الوحدة اليمنية حقيقة تاريخية تعرضت بفعل عوامل السياسة والاقتصاد الداخلية والخارجية إلى التفكك والتشويه ، وكانت في زمن غيابها القسري حلم يراود جيل غيابها أو أجيالها المتعاقبة .
الوحدة اليمنية و وحدة اليمن الواحد قيمة معنوية وحاجة بشرية و ضرورة وطنية رفيعة حرص أبناء اليمن على المحافظة عليها وصيانتها من عوامل التصدع والانهيار.
لقد كانت الوحدة اليمنية حاضرة وبقوة في الروح اليمنية على الدوام ومن ابرز تجليات هذا حضورها كأحد أهداف الثورة اليمنية المجيدة سبتمبر وأكتوبر فقد نص خامس أهدافها على(( العمل على تحقيق الوحدة الوطنية في نطاق الوحدة العربية الشاملة))، وكان حاضراً في شعاراتهم ومن أبرزها الشعار الذي ردده طلاب المدارس وطالبتها من أبناء المحافظات الجنوبية في طابور الصباح (( لنناضل من اجل الدفاع عن الثورة اليمنية وتنفيذ الخطة الخمسية وتحقيق الوحدة اليمنية )) وشعار (( يمن ديمقراطي موحد نفديه بالدم والأرواح )) .
إنّ الهوية اليمنية الواحدة يشكلها الإسلام ويصبغها بصبغته ، و الإسلام هو دعوة للتوحد والتوحيد .. وتؤكد عليها الوقائع التاريخية .
حينما استقل الشطر الجنوبي من نير الاستعمار البريطاني في 30 نوفمبر 1967م كان الأصل هو إعلان تحقيق هذا الحلم من جديد ، ولكن كانت السياسة لهذا الحلم بالمرصاد وكان لأهلها رأي آخر، ليستمر ليل التجزء بالرغم من ومضات في سمائه لإعادة وهجه الوحدوي إلاّ أنها كانت سحابات صيف وسراب سرعان مايكتشف أبناء اليمن حقيقته ، وكانت بعض تلك الومضات تومض في زمن يتحارب فيه الشطران ويصطرعان ، وبالتالي كانت محكوم عليها بان تبقى مُجرد حبر على ورق .
وتحقق الحلم أخيراً في 22مايو 1990م في ظل متغيرات دولية دراماتيكية ابرز معالمها انهيار المنظومة الاشتراكية وفي طليعتها الاتحاد السوفيتي الحليف الأممي للحزب الحاكم في المحافظات الجنوبية ، وبتحقيق الحُلم عمّت الفرحة أرجاء اليمن واستبشروا بمستقبل أفضل ، وبعد محطات عدة كانت أبرزها محطة الانتخابات النيابية الأولى عام 1993م دخلت البلاد في أزمة سياسية فصراع وحرب انتهت بخروج احد أطراف السلطة حينها وتحديداً القادم من المحافظات الجنوبية والحاكم لها قبل الوحدة وفعلياً بعد تحقيق الحلم الوحدوي (الحزب الاشتراكي اليمني) ، ثم تحول الفرح إلى خيبة أمل لدى قطاع عريض من أبناء المحافظات الجنوبية تحت هجير ممارسات سلطوية تعسفية خاطئة قادت إلى بروز (القضية الجنوبية)..
ما هي القضية الجنوبية ؟
هي الحالة والمسألة المتعلقة بالمظالم والتهميش والمعاناة التي تعرضت لها المحافظات الجنوبية من قبل المتنفذين في السلطة السياسية والإدارية في الجمهورية اليمنية بداية من النصف الثاني من عام 1994م وحتى مطلع عام 2012م حيث أخذت طريقها نحو الحل....
إنها قضية مطلبية حقوقية صنعت معالمها ممارسات السلطة المركزية ، وهي بعيدة عن كونها قضية سياسية في جوهرها ، وبالتالي فانّ السعي المبصر لحلها كان مرتهن بالعقلية الإدارية للسلطة السياسية إما بتغييرها إلى الرشد بدلاً عن الغي ، أو باستبدالها بخير منها.
وقد نشاء في المحافظات الجنوبية منذ عام 2007م حراك سلمي غير متحد وغير محدد الرؤية المستقبلية ، هدفه حل القضية الجنوبية ولكن عبر بوابة التراجع عن مشروع الوحدة في توصيف لا يلتفت إلى جوهر القضية منشغلاً بالهم السياسي لأصحابه أكثر مما هو صدى لأنين أبناء المحافظات الجنوبية ، واستمر الوضع يراوح في مكانه في ظل إجراءات قمعية سلطوية ـ من ناحية ـ متجاهلة أنها هي سر البلاء ، ومن ناحية ثانية تعبئة ضد العقلية والنفس الوحدوي لدى أبناء المحافظات الجنوبية واستغلال أخطاء النظام الحاكم وخطاياه في سقي بذور الكراهية على أساس شطري في عقول وقلوب ابناء المحافظات الجنوبية ، استمر الوضع ينتقل من سيء إلى أسواء ، استمر الجرح في الاتساع رغم الصيحات الوطنية الوحدوية المحذرة لهكذا سياسة تخلق الويلات لأبناء جزء من الوطن لا يتجزأ ، حتى انفتحت بوابة الثورة السلمية الشبابية الشعبية في 11فبراير 2011م ـ والمتصاعدة في هذه الأثناء نحو النصر الشعبي والانتصار الوطني ـ في صدى يماني بديع للربيع العربي الثوري الجديد .
لقد جاءت الثورة السلمية الشبابية اليمنية لتمثل نقطة تحول على مستوى الساحة اليمنية عموماً وعلى مستوى القضية الجنوبية خصوصاً ، حيث أنّ الثورة قامت وهدفها المركزي والمفتاح لبقية الأهداف الوطنية (إسقاط النظام) ، أي إزالة سر البلاء ومكمن الداء عن الجسد اليمني في شماله والجنوب فيعود إلى عافيته كما هو مُتحد مُتآزر يحقق منه بنيه من جديد (اليمن السعيد) الذي هتف له أبناء المحافظات الجنوبية حيناً من الدهر(( قسماً أنّا نُناضل كل يوم من جديد ونُسقي من دمانا تربة اليمن السعيد)) .
وكنت واحداً ممن رددوا ذلك الشعار البديع الصدى اليوم ، والذي يجد تطبيقه العملي اليوم أكثر من أي زمن يمني مضى ، وقد نص الهدف الثاني من أهداف هذه الثورة المتصاعدة على((حل القضية الجنوبية حلاً عادلاً ومُرضياً للجنوبيين))..
أبعاد القضية الجنوبية :
أولاً: البعد السياسي :
وتمثل في الإقصاء والتهميش من السلطة العليا بعد حرب 1994م ، وقد مثل هذا مرحلة جديدة على طريق الاستبداد الصالحي ، مع استحضار أبناء الجنوب كغلالة رفيعة شفافة لستر عقلية ونفسية الإقصاء والتهميش السلطوي ، وقد كان لتيار علي ناصر ورموز جنوبية ما تفضلت به السلطة المستبدة من التأثير الهامشي ، ومن ابرز الأسماء التي برزت هنا : عبدربه منصور ، فرج بن غانم ، عبدالقادر باجمال ، علي محمد مجور. وقد جاء تشكيل حكومة الوفاق الوطني في نوفمبر 2011م لتضع بداية النهاية لهذا التهميش في ما جاء انتخاب عبدربه منصور هادي رئيساً للجمهورية في 21 فبراير ليشكل انعطافة هائلة بهذا الصدد انتهى بها زمن التهميش والأقصاء ...
ثانياً : البعد الاقتصادي :
وتجلى من خلال:
1. الاستيلاء على الأراضي واستباحتها خاصة في محافظة عدن ، وسلب ممتلكات شركة التجارة التي كانت موجودة في الجنوب قبل الوحدة لصالح (المؤسسة الاقتصادية اليمنية) التابعة والخاضعة عملياً لشخص رئيس الجمهورية علي عبدالله صالح والبعيدة عن الأطر الرسمية إلاّ في التسمية.
2. الإدارة غير الرشيدة للثروة النفطية والعمل في حقولها في المحافظات الجنوبية وهذا هو احد تجليات الفساد المالي والإداري الذي ينخر النظام الحاكم بشكل عام.
3. التضخم (ارتفاع الأسعار للمشتقات النفطية و السلع وتكاليف المعيشة بصفة عامة) ، وقد كان النظام الحاكم في الجنوب يدعم أسعار السلع والخدمات العامة بصورة كبيرة ، ومن أسباب ذلك الارتفاع الحاصل بعد الوحدة التطبيق الخاطئ لبرنامج الإصلاح المالي والإداري وتمرير المتنفذين لنزعة الاحتكار و تضائل الدخل مقارنة مع القفزات السعرية.
4. تنفير الاستثمار الاقتصادي وبروز الاقتصاد الطفيلي وبالتالي قلة فرص العمل وانتشار الفقر والبطالة في المحافظات الجنوبية وعلى قدم المساواة مع المحافظات الشمالية .
5. إضعاف الدور التنموي لميناء عدن ، وعرقلة إنشاء ميناء بروم الاستثماري بمحافظة حضرموت والتلاعب في عائداتهما.
ثالثاً : البعد الإداري :
وتجلى من خلال:
1. سيادة النفس الشطري في إسناد المناصب الحساسة المتصلة بالإدارات العليا كالمحافظين و المواقع المتصلة بالأمن والمال .
2. بروز ظاهرة الفساد الإداري بما يفاقم معاناة المجتمع والفشل في الإدارة والتعامل التمييزي على أسس حزبية و مناطقية وعائلية ومالية فقد غدت الرشوة قوة المُبطل في مواجهة المُحق وفي احيان عديدة لازمة لتخليص المعاملات المختلفة مع الجهات الحكومية .
3. انتشار واستفحال ثقافة الفساد المالي واستباحة المال العام عبر المشاريع و التلاعب المالي والمالي الاقتصادي : أراضي و مُعدات ونحوها ..
رابعاً : البعد العسكري :
وتجلى في :
1. إضعاف دور الجنوبيين في الجيش والأمن بوسائل من أبرزها الإبعاد عن موقع القرار والقيادة وتطبيق سياسة التهميش بالترفي عان لزم الأمر.
2. التسريح من الخدمة عبر بوابة التقاعد.
خامساً : البعد العدلي :
1ـ سيادة قانون القوة ورحيل قانون قوة القانون ،والقوة هنا للمنصب والمال والانتماء الاجتماعي والجغرافي والطائفي .
2ـ وصول لوثة الفساد الإداري والمالي إلى المحاكم الابتدائية و محاكم الاستئناف وبما يُزكم الأنوف ويدع الحليم حيران .
سادساً : البعد التعليمي :
1ـ تعميم ظاهرة الغش في الامتحانات بما يفرغ التعليم من محتواه و يضعف روح التنافس الايجابي في التحصيل العلمي و نشؤ الأمية المقنعة .
2ـ تراجع عناية وإتقان المعلم والأستاذ بالعملية التعليمية لضعف الإدارات و ضعف المستوى وتراجع الشعور بالمسؤولية و الانهماك في أعمال إضافية لردم الفجوة بين الدخل والإنفاق .
سابعاً :البعد الأمني :
وتمثل في تراجع كبير في مستوى الامن على الممتلكات بصورة خاصة ، و قد كان تغييب العدالة عامل مُحفز لضعاف النفوس لممارسة اعمالهم المُهددة لامن الاشخاص والممتلكات العامة والخاصة.
