الاستسلام للخيال والتقيد بما يمليه العقــل , والجهل بما لا نعلم سبل للضلال , قد تجتمع كلها في شخص او أحدها وفي ذلك كفاية لانحراف التصورات وفساد العقيدة وتخبط السلوكيات .
والإنس والجان خلقان مكلفان بالعبادة لله وحده سبحانه وتعالى وهما الثـقلان والخطاب في القرآن يامعشر الإنس والجن ( وما أمرت الجن والإنس إلاّ ليعبدون ) وهما يسكنان الكوكب الأرض .
عالم الجــن:
خلق اللــه عز وجل الجن قبل خلق الإنسان وخلق الجن من مارج من نار من نار السمــوم كما ذكرت الآيات في الحديث عن عروة عن عائشــة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله علية وسلم " خلقت الملائكة من نور وخلق الجان من مارج من نار وخلق ادم مما وصف لكم " .
والمارج هو اللهب المختلط بسواد النار وقيل هو مااختلط النار بعضه ببعض من بين احمر و اصفر واخضر , والسموم قيل هي نار الحر الشديد النافذ في المسام وقيل الريح الحارة قيل نار لا دخان لها .
هيئة الجــــن :
فباردة الله وقدره وقدرتة تحول المارج السموم الى جسم جامع بين الرطوبة والحرارة ونفخ فيه الروح بحيث تحول الى جسم أثيري ذي هيئة وشكل خفيف لطيـــف .
كذلك اجسادنا لم تبق طينــا انما شكــلها الله عز وجل وطورها الى هيئة وأعضاء ونفخ فيه الروح ليكون كائنا واعيا مدركا عاقلا ، فلم يبق الانسان على الاصـل الاول الطين والجن لم يبق على الأصل الأول النار وإنما تحولت هيئتهما والله اعلم .
إبليس:
وإبليس ليس أبا الجن كما أبونا ادم ابو البشر , وإنما إبليس من الجـــن وابو الجن (جآن) وابليس من ولد الجان وقصـة تكبره معروفة وهو ابو الشياطين ( والشيطان جني وليس كل جني شيطان ) ولمعصيتهم الله مسخهم الله وجعل صورهم قبيحة واما الجن فليس صورهم قبيحة .
والجــن معمرين تصل اعمارهم الى الأف السنــين , ولانستطيع ان نراهم وهم يروننا كما ذكر القرآن والقاعدة العمومية هي عدم رؤية الجن الا قد يكون بالسـحر او اذا اراد الجني ذلك مع توافر ظروف معينة لتحقق هذا .
السحـــــر:
ويرتبط السحـــر بعالم الجن بما يسمى التلبس او المس والموضوع طويل والعلاج منه القراءة بالآيات القرآنية والبعض يذهب الى العرافين والشعوذة وقد نهى الرسول صلى الله علية وسلم عن ذلك واليوم الطب الحديث يعالج تلك الحالات عبر الدكتور النفساني او العلاج النفسي .
ومن انواع الضرر التي يبتلى بها الإنسان من الجان الفاسد والشياطين لتتسلط عليه بسبيل من سبلها المتنوعة وهو الاستفزاز الشيطاني بالصوت والخيل والرجل والمشاركة في الأولاد والأموال ومايعدهم الشيطان الا غرورا وهي اساليب متنوعة منها :
1- النزغ : وهو وسوسة خطيرة تؤدي بالانسان الى الشك والفساد وبطلان العقيدة والتغلب على ذلك بالاستعاذة ( واما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله انه سميع عليم - الأعراف الآية 200 ).
2- الهمز : هو تسلط الشيطان على الانسان بالصرع . (وقل ربّ اعوذ بك من همزات الشياطين - المؤمنون 97 ) .
3- النفخ : وهو التكبر والغرور والتعالي على خلق الله وهو باب للشيطان كبير والرسول عليه الصلاة والسلام يستعيذ من الشيطان من همزه ونفثه ونفخه وفي رواية قالوا : يارسول الله ماهمزه ونفخه ونفثه ؟ قال : اما همزه فهذه الموتة التي تأخذ بني آدم , واما نفخه فالكبر واما نفثه فالشعر " .
4- النفـــث : وهو الشعر الخبيث الماجن .
5- الحضور : حضور الشيطان واعوانه بالمنازل والاكل ويعين الشيطان على ذلك عدم البسملة عند دخول المنزل وعند الاكل وامور اخرى تعينه على المكث في المنزل .
6- المس : هو اخطر درجة من درجات الهمز (الذين ياكلون الربا لايقومون الا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس- البقرة الاية 275) .
7- الاستمتاع : السحرة الذين يستحضرن الجن والشياطين ويتبادلون المنافع والاستمتاع 0(ويوم يحشرهم جميعا يامعشر الجن قد استكثرتم من الانس وقال اولياءهم من الانس ربنا استمتع بعضننا ببعض وبلغنا اجلنا الذي اجلت لنا قال النار مثواكم خالدين فيها الا ماشاء الله ان ربك حكيم عليم- الانعام الاية 128 ) .
8- الوسوسة : وهي من قرين السوء ويدعوك لتزيين الباطل وتجميل الشرور والاثام .
9- الآز : يكون مع الكافرين تؤزهم ازا تهيجهم على المعاصي . ( الم تر ان ارسلنا الشياطين على الكافرين تؤزهم ازا- مريم الاية 83 ) .
10- التنزل : هو حضور شيطاني للمسلم والكافر ويلتزم صاحب الحالة الكذب والافك والضلالات والآثام . ( تنزل على كل افاك اثيم- الشعراء الاية 222 ).
11- الاستهواء : هو تأثير شيطاني في النفوس لتميل للاهواء والشهوات .
12 - الطائــف: وهو نوع من الوسوسة الغامضة وهو يحصل للمسلمين في معاملاتهم وعباداتهم وصلاتهم . (ان الذين اتقو اذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فاذا هم مبصرون- الأعراف الآية 201) .
القـــرين :
وكل إنسان وجني له قرينه من الجن وكما ان الانسان لايرى قرينه وكذلك الجني لايرى قرينه مع انه من الجن لقدرة ارادها الله سبحانه وتعالى والله اعلم بتركيبته وهيئته وهو يزين لك الشر ويدعوك اليه ويطغيك الا اذا اعانك الله عليه فان الرسول صلى الله عليه وسلم اعانه الله على قرينه .
والنفس بطبيعتها وتركيبتها وعلى حد قدر ايمانها وهي ثلاثة انواع :
الاولى : النفس الامارة بالسوء : وهي مستجيبة للقرين .
الثانية : النفس اللوامة : وهي متصارعة مع القرين .
الثالثة : النفس المطمئنة : وهي ليس للقرين عليها سلطان .
وكذلك مثل ما لدينا الملكين رقيب وعتيد فالجن لهم ملكان رقيب وعتيد ، والجن فيهم الصالح وفيهم غير ذلك , ويموتون ويحشرون ويحاسبون ، واما الى جنة او الى نار .
العين :
والعين حق كما ذكرت في أحاديث الرسول عليه الصلاة السلام ولم ارى ان لها علاقة بالجن وهي من الحسد في النفس وتؤثر على البشر والنبات والحيوان وكذلك الجماد واكيد في عالم الجن موجودة والعين ثلاثة انواع :
1- العين الممرضة 2- العين المتلفة 3- العين القاتلة .
والعلاج من العين كما اوصى الرسول عليه الصلاة والسلام بالاغتسال بماء وضوء اوغسل العاين اذا عرف وعلمت بحكمة في بلدنا حضرموت من عمل الجوابي اوالمغمــس في المساجد قديما وهي ان شككت بااحد عانك فما عليك الا ان تتتبعه في اي مسجد يذهب فاذا توضأ بالمغمس اواغتسل بالجابية فاتبعه بوضوءك اواغتسل فتسقط العين ويشفي المريض باذن الله , ولاحظت في مساجد بالمكلا وصنعاء يوجد ماء عند مدخل المسجد لاادري اهو لنفس السبب او للنظافة .
واقتبست الموضوع من كتاب حوار صحفي مع جني مسلم للكاتب محمد عيسى داود جزاه الله خير الجزاء وليس ماقاله الجني في الحوار كله صحيح الا الذي عليه دليل او انها افكار في ذهن الكاتب بلورها في ذلك الحوار والكاتب لم يرد الا الخير للقارئ والامة واضفت للموضوع اضافات ارجوا من الله العليم الخبير ان يوفقنا في ايصال الفائدة للالتباسات حول الجن او الثقلان واللــــه اعلم
بقلم : المهندس / منير عبدالقادر باسلامة
