توحش الصراع الداخلي اليمني وإبرازه على مستوى الساحة اليمنية شمالاً وجنوباً افرز أزمات واختلافات واسعة بين العامة منهم والمثقفين أيضا حيث تجاوزت في جوهرها إلى أزمة أخلاقية تفاقمت مظاهرها فى سلوك عشوائي يفتقد الأساس الأخلاقي الذي يتربى عليها الفرد المسلم والتي نشأت عليها أجيال متتابعة من اليمنيين والتي ضبطت سلوكهم ونظمت علاقاتهم بأنفسهم والدولة والمجتمع، وشكلت إرثا تربويا حافظت عليه الأسر والعائلات عبر أجيالها المتتابعة. فكلنا كنّا نعتقد إن أزمتي التمرد والأخلاق موجودة في أتباع الحوثة وأنصار المخلوع فقط , بينما اتضح لنا بعد تعيين المفلحي محافظ لعدن خلف للمحافظ السابق عيدروس الزبيدي فاح تباين أنصار الحراك الجنوبي مع أنصار الله الحوثي في أزمتي ( التمرد والأخلاق ) . فقد عين الزبيدي بقرار من فخامة المشير الرئيس عبد ربه منصور هادي ولاقا ترحيب واسع من قبل أبناء الجنوب لمعرفتهم النضالية للفرد في مواجهة الحوثة لكن يضل تحت أمر من عينه محافظ لعدن كونه الرجل المناسب في المكان المناسب إلا إن عدم تنفيذ أوامر دولة الشرعية وإشغالها بأزمة تمرده على الشرعية جعلته محل إقالة من منصبه كون الحكومة اليمنية وما هي فيه من حرب قائمة كانت نتاج تمرد مماثل له بالشمال (تمرد الحوثيين وأنصار المخلوع صالح). وبسبب التراجع الملحوظ في منظومة القيم والأخلاق في اليمن عامة والجنوب خاصة من خلال التراشق بالتهم والألفاظ التي لا تعبر إلا عن الكراهية المزروعة بين أبناء الوطن الواحد بادر المحافظ المفلحي من عاصمة اليمن المؤقتة بالدعوة بسرعة عودة الوطن كرامته وريادته، وانه لا مكان للعنصرية بيننا ولا نريد نسمع كلمة هذا دحباشي، أو هذا انفصالي، أو هذا اشتراكي، أو هذا إصلاحي، أو هذا مؤتمري". إن ما نحتاجه اليوم في جنوب اليمن واخص الجنوب لكوني احد أفراده نحتاج إلى الارتقاء الثقافي والديني والعلمي الذي به نستطيع أن نجابه أياً كان وفي أي مكان يكون وأيضاً لابد من القضاء على أزمتي ( التمرد على الشرعية اليمنية والرقي الأخلاقي وعدم التراشق بما نراه من الفاظ نابية كشتيمة بعضنا البعض والسب والتحقير والتي تعتبر مرفوضة في المجتمعات الإسلامية الحديثة والمحافظة ) وذلك بإقناع أنفسنا بضرورة التعايش والتفاهم والحوار .
إضافة تعليق