ثامناً : البعد الانتمائي :
ويتجلى في:
1ـ بروز عقلية الانتماء لغير اليمن عبر ترويج مفهوم (الاحتلال ) كوصف لحال المحافظات الجنوبية مع القول بانتهاء الوحدة في السابع من يوليو 1994م ، وعودة فكرة (الجنوب العربي ) و أخيراً(حضرموت الكبرى) ، والأخيرة لدى طائفة من أبناء حضرموت كبرى المحافظات الجنوبية وأكثر المحافظات النفطية نصيباً من المخزون النفطي .
2ـ صعود خيار التراجع عن الوحدة كمخرج من تجليات القضية الجنوبية بأبعادها المعروضة أعلاه .
3ـ بروز روح وتجليات الولاء والبراء على أساس التفكير والسلوك الشطري ، وقد استخدمت لهذا الغرض ولاتزال حتى الآن فتوى الشيخ الدكتور عبدالوهاب الديلمي زمن حرب 1994م بزعم انه أباح دماء أبناء المحافظات الجنوبية وكفرهم وهو طرح عار عن الصحة تماماً ، وهو يُذكر بحاكية (أسرانا في الذاكرة ) الكويتية ،عبر الفقرة اليومية بعد نشرة الثانية ظهراً في إذاعة الكويت ، حيث استخدمت للحرب النفسية وتجذير الكراهية في عقول الكويتيين للنظام العراقي حتى تأتي ساعة الانتقام.
4ـ نشؤ الحراك السلمي الداعي للانفصال في المحافظات الجنوبية منذ عام 2007 و ما رافقه من أعمال القتل و الاعتقال و التعذيب .
إنّ المخرج من أي مشكلة هو المخرج اللازم والكافي لتجاوزها ، وهذا منطق من يسعون إلى المخرج من المشكلة او المُعظلة ، وأي حل يُطرح يتجاوز هذا الحد بل ربما لايوفر في الواقع حل حقيقي للمشكلة هو من المرفوض بالعقل والمنطق بالضرورة ، والدواء دوماً يكون بقدر الداء .. و من هذا المنطلق فان هناك أطروحات عدة لحل القضية الجنوبية :
المخرج العادل:
وهذه وجهة نظري في الحل العادل والحقيقي لهذه القضية ، ويكون عبر كل مما يأتي:
1. استكمال مهام إسقاط النظام الفاسد وإقامة الدولة المدنية الحديثة دولة المؤسسات والنظام والقانون.
2ـ إقامة نظام برلماني بديمقراطية متكاملة غير منقوصة توفر للشعب عموماً التحكم في السلطة والثروة والديمقراطية في الحقيقة غدت لشعوبنا اليوم ضرورة بشرية وفريضة وطنية وهي جهاز فعال متى ما تم استخدامه بدون تعطيل لأي وظيفة منه فهو مؤدي إلى تطوير الشعوب وبناء الأوطان وحينما تقدمت أوربا ليس بالتخلي عن الدين وإنما بالتطبيق الشامل للديمقراطية .
3ـ اعتماد اللامركزية الإدارية من حيث :
وذلك على مستوى المحافظات والمديريات ، بحيث تتولى ادارتها المجالس المحلية المنتخبة بكامل قوامها انتخاب حر ونزيه من قبل المواطنين بموجب القوانين الانتخابية وتتولى مهام تصريف الامور المحلية كل وفق نطاقه المنتخب فيه ، كما تقوم بالاعمال والاجراءات اللازمة والكافية لتحقيق التنمية المحلية بما في ذلك تشجيع الاسثمارات على المستوى المحلي وفق الاحتياجات والاولويات المحلية و الوطنية ويتبع السلطة المحلية في المحافظة الواحدة صحيفة واذاعة محليتين يتم تكريسها لخدمة المصلحة العامة وترسيخ القيم وتنمية الوعي العام وخلق المزيد من روح الفاعلية الايجابية في نطاق العمل والمجتمع.
4ـ استمرار التحالف السياسي المتمثل في اللقاء المشترك .
5ـ إصلاح الخلل في بنية الاقتصاد اليمني : برنامج الإصلاح المالي والإداري ، الديون غير المرشدة ، اذونات الخزانة .
6ـ تحقيق الفصل بين السلطات الثلاث .
7 ـ تصحيح المفاهيم غير الصحيحة مثل : ماهية اليمن ، و(الجنوب العربي) و(انتهاء الوحدة في صيف 1994م)..
