انتهاك الطفولة....

آلاف الأطفال في العالم يعتدي عليهم وتنتهك حرماتهم يوميا، فما هو مفهوم انتهاك حرمة الطفل ؟ وما هي أشكاله وأنواعه ودوافعه ؟، وكيف تتجلى مظاهره في مختلف الدول والمجتمعات.. ؟!

إن المقصود بانتهاك حرمة الطفل هو قيام الوالدين أو من يقوم على تربية الطفل، أو أحد الأشخاص البالغين أيا كان بممارسة أي نوع من أنواع العنف أو القسوة الشديدة التي تتسبب في إصابة الطفل أو المراهق بالألم والضرر والمعاناة، جسدية كانت أم نفسية أم عقلية أم اجتماعية..

 

أنواع وأشكال الانتهاكات :

1.         الانتهاك الجسدي ويشمل الضرب المبرح وتعريض الطفل للكسور والرضوض والكدمات والجروح والحروق(بالأطباق أو السوائل الساخنة ) والتسمم والإغراق والقتل،  والتوريط في نشاطات جسدية وممارسات لا أخلاقية. ويشترك مع الانتهاك الجسدي حرمان الطفل أيضا من الضروريات الجسدية والنفسية مثل التغذية والملبس والمأوى المناسب والرعاية الطبية الضرورية

2.         الانتهاك النفسي ويشمل التسلط والإرهاب والإهانة   والازدراء واللوم المبالغ فيه..

3.         أما الانتهاك العقلي فيشمل حرمان الطفل من التعلم والحصول على الثقافة والمعرفة..

4.         الانتهاك الاجتماعي وهو عزل الطفل وإبعاده عن الآخرين وحرمانه من الاتصال الاجتماعي بشتى أنواعه.

5.         الانتهاكات الجنسية:وهو أي نشاط جنسي بين أشخاص بالغين وأطفال، ويشمل ثلاثة أنواع وهي التحرش،الاتصال الجنسي المباشر أو الاغتصاب

وهذه الانتهاكات يصعب التعرف عليها ولكن هناك تحذيرات أوليه (مبكرة) تأخذ شكل المغازلة المبكرة والألفاظ غير اللائقة والاهتمام بالصور العارية، وهناك مشاكل سلوكيه غير نوعيه تتزامن مع وجود الانتهاكات الجنسية وهي اضطرابات في النوم والأكل -       ضعف في الأداء المدرسي  -الخوف(الرهاب)والاكتئاب  –سلوكيات غريبة     -_ محاولات انتحار  .

 

إن أكثر أشكال الانتهاك قسوة تقع على الأطفال دون سن المدرسة. وأكثرها تكرارا يقع في سن المدرسة. وقد لوحظ أن النسبة الكبيرة من الأطفال المعتدى عليهم من الذكور. وتزداد بين الأطفال غير الشرعيين وذوي العاهات التكوينية، وأطفال العائلات المعدمة اقتصاديا التي تعاني من ضغوط عمل عالية ، والذين كانت فترة حملهم غير مرضية للأم، إضافة إلى ولادة غير طبيعية وفراق مبكر في مرحلة الرضاعة وربما الإصابة بمرض خلال السنة الأولى.

 

أهم عوامل الخطورة هي المشاكل الاسريه و انفصال الوالدين وتنافرهما :

.. كما أن هناك ظروفا اقتصادية حادة ملحة قد تدفع البعض إلى استغلال الأطفال وتشغيلهم في أعمال شاقة وصعبة أو أعمال خارجة عن القانون مثل ترويج المخدرات وتعاطي الممنوعات. وحتى الاعتداء عليهم وإزهاق أرواحهم أحيانا .

 

إن الانتهاك سلوك غير معقول ولا يتفق مع سلوك الإنسان الطبيعي، فهو حالة مرضية عصابية أو ذهانية يتم من خلالها تطوير الغضب والمعاناة التي تعرض لها المنتهكون "المعتدون" في أثناء طفولتهم إلى الطفل فيعتبرونه راشدا، ويتوقعون منه أن يتصرف على هذا الأساس. ويرجعه البعض إلى الظروف الاقتصادية المتدنية، خاصة إذا رافق ذلك مشكلات في العمل وزيادة عدد الأطفال وضعف الدخل والفقر.. بالإضافة إلى سمات شخصية معينة مثل ضعف السيطرة على الانفعالات والاضطرابات العصبية وغيرها..

 

أما أثر الانتهاك في الطفل فله مردود سلبي للغاية يتمثل في الإحباط وعدم الشعور بالانتماء واحتقار الذات وزيادة الاعتماد على الآخرين. وتشير الدراسات والتحليلات إلى أن هؤلاء الأطفال تبدو عليهم نظرة خائفة ومترقبة لمن يقترب منهم من الكبار، والسكوت وعدم الرغبة في الحديث معهم. وتظهر لديهم حساسية مفرطة وتنبه شديد وحذر للمنبهات التي تحيط بهم مثل الأصوات والضجيج وغيرهما. كما قد تنمو لديهم حالات انطواء وانغلاق نحوا لذات وعدم الرغبة في الاتصال مع الآخرين. لذا تراهم غير اجتماعيين. يحبون الوحدة وبعضهم لديه تبلد وجداني وجمود وقصور في النشاط الحركي وتخلف في اللغة والمهارات الشخصية إضافة إلى مشاكل تعلم في المدرسة ومشاكل سلوكية مثل السرقة والكذب وعدوانية نحوا لأطفال الآخرين وفقدان السيطرة وضبط الانفعالات مع نوبات غضب حادة.

 

العلاج والوقاية :

المعالجة الوقائية لحالات الانتهاك الجسدي للأطفال من خلال :

           كسر جدار الخوف والخجل ومناقشة الحالات الخاصة،

           فتح عيادات ومراكز تخصصية بمساعدة الأطباء النفسيين .

           سن قوانين وأنظمة تشدد عقوبة الاعتداء على الأطفال وانتهاكهم الجسدي

           معالجة الظروف الاجتماعية والاقتصادية التي تقود إلى مثل هذه المشكلات.ويتحقق ذلك من خلال توسيع إطار مساهمة ومسئولية المؤسسات والمنظمات التربوية والجماهيرية والمهنية والإدارية، بما فيها إدارات المدارس،

           بث الوعي الجماهيري الهادف إلى بناء علاقات إنسانية ثابتة وأخلاقية ترعى الأطفال وتحميهم وتحافظ على حرمتهم من الانتهاك والتعدي، لأن من حق الطفل على الجنس البشري أن يمنحه خير ما عنده ويرعاه

           قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أكرموا أولادكم وأحسنوا آدابهم،فان أولادكم هديه إليكم )

 

*إعداد : الدكتور/ كرامه مبارك المغي

               أخصائي طب أطفال

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص