرقي عدن بقرب البحر وحولها رمال كثيرة تعرف بالأحقاف وبها قبر هود عليه السلام وبقربها بئر برهوت المذكورة فيما تقدم ولها مدينتان يقال لإحداهما تريم وللأخرى شبام وعندها قلاع وقرى وقال ابن الفقيه حضرموت مخلاف من اليمن بينه وبين البحر رمال وبينه وبين مخلاف صداء ثلاثون فرسخا وبين حضرموت وصنعاء اثنان وسبعون فرسخا وقيل مسيرة أحد عشر يوما وقال الإصطخري بين حضرموت وعدن مسيرة شهر .
رسول الله صلى الله عليه و سلم كان قد راسل أهلها فيمن راسل فدخلوا في طاعته وقدم عليه الأشعث بن قيس في بضعة عشر راكبا مسلما فأكرمه رسول الله صلى الله عليه و سلم فلما أراد الانصراف سأل رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يولي عليهم رجلا منهم فولى عليهم زياد ابن لبيد البياضي الأنصاري وضم إليه كندة .
• وجاء في نزهة المشتاق في اختراق الافاق للادريسي: ((وأما جزيرة سقطرى فهي جزيرة واسعة القطر جليلة القدر بهية الأرض نامية الشجر وأكثر نباتها شجر الصبر ولا صبر يفوق صبرها في الطيب كالذي يتخذ بحضرموت اليمن والشحر وغيرها وهي كما قلناه تتصل من جهة الشمال والغرب ببلاد اليمن بل هي محسوبة منه ومنسوبة إليه ويقابلها من جهة بلاد الزنج مدينة ملند ومنبسة )) وجاء مايلي : ((ومن عدن مع الساحل في جهة المشرق إلى قرية أبين اثنا عشر ميلاً وهي على ضفة البحر اليماني وأهلها موسومون بالسحر ومنها إلى لسعا في البحر ليلة ويوم وفي البر خمسة أيام لأن بينهما جبل يعترض في الساحل يتصل من البحر إلى الصحراء فيعوق عن الطريق ومدينة لسعا صغيرة جداً على ضفة البحر الملح ومنها إلى شرمة على الساحل يوم وبين ضرمة ولسعا قرية كبيرة فيها حمة حامية كالجابية وأهل تلك النواحي يتطهرون فيها ويجلبون إليها مرضاهم فيصحون بها من آلامهم وأنواع أسقامهم ومدينة لسعا وشرمة هما على ساحل أرض حضرموت وبينهما يومان في البرية.
وبأرض حضرموت مدينتان اسم إحداهما شبام والأخرى تريم وبين المدينتين مقدار مرحلة ومن مدن حضرموت مأرب وهي الآن مدينة خراب وكانت مدينة سبا ومنها بلقيس زوجة سليمان عليه السلام )) .
• جاء في كتاب اثار البلاد واخبار العباد لزكريا ابن محمد بن محمود القزويني المؤرخ والجغرافي والقاضي:
حضرموت ناحية باليمن مشتملة على مدينتين ، يقال لاحداهما شبام وللأخرى تريم ، وهي بقرب البحر في شرقي عدن ، وانها بلاد قديمة.))
• وجاء في كتاب البلدان لليعقوبي ((ولليمن أربعة وثمانون مخلافاً وهي شبيه بالكور والمدن وأسماؤها: اليحصبين ، ويكلى ، وذمار، وطموء ، وعيان ، وطمام ، وهمل ، وقدم ، وخيوان ، وسنحان ، وريحان ، وجرش ، وصعدة ، والأخروج ، ومجنح ، وحراز، وهوزن ، وقفاعة ، والوزيرة ، والحجر، والمغافر، وعنة ، والشوافى، وجبلان ، ووصاب ، والسكون ، وشرعب ، والجند ، ومسور، والثجة ، والمزرع ، وحيران ، ومأرب ، وحضور، وعلقان ، وريشان ، وجيشان ، والنهم ، وبيش ، وضنكان ، وقنونا ، ويبة ، وزنيف ، والعرش من جازان ، والخصوف ، والساعد ، وبلجة ، وهي مور، والمهجم ، والكدراء وهي سهام ، والمعقر وهي ذوال ، وزبيد ، ورمع ، والركب ، وبني مجيد ، ولحج ، وأبين ، وبين الواديين ، وألهمان ، وحضرموت ، ومقرا ، وحيس ، وحرض ، والحقلين ، وعنس ، وبني عامر، ومأذن ، وحملان ، وذي جرة ، وخولان ، والسرو، والدثينة ، وكبيبة ، وتبالة.))