أوهام لا تدعوها تسوقنا :
وهنا لابد من قدر من المصارحة.. ونحن نستعرض هذه الأوهام:
الأول : القول أن الوحدة انتهت عام 1994 والحاصل من بعدها هو احتلال الشمال للجنوب ، والرد على هذا الطرح هو :
ماذا حصل عام 1994 ؟ المعلوم أن ما حصل هو محاولة فاشلة للتراجع بالقوة عن اتفاق إعلان الجمهورية اليمنية الموقع عليه في صنعاء بتاريخ 22 ابريل 1990 [اتفاقية الوحدة ] والذي نص في مادته الأولى على أن تقوم ((وحدة اندماجية كاملة تذوب فيها الشخصية الدولية )) لكل من الجمهورية العربية اليمنية وجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية (شطري الوطن اليمني ) ((في شخص دولي واحد يسمى (الجمهورية اليمنية )))....والوحدة هنا تم توقيعها بين زعيمين لدولتين لا مجرد زعيمين لحزبين حاكمين ، قال علي سالم البيض في حديث لتلفزيون عدن في أكتوبر من عام 1992 ، ونشرت نصه صحيفة الثوري العدد 1794 الصادر بتاريخ 14 أكتوبر 2003 : (( ... ولو الشعب اليمني ما يريد الوحدة فمن غير المعقول أن تُقدم على ذلك )) .. وبالتالي فان الوحدة تبقى قائمة ولو زال احد الحزبين عن الحكم أو كلاهما ، فالوحدة بين دولتين تذوب بها الشخصية الدولية لكل منهما بحلول موعد التنفيذ وقد حان الموعد وأعلنت الدولة الجديدة (الجمهورية اليمنية ) ولم يعد لدولتي ما قبل الوحدة وجود إلاّ في التاريخ ، وبتحقيق الوحدة أصبح بلد كل مواطن في الجنوب هو الجمهورية اليمنية الممتدة من صعدة إلى المهرة ، وكذلك أصبح بلد كل مواطن من شمال الوطن ، ولم يعد منطقيا ولا قانونيا لأي منهما أن يقول للآخر أن بلدك هو الشمال أو الجنوب ، فأصبحت
الجمهورية اليمنية بلد الكل و على حد سواء ، لذا وجدنا علي سالم البيض يقول إثناء حرب 1994م إن الحزب سيمد يده إلى حيث تصل ، وحينما جاءت نتيجة انتخابات 1993 بمؤشر يهدد بقاء الحزب الاشتراكي في سلطة الدولة الجديدة حاول إيجاد ضمانات لاستمرار وجوده فيها كان من بينها فكرة توحيد الحزبين الحاكمين المؤتمر والاشتراكي التي سبقت الإشارة إليها وقد نصت في ما يتعلق بمنصب نائب الرئيس وهي ابرز وجوه الاختلاف حينها على (( تكون رئاسة الدولة من رئيس ونائب للرئيس يتم انتخابهما من قبل الشعب .)) وجاءت الفقرة التي تليها مباشرة (( تقدم الترشيحات لرئاسة الدولة في قائمة واحدة للرئيس ونائبه إلى رئيس مجلس النواب )) [صحيفة 22 مايو العدد 96 الصادر بتاريخ 12 مايو 1993] وقد سألت صحيفة الشرق الأوسط علي سالم البيض : (( هل تعتقد أن جميع أعضاء الحزب الاشتراكي سيتبنون توجه التوحيد ، فهناك من يحذر من أن بعض الأعضاء سينشقون إذا ما تبنى في مرحلة ما الحزب خيار التوحيد ؟ )) فكان الجواب : (( ليس لدي خوف ، واهم شيء أن نأخذ الأمر بالطريق الديمقراطي داخل الحزب فلا يمكن آن نتكلم عن الديمقراطية في المجتمع ولا نمارسها داخل الحزب ، فإذا تمت الأمور عبر هذا الطريق سيكتمل كل شيئ ، ولن يكون هناك ما نخشاه ..... )) [ صحيفة الثوري العدد 1295 الصادر بتاريخ 13 مايو 1993وماحدث – وبحسب فيصل جلول في كتابه [اليمن :الثورتان الجمهوريتان الوحدة ] فقد عارض فكرة التوحيد ((الجناح الشمالي في الحزب الاشتراكي)) ، وحينما فشلت كل المحاولات الأخرى كان خياره- كحزب وليس كدولة – استخدام القوة لاستعادة دولة في الجنوب يكون هو الحاكم فيها وقد كان يعتقد أن بإمكانه فرض ما يريد بالقوة
مدعومًا من دول خليجية أرادت الانتقام من موقف اليمن من دخول قوات أجنبية تخرج صدام حسين من الكويت وكانت اليمن حينها عضوا مؤقتا في مجلس الأمن الدولي ، ولكن محاولته تلك باءت بالفشل فحافظ الوطن اليمني على وحدته ، ولو أن المحاولة الانفصالية نجحت لقيل انه انفصال بالقوة .. ولكن مادام أنها قد فشلت فان هذا يعني الحفاظ على دولة الوحدة السلمية المعلنة في 22 مايو 1990 .
ودعونا هنا نتخيّل أن الحزب الاشتراكي كسب المعركة عام 1994 وان البيض فعلا نفذ تهديداته التي جاءت على لسانه في خطاب مساء الجمعة 6 مايو 1994 وانه [ بداء الحرب الحقيقية ] و [ نقل المعركة من مناطق الأطراف إلى باب قصر الرئاسة في صنعاء ] –الاقتباسات ماخوذه عن كتاب ألف ساعة حرب الطبعة الأولى ، ولو أن ما قاله العميد الركن هيثم قاسم طاهر – (وزير الدفاع لجمهورية اليمن الديمقراطية ) المعلنة في عدن - لمجلة الوسط اللندنية و نشرته صحيفة صوت العمال في عدد 2 يونيو 1994 (( اعتقد أن الإمكانيات القتالية للقوات النظامية الخاضعة لأسرة علي عبدالله صالح قد استنفدت بل أن هناك ألافا من المدنيين قام بجمعهم رجال القبائل قد هربوا من المعارك أو قتلوا أو استسلموا )) لو كان كل هذا صحيحا وانتصر الحزب الاشتراكي
وحلفائه هل سيعلنوا انفصال الجنوب عن الشمال فقط وليذهب كل إلى حاله أم إن الحزب وحلفائه سيعلنون تمسكهم بالوحدة لأنهم هم سيكونون حينها حكام كل اليمن وسيكون الأمر بالنسبة لهم أن الحزب قد حقق ما حلم به وصاغه في برنامجه المقر في مؤتمره العام الأول وهو كما ورد في الفصل الأول صفحة 23 (( فأداة الثورة اليمنية ، الطليعة السياسية لشعبنا ، تعتبر صمام الأمان الوحيد الذي به فقط يتم مواصلة مسيرة الثورة بثبات قبل الوحدة وبعدها نحو بناء اليمن الجديد الخالي من كل صنوف الظلم والاضطهاد والاستغلال ..
