يقوم الصيام مقام مشرط الجراح الذي يزيل
الخلايا التالفة والضعيفة من الجسم، فالجوع الذي يفرضه الصيام على الإنسان يحرك
الأجهزة الداخلية لجسمه لاستهلاك الخلايا الضعيفة لمواجهة ذلك الجوع، فتتاح للجسم
فرصة ذهبية كي يسترد خلالها حيويته ونشاطه، كما أنه يستهلك أيضا الأعضاء المريضة
ويجدد خلاياها، وكذلك يكون الصيام وقاية للجسم من كثيـر من الزيادات الضارة مثل
الحصوات والرواسب الكلسية والزوائد اللحمية والأكياس الدهنية وكذلك الأورام في
بداية تكونها.
كما يعتبر الصيام أيضاً خير فرصة لخفض نسبة السكر في الدم إلى أدنى معدلاتها، فالصيام يعطي غدة البنكرياس فرصة رائعة للراحة، فالبنكرياس يفرز الأنسولين الذي يحول السكر إلى مواد نشوية ودهنية تخزن في الأنسجة، فإذا زاد الطعام عن كمية الأنسولين المفرزة فإن البنكرياس يصاب بالإرهاق والإعياء، ثم يعجز عن القيام بوظيفته، فيتراكم السكر في الدم وتزيد معدلاته بالتدريج حتى يظهر مرض السكري.
ويفيد الصيام في علاج مرضى الفشل الكلوي وهو
ما أكده مدير المعهد القومي للكلى والمسالك البولية، إذ أن مريض الفشل الكلوي
المستقر والذي يقوم بالغسيل بانتظام يفيده الصوم وذلك من خلال انخفاض السوائل التي
يتناولها والطعام الذي يقسم إلى وجبتين إذا التزم بتقليل البروتينات الحيوانية.
وتتراوح فترة الصيام ما بين 14 الى 15 ساعة
وفي أثناء الصيام يحدث جفاف لخلايا الجسم إذا لم يراع الإنسان ذلك من خلال تعويض
السوائل التي تفقد أثناء الصيام بالتبخر وتجنب المشروبات التي تدر البول كثيراً
مثل الشاي والقهوة والعرق سوس خاصة بعد السحور.
وعن فوائد الصوم أيضًا، أفادت دراسة طبية حديثة بأن الصيام يؤخر الشيخوخة ويخلص الجسم من السموم، حيث يشير الدكتور جاد المولي عبد العزيز الأستاذ بكلية الطب جامعة القاهرة، إلى أن الصيام يساعد الجسم على التخلص من السموم المتراكمة بنسبة ( 35 % ) التي تصيب جسم الإنسان ، وأوضح عبد العزيز أن السموم تكون عادة ملتصقة وذاتية في الدهون وفيها صفة التراكم والزيادة المستمرة ومع الصيام يضطر الجسم لاستهلاك الدهون فتتحرر هذه السموم ويسهل إخراجها من الجسم، ومن هنا يبدأ الجسم باستهلاك المواد الغذائية المخزونة فيه مثل الجليكوجية والدهون.
كما
أكدت دراسة أجرتها جامعة فريدريك شيلر في ألمانيا، أن بعض الآلام الروماتيزمية
بالمفاصل يمكن الحد منها عن طريق الصوم عن بعض المواد تحت إشراف طبي.