• وجاء في كتاب المسالك والممالك لابن خرداذبه : ((ومن ذلك في الجنوب أعمال اليمن ومخاليفه وهو مخلاف صنعاء ومخلاف صعدة مخلاف شاكرّ همدان صدى جعفى عدن مارب حضرموت خولان المهجرة السلف المعافر يحصب زبيد عك مهسارع الأملوك ريمان مخلاف بني عامر جوف مراد جوف همدان الشحر وكان ارتفاع اليمن من العين ستمائة ألف دينار.))
وقال كذلك : ((وديار العرب هي الحجاز، الذي يشتمل على مكة والمدينة واليمامة ومخالفيها ونجد الحجاز، المتصل بأرض البحرين وبادية العراق وبادية الجزيرة وبادية الشام، واليمن المشتملة على تهامة ، ونجد اليمن وعمان ومهرة وحضرموت وبلاد صنعاء وعدن وسائر مخاليف اليمن، فما كان من حد السرين حتى ينتهي إلى ناحية يلملم ، ثم على ظهر الطائف ممتدا على نجد اليمن إلى بحر فارس مشرقا فمن اليمن .
وقال ((وباليمن مدن كثيرة هي أكبر منها وليست بمشهورة ، وبلاد الإباضية بقرب خيوان ، وهي أعمر بلاد تلك النواحي مخاليف ومزارع وأغزرها مياها ، وحضرموت في شرقي عدن بقرب البحر، وبها رمال كثيرة تعرف بالأحقاف ، وحضرموت في نفسها مدينة صغيرة ولها أعمال عريضة ، وبها قبر هود النبي عليه السلام ، وبقربها بلهوت بئرعميقة لا يكاد يستطيع أحد أن ينزل إلى قعرها.
وأما بلاد مهرة فإن قصبتها تسمى الشحر، وهي بلاد قفرة ألسنتهم مستعجمة جدا، لا يكاد يوقف عليها .
وجاء في كتاب ((الْمَعَالِمِ الْجُغْرَافِيَّةِ الْوَارِدَةِ فِي السِّيرَةِ النَّبَوِيَّةِ وهوكتاب يعرف صاحبه فيه بالأعلام الواردة في سيرة ابن هشام)) :
((حَضْرَمَوْتُ بِالْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ وَالضَّادِ الْمُعْجَمَةِ ، وَرَاءٍ ، وَآخِرُهُ مُثَنَّاةٌ ، جَاءَ فِي خَبَرِ خُرُوجِ الْعَنْسِيِّ ، قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ : فَبَعَثَ - يَعْنِي رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الْمُهَاجِرَ بْنَ أَبِي أُمَيَّةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ إلَى صَنْعَاءَ ، فَخَرَجَ عَلَيْهِ الْعَنْسِيُّ ، وَهُوَ بِهَا ، وَبَعَثَ زِيَادَ بْنَ لَبِيَدٍ أَخَا بَنِي بَيَاضَةَ إلَى حَضْرَمَوْتَ .
[ ص 101 ] قُلْت : حَضْرَمَوْتُ ، إقْلِيمٌ عَظِيمٌ مَشْهُورٌ مِنْ أَقَالِيمِ جَزِيرَةِ الْعَرَبِ ، وَهُوَ - جُغْرَافِيًّا - مَعْدُودٌ مِنْ الْيَمَنِ ، وَهُوَ فِي جَنُوب الْجَزِيرَةِ ، يَحُدُّهُ شَمَالا رَمْلُ الاَحْقَافِ الْمُتَّصِلُ بِمَا يُعْرَفُ الْيَوْمَ بِالرُّبْعِ الْخَالِي ، وَجَنُوبًا بَحْرُ الْعَرَبِ الْمُتَّصِلُ بِالْمُحِيطِ الْهِنْدِيِّ ، وَشَرْقًا عُمَانُ وَالْبَحْرُ الْعَرَبِيُّ أَيْضًا ، وَغَرْبًا مُقَاطَعَةُ عَدَنِ أَبْيَنَ وَقَضَاءُ مَأْرَبٍ .
وَكَانَ حَضْرَمَوْتُ يَتَكَوَّنُ مِنْ ثَلاثِ مُقَاطَعَاتٍ جُغْرَافِيَّةٍ هِيَ : ظَفَارُ وَالْمُهْرَةُ وَالشِّحْرُ ، غَيْرَ أَنَّ ظَفَارَ مَعْدُودَةٌ الْيَوْمَ مِنْ سَلْطَنَةِ عُمَان .
وَأَهَمُّ مُدُنِ حَضْرَمَوْتَ الْيَوْمَ : الْمُكِلا وَالشِّحْرُ عَلَى الْبَحْرِ الْعَرَبِيِّ ، وَشِبَامُ وسيون وَتِرِيمُ وَكُلُّهَا ، فِي الدَّاخِلِ عَلَى وَادِي حَضْرَمَوْتَ .