اليمن الجديد الذي يسير في ركاب التحرر والتقدم والاشتراكية والسلم )) ، والسؤال الذي يضع نفسه في هذا الصدد وهذا السياق بالذات .. لماذا تأخرت (( وثيقة إعلان قيام جمهورية اليمن الديمقراطية )) إلى 21 مايو 1994 ؟ هل كانت حقا أحلام حكم كل اليمن تراود علي البيض وهو ما حاول وحلم بتحقيقه إلى أن اعتقد اعتقادا جازما لاشك ولا ريب فيه أن هذا مستحيلا ، والغريب أن شخصيات عديدة كانت تحيط به منذ بداية حرب 1994 كانت تريد منه إعلان الانفصال قبل هذا التاريخ بكثير لكن البيض كان يتمنع ، ومنهم حيدر العطاس الذي قال في لقاءه مع قناة الجزيرة –الحلقة الثانية والأخيرة – عن إعلان البيض الانفصال : ((هو كان عسكريا خطأ بعد ما كان قد وصلوا – يقصد قوات الوحدة والشرعية القادمة من الشمال - إلى مشارف عدن أنت تعلن الانفصال ..))ويضيف العطاس مباشرة : ((وهذا دليل انه لم يكن الانفصال قرار لم يكن الحرب في قرار النظام في الجنوب أبدا كان يريد أن يعالج القضية في إطار الوحدة لتصحيح مسار الوحدة )) ثم يقول ((لو كان فيه مناقشة لقضية الانفصال كانت ستتم بدري )) وقال ((أقنعونا الاخوان انه هذا – قرار الانفصال – دفاع هذه خطوة دفاعية )) ويبدو لي كباحث ،ولعلي مبالغا، لو قلت أنّ العطاس كان يخفي هدف آخر للحرب ربما لم يكن يعلمه حينها.. يبدو العطاس يداري الكلام حتى لا يقع في المحضور نشره وهو أن هدف الحرب كان السيطرة على كل شي بما في ذلك القصر الجمهوري في صنعاء وبالتالي إزاحة الرئيس ليصبح النائب رئيس ، وقد يقول البعض وما السر في ذلك ؟ أقول حتى لاينتشي حلفاء نصر 7 يوليو بأنهم لم يحبطوا خطة الاشتراكي وحلفائه بإنهاء الوحدة فحسب بل وخطتهم في الاستيلاء عل كل شي .في الاقتباس الثاني تجد العطاس يحرف الكلام عن مجراه هكذا (( هذا دليل انه لم يكن الانفصال قرار لم يكن الحرب قرار في قرار النظام في الجنوب أبدا )) إذن ما هو قراره إذا لم يكن الانفصال ؟ يقول العطاس بعدها مباشرة (( كان يريد أن يعالج القضية في إطار الوحدة لتصحيح مسار الوحدة )) أي الوحدة تبقى لكن يبقى نحن فقط في السلطة في ((اليمن الديمقراطي الموحد)) الذي سعى له الحزب منذ تأسيسه وفق أيدلوجيته السابقة. وإذا كان قرار الانفصال خطوة دفاعية فان هذا يعني أن الحزب كان في حالة هجوم من بداية الحرب والشمال في حالة دفاع ولكن اصطدم الحزب بمعركة لم يحسبوا لها صح فقنعوا من الغنيمة بالإياب فأعلنوا حالة الدفاع بإعلان الانفصال ، وهذا لوحده فقط يعني أن الحزب الاشتراكي هو البادي بالتصعيد العسكري من البداية - راجع نص المقابلة في صحيفة الديار العدد 90 بتاريخ 19 ابريل 2009 - هل في الأمر هدف آخر بعيد كان برسم التنفيذ عام 1994 غير الانفصال متفق عليه البيض وقوى خارجية ؟؟؟ هل كان البيض يقصد ما يقول حين قال مع انفجار الموقف أن الحزب سيمد يده إلى حيث تصل ؟؟
الاستفتاء على دستور دولة الوحدة سنة 1991 كان أيضا بمثابة استفتاء على وحدة تدوم لا وحدة تزول إذا اختلف العليان .حتى أن علي ناصر محمد الرئيس الأسبق في جنوب اليمن قال مع اندلاع حرب 1994 كما أورد صاحب [ كتاب ألف ساعة حرب ] الدكتور عبد الولي الشميري صفحة 495 (( ليرحل العليان عن الحكم ، إذا عجزا عن حل المشكلة )) .
الثاني: انفصل الاتحاد السوفيتي و الوحدة المصرية السورية فكيف بنا: يضرب البعض مثلا بتفتت الاتحاد السوفيتي وزوال الوحدة بين مصر وسوريا حتى يُحيي الأمل بإمكانية الانفصال في اليمن ،وهو ينسى نجاح الوحدة الصينية والايطالية والألمانية والمصرية والسعودية وغيرها، وبدلا من أن يستشهد بها كنماذج توحي بإمكانية استمرار الوحدة فانه يتجاهلها في التحليل وهذا من الخطاء في التحليل الموضوعي أن نهتم بما يخدم فكرتنا وندرجه ونتعامى عن ما سواه ،ومع هذا فان المقارنة بين ما قد يحدث مستقبلا للوحدة اليمنية بما قد حدث في الاتحاد السوفيتي وفي حال الوحدة المصرية السورية مقارنة لا تصح ...لماذا ؟ لان الاتحاد السوفيتي الذي تفكك إنما هو وريث روسيا القيصرية التي توسعت من خلال احتلالها لجيرانها مثل :أوزباكستان وأذربيجان وطاجاكستان أما اليمن الموحد هو حصاد لوحدة اندماجية بالرضاء والقبول . أما الوحدة بين مصر وسوريا فانه المعلوم فيهما أصلا أنهما كيانين منفصلين وليسا وطنا واحد و لا بلدا واحدا كما هو الحال في اليمن .
الثاني: القول ان جنوب اليمن ليس يمني وانما هو (الجنوب العربي) :
1 ـ أصل تسمية (الجنوب العربي ) :
دخلت بريطانيا ، بعد احتلالها لعدن وسيطرتها عن طريق المال وغيره على المزيد من أراضي جنوب اليمن ، في صراع مع العثمانيين الذين كانوا يحكمون اليمن حتى تم الاتفاق بين الطرفين في ابريل من عام 1905 على ترسيم للحدود لمناطق نفوذ كل منهما ، ولكن العثمانيين انسحبوا من اليمن عام 1918 بعد هزيمتهم وحلفائهم في الحرب العالمية الأولى وسلموا مقاليد الأمور للإمام يحيى حميد الدين الذي يعتقد بسيادته على كل الأراضي اليمنية في الشمال والجنوب لذا ،وبحسب سلطان ناجي في كتابه (التاريخ العسكري لليمن) ص 187
كان هناك تخطيط بريطاني ((لإقامة دولة مستقلة في منطقتي تعز والحجرية لتكون بمثابة الحاجز بين قاعدة عدن ومملكة الإمام يحيى الجديدة بعد خروج الأتراك 0 ثم تخبطت السياسة البريطانية تجاه الإمام بين ثلاث بدائل مختلفة الأولى تدعو إلى إعطاء الإمام معظم المحميات مع الحصول منه على امتيازات تجارية والثانية تقول بوجوب إكراهه على الاعتراف بخط حدود 1905 الذي تم بينهم وبين الأتراك وأما الثالثة فتدعو إلى تجاهله وتدعيم سلطات السلاطين في المحميات )) وبحسب سلطان ناجي فان الكولونيل الانجليزي هارولد جيكوب ((كان من الداعين إلى تسليم الجزء الأكبر من المحميات إلى الإمام )) وقد أرسلته سلطات الاحتلال البريطاني في عدن عام 1919 على رأس أول بعثة تفاوضية إلى الإمام 0
وبعد عام 1919 راسل الإمام سلاطين وأمراء المحميات مؤكدا في رسائله ((إن البلاد واحدة وشعبها واحد يدين بدين واحد ويتكلم لغة واحدة )) وفي اتصالاته مع البريطانيين أبدى استعداده لبعض التنازلات ((للبلاد جنوب إقليم اليمن )) حول كيفية إدارتها ولكن ليس على حساب سيادته عليها0 يقول سلطان ناجي : ((والحقيقة أن البريطانيين لم يكونوا يقفون خارج عملية دعم المعارضة للحكم ألإمامي للمحميات وإنما كانوا أنفسهم جزاء من تلك العملية00 إن وجود المعارضة القبلية وكون بريطانيا كانت تعتمد على القبائل ذاتها بدا يفرز في المحميات موقفا مقابلا للموقف الأولي الذي هو حكم الإمام ، وحول هذا الموقف المقابل تجمعت وترابطت المصالح لخلق الانفصالية في جنوب اليمن كما يرى ذلك الدكتور جافين )) وبعد صراع يطول عرضه هنا حاول حاكم عدن البريطاني إقامة اتحاد يضم سلطنات ومشيخات الجنوب في يناير 1954 على أن يكون هو رئيسه وكان هدف الانجليز كما يقول هارولد انجرامس الضابط السابق في مستعمرة عدن في كتابه [اليمن الأئمة والحكام والثورات ] : ((أن يدفعوا إلى الوجود بدولة مستقلة جديدة ضمن الكومنولث البريطاني تحكم نفسها بنفسها على أسس ديمقراطية ،... ثم يضيف انجرامس : كان تنفيذ مثل ذلك الشكل التنظيمي يستلزم رقابة بريطانية حازمه ،... 0 ،إلا انه بدا كما لو كان شكلا من أشكال استعمار القرن العشرين ، بالرغم من محاولات التستر والتنكر ؛وهو لعمري استعمار )) يضيف انجرامس : ((وكان رد فعل الإمام سريعا وعنيفا على خطة الاتحاد وأبدى الانجليز دهشة مصطنعة لرد الفعل هذا ،... ، ولكننا لن نفهم العداء المتأصل عند الأمام لفكرة الاتحاد... إلا إذا أحطنا بطبيعة إدعاءات الإمام بحقه في بسط سلطته على اليمن كلها )) 0
ولكن فكرة الاتحاد فشلت فلم يعرب عن قبولها سوى اثنان فقط من الحكام وبشرط أن يوافق معظم الحكام عليها ولكن لم يجرؤ واحد من الحكام على المجاهرة بتأييد تلك المقترحات ، والكلام أيضا لانجرامس 0 وبعد انضمام
شمال اليمن إلى الوحدة بين مصر وسوريا التي قامت في 22 فبراير 1958 خشيت بريطانيا من أن يستقوي الإمام بحلفائه الجدد فأعادت فكرة اتحاد الجنوب العربي إلى التداول وتحاورت مع حكام الإمارات والمشيخات حول تشكيل الاتحاد ووجدت منهم هذه المرة استجابة لان كل منهم أصبح يخشى على سلطانه من الذهاب بزحف جيش الإمام المستقوي بحلفائه من خارج الساحة اليمنية ، يقول انجرامس وتجده هنا يستخدم مصطلح اليمن ليعبر به عن شمال اليمن باعتباره كل اليمن أما الجنوب اليمني فهو أي شي آخر إلا أن يكون يمنيا ...يقول انجرامس في سياق حديثه عن استمرار جهود الاحتلال في تأسيس الاتحاد : (( إلا أن ارتباط – لاحظ ارتباط – الإمام بالجمهورية العربية المتحدة أثار الفزع في نفوس أمراء المحميات الأكثر موالاة للانجليز مما
حدا بهم إلى التفكير في إحياء فكرة الاتحاد كنوع من التحالف مع الانجليز لمواجهة التهديد اليمني ،الذي بدا يتأكد من خلال حدوث تفجيرات بواسطة القنابل في عدن –لماذا لا تكون بتخطيط بريطاني لإرعاب الأمراء وإقناعهم بفكرة الاتحاد في تلك المرحلة – وكذا وجود دلائل أخرى على تنامي القوة اليمنية واشتداد الروح العدائية التي تقف وراءها مصر والشيوعيون،...،ولعل أحدا لم يخطر بباله أن (التهديد) لم يكن في واقع الأمر إلا أسطورة وانه أصبح الذريعة الوحيدة لقيام الاتحاد 0 )) و في هذا الظرف وافق الأمراء على فكرة الاتحاد فأعلنت سلطات الاحتلال البريطاني في 11 فبراير 1959 كيان سياسي في جنوب اليمن غير متضمن للهوية اليمنية للجنوب هو (اتحاد الجنوب العربي) مؤلفا من خمس ولايات هي :إمارة بيحان والسلطنة العوذلية
