استغرب من بعض المتشفين والفرحين بالكوارث التي ضربت بعض ولايات #امريكا مؤخرا, فتجد الواحد منهم يخطب خطبة عصماء بعد الصلاة يتمنى في ختامها مزيدا من "العذاب" و "الانتقام" لأولئك البشر اللذين كرمهم الله ونفخ فيهم من روحه!
واخر يضع صورة لطوابير السيارات المغادرة من الولايات المنكوبة والتي تسير في خطوط مستقيمة ومنظمة في مشهد يدل على وعي المواطن الامريكي حتى في لحظات الكوارث فلا يعجبه ذلك المنظر الحضاري جدا ويكتفي بالتعليق بانه هروب كبير ويسال ارحم الراحمين بان يدمرهم شر تدمير!
ماذا سيحدث لو بذل خطيب المسجد ولو لمرة واحدة جهدا في حث المصليين على ترتيب احذيتهم بشكل منظم امام بوابات المسجد لكان خيرا له ولهم ورأينا بداية وعي حقيقي انطلق من بيوت الله سينعكس على تعاملاته اليومية, لأن مشهد احذية المصلين اثناء الصلوات في جل المساجد يدل على نقص كبير في وعي المسلم ويؤكد على عشوائيتة وفوضويتة!
ماذا ايضا سيحدث لو نظر كذلك المغرد في تويتر والناشر في فيسبوك الي الجهود الجبارة التي بذلتها السلطات الامريكية في اجلاء اكثر من 6 مليون بني ادام واعاد النظر في تفكيره ووظف قدراته في النشر والتشفي والدعاء في محاربة الفساد في بلده ومقارعة فساد حكومته التي لن تستطيع حتى اجلاء 100 مواطن لو داهمت بلده ابسط كارثة!
وهل علم الخطيب والمدون القاصرين في وعيهم ان حصيلة كل هذا الاعصار المدمر جدا 3 قتلى فقط, وان الاثار التدميرية التي اصابت المدن سيتم اعادتها خلال اشهر لا كما يحدث في بلدنا على سبيل المثال حيث بقيت اثار كوارث بسيطة جدا تجاوز عمرها التسع سنين والثلاث ككارثتي 2008م و #تشابالا حتى هذه اللحظة!
ايها الخطباء والمدونين انظروا الي الجوانب الايجابية في تعامل الاخرين مع كوارثهم وحاولوا الانشغال بتوعية مجتمعكم والارتقاء به وارسلوا سهام كلماتكم وحروفكم باتجاه حكوماتكم وسلطاتكم التي لن تصمد ولو لساعة امام ابسط كارثة عابرة!