وَتَضُمُّ الْيَوْمَ حَضْرَمَوْتَ وَعَدَنَ وَلَحْجًا دَوْلَةً وَاحِدَةً بِاسْمِ الْجُمْهُورِيَّةِ الْيَمَنِيَّةِ الْجَنُوبِيَّةِ ، وَيُطْلَقُ عَلَيْهَا الْيَمَنُ الْجَنُوبِيُّ ، وَلِلْحَضَارِمَةِ شُهْرَةٌ فِي التِّجَارَةِ ، وَلَهُمْ سُمْعَةٌ طَيِّبَةٌ فِي شُؤُونِ الْمَالِ وَالاقْتِصَادِ ، وَلِحَضْرَمَوْتَ تَأْرِيخٌ مُطَوَّلٌ مِنْ قَبْلِ الاسْلامِ وَبَعْدَهُ ، لا يُمْكِنُ الاتْيَانُ بِشَيْءِ مِنْهُ فِي هَذِهِ الْعُجَالَةِ .))
وقال القزويني في كتابه (آثار البلاد وأخبار العباد) :
((حضرموت ناحية باليمن مشتملة على مدينتين ، يقال لأحدهما شبام وللأخرى تريم ، وهي بقرب البحر في شرقي عدن ، وإنها بلاد قديمة ))
• قال ابن المطهر صاحب (البدء والتاريخ) :
كانت أعمال اليمن مقسومة على ثلاثة ولاة وال على الحرام ومخاليفها ووال على حضرموت ومخاليفها وهي أوسطها وأطيب بلادهم وأبردها وأكثر ما ارتفع من أموالها ما جباه بعض عمال بني العباس وستمائة ألف دينار وأهلها قوم فيهم جهل وغباوة وسلامة الصدر وضعف الحال وأكثر فواكههم الموز وعامة لحومهم لحم البقر وفي مشارق سواحلهم صحار ومسقط وسقوطرا وشحر محلب ومن عندهم اللبان والصبر وهم قوم ضعاف الحال سيوء العيش قليلو الخيل والصناعات ولهم لغة لا يفهمها غيرهم .
ثانيا:ما هو اليمن ؟
يذكر ابن خرداذبه الجغرافي المسلم في كتابه (المسالك والممالك) تحت عنوان (مخاليف اليمن ) : مخلاف صنعاء والخشب ورُحالة ومرمل ،.. ، ومخلاف صعدة ، .. ، ومخلاف البون وفيه ريدة ،... ، ومخلاف خيوان ، ويذكر مخاليف أخرى ثم يقول : ومخلاف حضرموت ، ويذكر أيضا : مخلاف احور ، ومخلاف لحج ، ومخلاف أبين وفيه عدن .. ، ومخلاف الجند ، ...
ويقول المؤرخ الكبير الكثير الأسفار اليعقوبي في كتابه (البلدان):ولليمن أربعة وثمانون مخلافا وهي شبيهة بالكور والمدن وأسماؤها : اليحصبين ، و يكلى ، وذمار ، وطمؤ،... ، وسنحان ، وريحان ، وجرش ، وصعدة ،.. ، وشرعب ، والجند ، ومسور،... ، ومأرب ، وزبيد ، ورمع ، والركب ، وبني مجيد ، ولحج ، وأبين ، وبين الواديين ، وألهَمان ، وحضرموت ، و... الخ .
المقدسي في كتابه أحسن التقاسيم يقول (( نجد اليمن وهي تقع فيها صنعاء وصعدة وجرش ونجران بلد قحطان وعدن ))
وهذا الإصطخري في كتابه الشهير (المسالك والممالك) يقول : (( وديار العرب هي الحجاز ... ،... ، واليمن المشتملة على تهامة ، ونجد اليمن وعمان ومهرة وحضرموت وبلاد صنعاء وعدن وسائر مخاليف اليمن ))
• المؤرخون ماذا يقولون ؟؟
• جاء في كتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام المؤلف : الدكتور جواد علي الناشر : دار الساقي الطبعة : الطبعة الرابعة 1422هـ/ 2001م
اليمن:
حدّ اليمن في عرف بعض العلماء من وراء "تثليث" وما سامتها إلى صنعاء وما قاربها إلى حضرموت والشحر وعمان ، إلى عدن أبين وما يلي ذلك من التهائم والنجود.
وقيل: يفصل بين اليمن وباقي جزيرة العرب خط، يأخذ من حدود عمان ويبرين إلى ما بين اليمن واليمامة ؛ فإلى حدود الهجرية وتثليث وكثبة وجرش ومنحدرًا في السّراة إلى شعف عنز وشعف الجبل أعلاه إلى تهامة إلى أم جحدم إلى البحر إلى جبل يقال له كرمل بالقرب من حمضة ، وذلك حد ما بين كنانة واليمن من بطن تهامة .