ومشيخة العوالق العليا وإمارة الضالع والسلطنة الفضلية 0وانضمت إليه سلطنة لحج بعد أن عزلت بريطانيا سلطان لحج علي عبد الكريم فضل أثناء غيابه في بريطانيا ليشكو تصرفات المندوب السامي البريطاني –كما يقول عبده حسين ادهل في مذكراته {الاستقلال الضائع } -ورغم معارضة مجلس لحج التشريعي للعزل ، وعينت سلطات الاحتلال محله ابن عمه فضل بن علي احمد بعد موافقته على شرط بريطانيا القاضي بالقبول بانضمام السلطنة اللحجيه إلى(دولة اتحاد الجنوب العربي ) وهذا ما تم في أكتوبر 1959 0
وقد جوبه الاتحاد حين إعلانه بمعارضة شديدة كان في طليعتها (مؤتمر عدن العمالي)
2ـ صاحب الدعوة الراهنة لدولة الجنوب العربي علي سالم البيض يتحدث عن الوحدة :
أولاً : من مقابلة مع صحيفة الحياة اللندنية [ أعادت نشرها صحيفة الوحدة اليمنية العدد 169 /19ـ 25 جمادي الأولى 1414هـ الموافق 3ـ9 نوفمبر 1993م ]
- سألته صحيفة الحياة إذا هناك خطر على الوحدة؟ فأجاب : نعم إذا لم نقم دولتها ونعطيها مضمونها الوطني والديمقراطي ،نحن نعرض الوحدة للخطر ،وأنا دائماً أخاف من ((العناق بالخناق)) ربما فيه خطاء من الصحيفة فالأصح(الخناق بالعناق).
- يا أخي اليوم اليمن كبيرة وتجعلنا اكبر، فليس ما يدعو إلى العودة (إلى الماضي)))
- ((كان عندي حلمي الوطني الكبير الذي تمسكت به وقد رفضنا وثيقتين ، وثيقة أولى بمضمون اتحاد كونفيديرالي وأخرى بمضمون فيدرالي،وقلنا لننتقل إلى اتحاد اندماجي ولنختبر همتنا وإيماننا بهذه القضايا التي كنا جميعا نزايد فيها ،....، كنا نقول أننا سننتقل إلى هذا العمل الكبير التاريخي ويكفينا التوقيع عليه ، أنا قلت للأخ علي عبدالله يكفينا التوقيع على الوحدة ولنترك الفرصة (للآخرين) إذا لم نستطع تحمل أعباء هذا العمل الكبير))
• (( أهم شيء بالنسبة إلينا ان نبقى عند صدقنا وقناعتنا وموقفنا الذي لا يتزحزح من قضايانا الأساسية هذه القضايا ليست قضايا سياسية ودجل وتكتيك هذه قضايا كبيرة اليوم قضية الوحدة اليمنية هي قضية الشعب اليمني،....، يجب ألا تكون قضية الوحدة ان تكون الحياة أتعس وإلا تكون هناك دولة وان تكون هناك فوضى بل يجب ان يكون هناك مزيد من النظام ومن التطور)) وهنا سأله الصحفي : (( وإلا ))فأجاب : )) وإلا اتركها ولا تستعجل عليها كل شيء يأتي في وقته ..إذا في شيء سيفرضه الواقع أحلامنا شيء والعمل الجدي من اجلها شيء أخر يجب ان يتجسد ))
- (( نحن ذهبنا إلى بلدنا يعني إلى صنعاء التي هي بلادي والتي ننظر إليها على أنها عاصمتنا التاريخية ))
• (( ولذلك صبرنا في أزمة الخليج كنا مضطرين إلى الوقوف بعضنا مع بعض حتى على غلط لنحمي دولتنا و وحدتنا وما وصلنا إليه ))
• ((أنا يا أخي جندي في اليمن هذا))
• (( قلنا تعالوا نأتلف وليأت أخواننا معنا إلى السلطة لكني أنا اعرف لماذا مرت هذه الفترة أنا افهمها أكثر منك لأنني يمني وهي تجربة لليمن وليست ملك البيض ولا علي عبدالله صالح ولا الشيخ عبدالله مرت التجربة كيف
يصونها اليمنيون؟ أنا اعتقد بان هذه التجربة يمكن ان تنجح ومن حقنا كيمنيين ان نفكر فيها))
ثانياً : من مقابلة أجرتها معه مجلة المصور المصرية [أعادت نشرها صحيفة الأيام عدد 15 ديسمبر 1993م وصحيفة الوحدة العدد 175ــــ 2 رجب 1414هـ الموافق 15 ديسمبر 1993م] :
- نحن في الحزب الاشتراكي منذ الجبهة القومية التي قادت النضال المسلح وحققت الاستقلال في بلادنا وحدويون بالمنشاء وبالتفكير وبالآمال وبالرؤى المستقبلية وضد التجزئة والتفكير الانفصالي ، واعتقد انك تحس في عدن دائماً بالمشاعر الوحدوية فعدن دائماً مدينة يمنية وهي لا تميز بين أبنائها وهي التي وقعنا فيها على اتفاقية الوحدة لهذا أرجو ان يكون هناك تفكير آخر وهو كيف نستطيع إخراج البلاد من الوضع الحالي؟
- لابد ان نفرق بين قوة الانتماء كيمنيين أينما كانوا على الأرض اليمنية وبين الممارسة التي تتوافق مع هذا الانتماء نحن لا نريد ان ننسب هذا الموقف أو ذاك أو هذه الأجواء إلى احد منا لكن علينا ان نقول كيمنيين ماذا فعلنا لكي نكون وحدويين قولاً وفعلاً،وإذا أقمنا الوحدة فماذا عملنا لدولتنا ومؤسساتها وماذا هيأنا لها لكي تقوم ؟وسؤالي أنا الرئيسي هو: هل اندمجنا بشكل حقيقي..؟ فلندع قضية الانتماء جانباً فهو موجود لدى كل يمني والجميع يحب اليمن ،....، والآن نحن بحاجة لان نبحث عن كل ما يعزز الوحدة في أي مكان ومن أية محافظة واتجاه في الأرض اليمنية وأمامنا عمل كبير .