أما النصوص العربية الجنوبية ؛ فلم تثبت حدود اليمن. ولكن اليمن فيها وتسمى "يمنت" "يمنات" .
وجاء في الهامش : قال الأصمعي: اليمن وما اشتمل عليه حدودها بين عمان إلى نجران ، ثم يلتوي على بحر العرب إلى عدن إلى الشحر حتى يجتاز عمان، فينقطع من بينونة ، وبينونة بين عمان والبحرين ، فليست بينونة من اليمن..."،
تاريخ ابن خلدون :
قال ابن خلدون في ختام تاريخه : (( ونسبنا في حضرموت من عرب اليمن إلى وائل بن حجر من اقيال العرب معروف وله صحبة))
(( (بلاد كندة) * وهى من جبال اليمن مما يلى حضرموت وجبال الرمل وكان لهم بها ملوك وقاعدتهم دمون ذكرها امرؤ القيس في شعره))
(بلاد بنى نهد) * في أجواف السروات وتبا لة والسروات بين تهامة والجبال ونجد من اليمن والحجاز كسوأة الفرس وبنو نهد من قضاعة سكنوا اليمن جوار خثعم وهم كا لوحوش والعامة تسميهم السرو وأكثرهم أحلاط من جبلة وخثعم ومن بلادهم تبالة يسكنها قوم من نهير وائل ولهم بها صولة وهى التى وليها الحجاج واستحقرها فتركها *
أهل السياسة ماذا يقولون ؟؟
• قسم الرسول صلى الله عليه وسلم كزعيم للدولة إسلامية ـ لا تؤمن بالفصل النكد بين الدين والسياسة بل السياسة جزء لايتجزاء من الدين ـ اليمن إلى ثلاثة مخاليف : صنعاء الجند حضرموت .
• عبدالله بن يحيى الكندي(طالب الحق)احد بني عمرو بن معاوية الثائر ضد الظلم الأموي قال ((رأيت باليمن جوراً ظاهراً وعسفاً شديداً وسيرة في الناس قبيحة )) ثم انطلق بجيشه ليقضي على الظلم لا في حضرموت فقط ولكن كل اليمن وبويع بالخلافة في حضرموت عام 129هـ وأمر بحبس العامل الأموي على حضرموت إبراهيم بن جبلة بن مخرمة المقيم في دمون دوعن وفي 2000 من جيشه من قبائل كندة وحضرموت ومؤيديه من الخوارج الاباضية و وجد تسهيلات من القبائل على الطريق إلى هدفه بلغ صنعاء وسيطر عليها العام نفسه 129هـ وألقى خطاباً في جامع صنعاء وأقام بها وتوجه بعدها قائده أبي حمزة المختار إلى مكة واستلمها بعد الحج بلا قتال ثم المدينة..ثم تغلب الأمويين ... المرجع صفحات من التاريخ الحضرمي سعيد عوض باوزير ، وجاء في تاريخ دمشق لابن عساكر : ((يزيد بن عبدالملك بن محمد بن عطية بن عروة السعدي من أهل دمشق وجهه أبوه إلى مروان بن محمد برأس عبدالله بن يحيى الكندي اليمني الشاري المعروف بطالب الحق حين قتله باليمن ))
• الإمام يحيى أرسل احتجاج إلى ملك انجلترا الإمبراطور جورج السادس بخصوص اعتداء القوات الانجليزية على شبوة والعبر وتحت عنوان كبير ((شبوة والعبر عضوان من بدن اليمن ولابد من إرجاعهما مطلقاً )) طبعاً حضرموت وشبوة في هذا التاريخ لم يكن الإمام يعلم بوجود نفط فيهما ورغم هذا فانه مستمسك بالوحدة وليعقل هذا دعاة (( دولة الأنانية الحضرمية )).
• كتب احمد عبدالوهاب الوريث لرفض المزاعم البريطانية القائلة ان شبوة من حضرموت وليست من اليمن (( ان من الحمق البين والسفه الواضح ان يسال كاتب غيره أو يتساءل:أشبوة من اليمن أم من حضرموت وان يظن ان اليمن شيء وحضرموت شي آخر .فالله جعل لليمن حدودا طبيعية لا يدخلها لبس ولا يعتريها غموض إذ أحاطه بالبحر من غربه وجنوبه وشرقه وكل ما شملته هذه الحدود إلى أطراف الحجاز الجنوبية فهو اليمن فهل رأى حضرموت جزيرة منقطعة في أوساط بحر الهند حتى يسوغ له ان يقول : شبوة من حضرموت لا من اليمن او من اليمن وليست من حضرموت.