- نحن كحزب اشتراكي كانت نشأتنا قومية وتكويننا و حدوياً حتى في ممارستنا وحدويون بهذا التوحد بحثنا التوحد مع الآخرين فنحن الحزب الوحدوي التوحيدي وسنظل كذلك وبحثنا حتى التوحد مع المؤتمر الشعبي العام لكي نعزز الثقة بين صانعي الوحدة ناهيك عن أننا نتوحد مع بعضنا ))
- حزبنا تعلم الكثير وكيّف نفسه مع التطور وهذه الأقاويل من هنا أو هناك لن تزيدنا إلا تماسكاً وتمسكاً باختيارنا في تحقيق وحدة شعبنا وحزبنا وتوسيع قاعدته الاجتماعية فاليمن حدث فيها حراك اجتماعي واسع ونتمنى ان نستوعب هذا الحراك داخل صفوف الحزب
- نحن حققنا الوحدة ولن نخلق الانفصال ، ولكننا نرى ان الوحدة شيء وعملية الضم والإلحاق شيء آخر
- الوحدة لا يمكن ان تقوم إلا بدولة ومؤسسات ومزيد من الديمقراطية في حياة الناس .
ثالثاً : من كلمته في الاحتفال الخطابي والفني بعدن مساء الأربعاء 23 سبتمبر 1992م بمناسبة الذكرى الثلاثين لثورة 26 سبتمبر [نشرتها صحيفة الثوري العدد 1264 الخميس 26 ربيع الأول 1413هـ 24 سبتمبر 1992م ]:
• عندما تم توقيع اتفاق الوحدة اليمنية إذا كان الشعب اليمني لا يريد هذا الهدف النبيل لماذا تجاوب معنا؟ هذه كانت أمنيته والأمور يجب ان لا نفهمها بأنها منة أو عطاء من احد منا ولكنها حركة التاريخ وتراكمات النضال وتضحيات الشعب اليمني والحركة الوطنية اليمنية .
-علينا ان ندلي بالرأي وان نقول لا للغلط ونتمسك بالوحدة والديمقراطية واليمن الحديث.
الثالث: القول أن حضرموت ليست يمنية ..
لنقرأولنستمع ماذا قالت المراجع عن حضرموت :
• معجم البلدان لياقوت الحموي : حضرموت ناحية واسعة في شرقي عدن بقرب البحر وحولها رمال كثيرة تعرف بالأحقاف وبها قبر هود عليه السلام وبقربها بئر برهوت المذكورة فيما تقدم ولها مدينتان يقال لإحداهما تريم وللأخرى شبام وعندها قلاع وقرى وقال ابن الفقيه حضرموت مخلاف من اليمن بينه وبين البحر رمال وبينه وبين مخلاف صداء ثلاثون فرسخا وبين حضرموت وصنعاء اثنان وسبعون فرسخا وقيل مسيرة أحد عشر يوما وقال الإصطخري بين حضرموت وعدن مسيرة شهر .
رسول الله صلى الله عليه و سلم كان قد راسل أهلها فيمن راسل فدخلوا في طاعته وقدم عليه الأشعث بن قيس في بضعة عشر راكبا مسلما فأكرمه رسول الله صلى الله عليه و سلم فلما أراد الانصراف سأل رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يولي عليهم رجلا منهم فولى عليهم زياد ابن لبيد البياضي الأنصاري وضم إليه كندة .
• وجاء في نزهة المشتاق في اختراق الافاق للادريسي: ((وأما جزيرة سقطرى فهي جزيرة واسعة القطر جليلة القدر بهية الأرض نامية الشجر وأكثر نباتها شجر الصبر ولا صبر يفوق صبرها في الطيب كالذي يتخذ بحضرموت اليمن والشحر وغيرها وهي كما قلناه تتصل من جهة الشمال والغرب ببلاد اليمن بل هي
محسوبة منه ومنسوبة إليه ويقابلها من جهة بلاد الزنج مدينة ملند ومنبسة )) وجاء مايلي : ((ومن عدن مع الساحل في جهة المشرق إلى قرية أبين اثنا عشر ميلاً وهي على ضفة البحر اليماني وأهلها موسومون بالسحر ومنها إلى لسعا في البحر ليلة ويوم وفي البر خمسة أيام لأن بينهما جبل يعترض في الساحل يتصل من البحر إلى الصحراء فيعوق عن الطريق ومدينة لسعا صغيرة جداً على ضفة البحر الملح ومنها إلى شرمة على الساحل يوم وبين ضرمة ولسعا قرية كبيرة فيها حمة حامية كالجابية وأهل تلك النواحي يتطهرون فيها ويجلبون إليها مرضاهم فيصحون بها من آلامهم وأنواع أسقامهم ومدينة لسعا وشرمة هما على ساحل أرض حضرموت وبينهما يومان في البرية.
وبأرض حضرموت مدينتان اسم إحداهما شبام والأخرى تريم وبين ال