هب على سبيل الفرض ان شبوة من حضرموت ،فحضرموت من الأقطار هي ؟
ان اليمن كما يعرفه كل احد حتى تلاميذ المدارس الأولية محدود بالبحر الأحمر غربا وخليج عدن جنوبا وبحر عمان او البحر العربي شرقا وكل ما دخل في ضمن هذه الحدود فهو يمن فعدن يمن والنواحي التسع التي منها حضرموت يمن وشبوة يمن والحديدة يمن وصنعاء يمن وذمار يمن وتعز يمن ...الخ واليمن وطن واحد لا يقبل التجزؤ والانقسام ..ولكن سموم الاستعمار سرت إلى بعض البسطاء فخدرت أعصابهم وسممت عقولهم وصيرتهم يفترضون أنّ هناك فارقاً بين اليمن وحضرموت ويجعلون لكل لفظ منهما مسمى لا يشاركه فيه الآخر ويخصون كلا بأحواله وذلك ما يطلبه المستعمر الجشع تواصلاً إلى صدع وحدة العرب وتشتيت شملهم وتبديد أوطانهم وضرب الحواجز الوهمية بينها كي لا يكونوا كتلة واحدة وسندنا مانعا أمام مطامعه التي لا تنتهي )) نقلا عن مجلة الحكمة التي أعادت نشرها العدد 155 ديسمبر 1988م صـ 95ـ 96 راجع بحث ((مفهوم الوحدة اليمنية في بعض الأحزاب والتنظيمات السياسية اليمنية 1945ـ1972 ) للدكتور صالح علي باصرة كتاب : [البحوث المقدمة إلى الندوة العلمية حول اليمن عبر التاريخ ]، والتي انعقدت بعدن في سبتمبر 1989م
• يقول عبدالله باذيب في مقابلة مع عادل رضا : ((ان الشيوعيين في الداخل والطلبة الشيوعيين من أبناء الجنوب في الخارج وخصوصاً في مصر هم أول من طرحوا شعار الوحدة اليمنية عام 1956م )) وحين أسس باذيب حزبه (اتحاد الشعب الديمقراطي ) في أكتوبر 1961م كان شعاره ((نحو يمن حر ديمقراطي موحد ))و عبدالله باذيب حضرمي وهو أستاذ عبدالفتاح إسماعيل وكان يقول بالوحدة اليمنية واليمن الواحد ولا زال فتاح حينها مجرد عامل في مصفاة عدن فليس هذا بدعاً من قول عبدالفتاح إسماعيل المنحدر من الحجرية بتعز كما يزعم البعض انه فرض يمنية الجنوب على الجنوب ..عجبي !!
• حين تأسست الجبهة القومية [n.l.f ] ووزع بيانها الأول في صنعاء يوم 5 مارس 1963 كان اسمها (جبهة تحرير جنوب اليمن المحتل ) 0
• وحين تم إعلان الدمج [القسري] بين الجبهة القومية وجبهة التحرير في 13 يناير 1966 كان الاسم الجديد (جبهة تحرير جنوب اليمن المحتل ) [f.l.o.s.y ] 0
• وحين اُعلن استقلال جنوب اليمن المحتل في الثلاثين من نوفمبر من عام 1967 كانت الدولة الوليدة وبقرار القيادة العامة للجبهة القومية [جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية ] ونصت الفقرة الأولى من القرار رقم واحد على ((إن المنطقة التي كانت تعرف في السابق باسم عدن و محمياتها الشرقية والغربية وكل الجزر التابعة لها تعد منطقة واحدة وتسمى بجمهورية اليمن الجنوبية الشعبية ))0
وحين تأسس الحزب الاشتراكي في 11 أكتوبر 1978 لم ينسلخ من هويته اليمنية بل أثبتها فكان اسمه ولا يزال (الحزب الاشتراكي اليمني )0
شبهة (الجنوب العربي) :
1 ـ أصل تسمية (الجنوب العربي ) :
دخلت بريطانيا ، بعد احتلالها لعدن وسيطرتها عن طريق المال وغيره على المزيد من أراضي جنوب اليمن ، في صراع مع العثمانيين الذين كانوا يحكمون اليمن حتى تم الاتفاق بين الطرفين في ابريل من عام 1905 على ترسيم للحدود لمناطق نفوذ كل منهما ، ولكن العثمانيين انسحبوا من اليمن عام 1918 بعد هزيمتهم وحلفائهم في الحرب العالمية الأولى وسلموا مقاليد الأمور للإمام يحيى حميد الدين الذي يعتقد بسيادته على كل الأراضي اليمنية في الشمال والجنوب لذا ،وبحسب سلطان ناجي في كتابه (التاريخ العسكري لليمن) ص 187 كان هناك تخطيط بريطاني ((لإقامة دولة مستقلة في منطقتي تعز والحجرية لتكون بمثابة الحاجز بين قاعدة عدن ومملكة الإمام يحيى الجديدة بعد خروج الأتراك 0 ثم تخبطت السياسة البريطانية تجاه الإمام بين ثلاث بدائل مختلفة الأولى تدعو إلى إعطاء الإمام معظم المحميات مع الحصول منه على امتيازات تجارية والثانية تقول بوجوب إكراهه على الاعتراف بخط حدود 1905 الذي تم بينهم وبين الأتراك وأما الثالثة فتدعو إلى تجاهله وتدعيم سلطات السلاطين في المحميات )) وبحسب سلطان ناجي فان الكولونيل الانجليزي هارولد جيكوب ((كان من الداعين إلى تسليم الجزء الأكبر من المحميات إلى الإمام )) وقد أرسلته سلطات الاحتلال البريطاني في عدن عام 1919 على رأس أول بعثة تفاوضية إلى الإمام 0
وبعد عام 1919 راسل الإمام سلاطين وأمراء المحميات مؤكدا في رسائله ((إن البلاد واحدة وشعبها واحد يدين بدين واحد ويتكلم لغة واحدة )) وفي اتصالاته مع البريطانيين أبدى استعداده لبعض التنازلات ((للبلاد جنوب إقليم اليمن )) حول كيفية إدارتها ولكن ليس على حساب سيادته عليها0 يقول سلطان ناجي : ((والحقيقة أن البريطانيين لم يكونوا يقفون خارج عملية دعم المعارضة للحكم ألإمامي للمحميات وإنما كانوا أنفسهم جزاء من تلك العملية 00 إن وجود المعارضة القبلية وكون بريطانيا كانت تعتمد على القبائل ذاتها بدا يفرز في المحميات موقفا مقابلا للموقف الأولي الذي هو حكم الإمام ، وحول هذا الموقف المقابل تجمعت وترابطت المصالح لخلق الانفصالية في جنوب اليمن كما يرى ذلك الدكتور جافين )) وبعد صراع يطول عرضه هنا حاول حاكم عدن البريطاني إقامة اتحاد يضم سلطنات ومشيخات الجنوب في يناير 1954 على أن يكون هو رئيسه وكان هدف الانجليز كما يقول هارولد انجرامس الضابط السابق في مستعمرة عدن في كتابه [اليمن الأئمة والحكام والثورات ] : ((أن يدفعوا إلى الوجود بدولة مستقلة جديدة ضمن الكومنولث البريطاني تحكم نفسها بنفسها على أسس ديمقراطية ،... ثم يضيف انجرامس : كان تنفيذ مثل ذلك الشكل التنظيمي يستلزم رقابة بريطانية حازمه ،... 0 ،إلا انه بدا كما لو كان شكلا من أشكال استعمار القرن العشرين ، بالرغم من محاولات التستر والتنكر ؛وهو لعمري استعمار )) يضيف انجرامس : ((وكان رد فعل الإمام سريعا وعنيفا على خطة الاتحاد وأبدى الانجليز دهشة مصطنعة لرد الفعل هذا ،... ،ولكننا لن نفهم العداء المتأصل عند الأمام لفكرة الاتحاد... إلا إذا أحطنا بطبيعة إدعاءات الإمام بحقه في بسط سلطته على اليمن كلها )) 0 ولكن فكرة الاتحاد فشلت فلم يعرب عن قبولها سوى اثنان فقط من الحكام وبشرط أن يوافق معظم الحكام عليها ولكن لم يجرؤ واحد من الحكام على المجاهرة بتأييد تلك المقترحات ،والكلام أيضا لانجرامس 0 وبعد انضمام شمال اليمن إلى الوحدة بين مصر وسوريا التي قامت في 22 فبراير 1958 خشيت بريطانيا من أن يستقوي الإمام بحلفائه الجدد فأعادت فكرة اتحاد الجنوب العربي إلى التداول وتحاورت مع حكام الإمارات والمشيخات حول تشكيل الاتحاد ووجدت منهم هذه المرة استجابة لان كل منهم أصبح يخشى على سلطانه من الذهاب بزحف جيش الإمام المستقوي بحلفائه من خارج الساحة اليمنية ،يقول انجرامس وتجده هنا يستخدم مصطلح اليمن ليعبر به عن شمال اليمن باعتباره كل اليمن أما الجنوب اليمني فهو أي شي آخر إلا أن يكون يمنيا ...يقول انجرامس في سياق حديثه عن استمرار جهود الاحتلال في تأسيس الاتحاد : (( إلا أن ارتباط – لاحظ ارتباط – الإمام بالجمهورية العربية المتحدة أثار الفزع في نفوس أمراء المحميات الأكثر موالاة للانجليز مما حدا بهم إلى التفكير في إحياء فكرة الاتحاد كنوع من التحالف مع الانجليز لمواجهة التهديد اليمني ،الذي بدا يتأكد من خلال حدوث تفجيرات بواسطة القنابل في عدن –لماذا لا تكون بتخطيط بريطاني لإرعاب الأمراء وإقناعهم بفكرة الاتحاد في تلك المرحلة – وكذا وجود دلائل أخرى على تنامي القوة اليمنية واشتداد الروح العدائية التي تقف وراءها مصر والشيوعيون،...،ولعل أحدا لم يخطر بباله أن (التهديد) لم يكن في واقع الأمر إلا أسطورة وانه أصبح الذريعة الوحيدة لقيام الاتحاد 0 )) و في هذا الظرف وافق الأمراء على فكرة الاتحاد فأعلنت سلطات الاحتلال البريطاني في 11 فبراير 1959 كيان سياسي في جنوب اليمن غير متضمن للهوية اليمنية للجنوب هو (اتحاد الجنوب العربي) مؤلفا من خمس ولايات هي :إمارة بيحان والسلطنة العوذلية ومشيخة العوالق العليا وإمارة الضالع والسلطنة الفضلية 0وانضمت إليه سلطنة لحج بعد أن عزلت بريطانيا سلطان لحج علي عبد الكريم فضل أثناء غيابه في بريطانيا ليشكو تصرفات المندوب السامي البريطاني –كما يقول عبده حسين ادهل في مذكراته {الاستقلال الضائع } -ورغم معارضة مجلس لحج التشريعي للعزل ، وعينت سلطات الاحتلال محله ابن عمه فضل بن علي احمد بعد موافقته على شرط بريطانيا القاضي بالقبول بانضمام السلطنة اللحجيه إلى(دولة اتحاد الجنوب العربي ) وهذا ما تم في أكتوبر 1959 0
وقد جوبه الاتحاد حين إعلانه بمعارضة شديدة كان في طليعتها (مؤتمر عدن العمالي)
2ـ صاحب الدعوة الراهنة لدولة الجنوب العربي علي سالم البيض يتحدث عن الوحدة :
أولاً : من مقابلة مع صحيفة الحياة اللندنية [ أعادت نشرها صحيفة الوحدة اليمنية العدد 169 /19ـ 25 جمادي الأولى 1414هـ الموافق 3ـ9 نوفمبر 1993م ]
- سألته صحيفة الحياة إذا هناك خطر على الوحدة؟ فأجاب : نعم إذا لم نقم دولتها ونعطيها مضمونها الوطني والديمقراطي ،نحن نعرض الوحدة للخطر ،وأنا دائماً أخاف من ((العناق بالخناق)) ربما فيه خطاء من الصحيفة فالأصح(الخناق بالعناق).
- يا أخي اليوم اليمن كبيرة وتجعلنا اكبر، فليس ما يدعو إلى العودة (إلى الماضي)))
- ((كان عندي حلمي الوطني الكبير الذي تمسكت به وقد رفضنا وثيقتين ، وثيقة أولى بمضمون اتحاد كونفيديرالي وأخرى بمضمون فيدرالي،وقلنا لننتقل إلى اتحاد اندماجي ولنختبر همتنا وإيماننا بهذه القضايا التي كنا جميعا نزايد فيها ،....، كنا نقول أننا سننتقل إلى هذا العمل الكبير التاريخي ويكفينا التوقيع عليه ، أنا قلت للأخ علي عبدالله يكفينا التوقيع على الوحدة ولنترك الفرصة (للآخرين) إذا لم نستطع تحمل أعباء هذا العمل الكبير))
• (( أهم شيء بالنسبة إلينا ان نبقى عند صدقنا وقناعتنا وموقفنا الذي لا يتزحزح من قضايانا الأساسية هذه القضايا ليست قضايا سياسية ودجل وتكتيك هذه قضايا كبيرة اليوم قضية الوحدة اليمنية هي قضية الشعب اليمني،....، يجب ألا تكون قضية الوحدة ان تكون الحياة أتعس وإلا تكون هناك دولة وان تكون هناك فوضى بل يجب ان يكون هناك مزيد من النظام ومن التطور)) وهنا سأله الصحفي : (( وإلا ))فأجاب : )) وإلا اتركها ولا تستعجل عليها كل شيء يأتي في وقته ..إذا في شيء سيفرضه الواقع أحلامنا شيء والعمل الجدي من اجلها شيء أخر يجب ان يتجسد ))
- (( نحن ذهبنا إلى بلدنا يعني إلى صنعاء التي هي بلادي والتي ننظر إليها على أنها عاصمتنا التاريخية ))
• (( ولذلك صبرنا في أزمة الخليج كنا مضطرين إلى الوقوف بعضنا مع بعض حتى على غلط لنحمي دولتنا و وحدتنا وما وصلنا إليه ))
• ((أنا يا أخي جندي في اليمن هذا))
• (( قلنا تعالوا نأتلف وليأت أخواننا معنا إلى السلطة لكني أنا اعرف لماذا مرت هذه الفترة أنا افهمها أكثر منك لأنني يمني وهي تجربة لليمن وليست ملك البيض ولا علي عبدالله صالح ولا الشيخ عبدالله مرت التجربة كيف يصونها اليمنيون؟ أنا اعتقد بان هذه التجربة يمكن ان تنجح ومن حقنا كيمنيين ان نفكر فيها))
ثانياً : من مقابلة أجرتها معه مجلة المصور المصرية [أعادت نشرها صحيفة الأيام عدد 15 ديسمبر 1993م وصحيفة الوحدة العدد 175ــــ 2 رجب 1414هـ الموافق 15 ديسمبر 1993م] :
- نحن في الحزب الاشتراكي منذ الجبهة القومية التي قادت النضال المسلح وحققت الاستقلال في بلادنا وحدويون بالمنشاء وبالتفكير وبالآمال وبالرؤى المستقبلية وضد التجزئة والتفكير الانفصالي ، واعتقد انك تحس في عدن دائماً بالمشاعر الوحدوية فعدن دائماً مدينة يمنية وهي لا تميز بين أبنائها وهي التي وقعنا فيها على اتفاقية الوحدة لهذا أرجو ان يكون هناك تفكير آخر وهو كيف نستطيع إخراج البلاد من الوضع الحالي؟
- لابد ان نفرق بين قوة الانتماء كيمنيين أينما كانوا على الأرض اليمنية وبين الممارسة التي تتوافق مع هذا الانتماء نحن لا نريد ان ننسب هذا الموقف أو ذاك أو هذه الأجواء إلى احد منا لكن علينا ان نقول كيمنيين ماذا فعلنا لكي نكون وحدويين قولاً وفعلاً،وإذا أقمنا الوحدة فماذا عملنا لدولتنا ومؤسساتها وماذا هيأنا لها لكي تقوم ؟وسؤالي أنا الرئيسي هو: هل اندمجنا بشكل حقيقي..؟ فلندع قضية الانتماء جانباً فهو موجود لدى كل يمني والجميع يحب اليمن ،....، والآن نحن بحاجة لان نبحث عن كل ما يعزز الوحدة في أي مكان ومن أية محافظة واتجاه في الأرض اليمنية وأمامنا عمل كبير
- نحن كحزب اشتراكي كانت نشأتنا قومية وتكويننا و حدوياً حتى في ممارستنا وحدويون بهذا التوحد بحثنا التوحد مع الآخرين فنحن الحزب الوحدوي التوحيدي وسنظل كذلك وبحثنا حتى التوحد مع المؤتمر الشعبي العام لكي نعزز الثقة بين صانعي الوحدة ناهيك عن أننا نتوحد مع بعضنا ))
- حزبنا تعلم الكثير وكيّف نفسه مع التطور وهذه الأقاويل من هنا أو هناك لن تزيدنا إلا تماسكاً وتمسكاً باختيارنا في تحقيق وحدة شعبنا وحزبنا وتوسيع قاعدته الاجتماعية فاليمن حدث فيها حراك اجتماعي واسع ونتمنى ان نستوعب هذا الحراك داخل صفوف الحزب
- نحن حققنا الوحدة ولن نخلق الانفصال ، ولكننا نرى ان الوحدة شيء وعملية الضم والإلحاق شيء آخر
- الوحدة لا يمكن ان تقوم إلا بدولة ومؤسسات ومزيد من الديمقراطية في حياة الناس .
ثالثاً : من كلمته في الاحتفال الخطابي والفني بعدن مساء الأربعاء 23 سبتمبر 1992م بمناسبة الذكرى الثلاثين لثورة 26 سبتمبر [نشرتها صحيفة الثوري العدد 1264 الخميس 26 ربيع الأول 1413هـ 24 سبتمبر 1992م ]:
• عندما تم توقيع اتفاق الوحدة اليمنية إذا كان الشعب اليمني لا يريد هذا الهدف النبيل لماذا تجاوب معنا؟ هذه كانت أمنيته والأمور يجب ان لا نفهمها بأنها منة أو عطاء من احد منا ولكنها حركة التاريخ وتراكمات النضال وتضحيات الشعب اليمني والحركة الوطنية اليمنية .
-علينا ان ندلي بالرأي وان نقول لا للغلط ونتمسك بالوحدة والديمقراطية واليمن الحديث.