مارأيناه يدور في عدن الحبيبة مأساة بكل ماتحمله الكلمة من معنى، فالحياة تعطلت والدماء سُفكت والبندقية الجنوبية واجهتها أختها الجنوبية، استنزفنا المخزون الدفاعي عن عدن، تعطلت المدارس وتوقفت الجامعات، ولزمنا بيوتنا خوفاً من رصاصات الأخ أو الابن، فأخي في الحراسة الرئاسية معاشيق وشقيقه الآخر في الحزام الأمني، وكلاهما ينشدان الحرية، أُغلقت الطرقات ومنعنا من المرور لمتابعة علاج مرضانا، بكينا على مدى سخافتنا، فهذا يتوعد وذاك يهدد . عندما تُغيب العقول تترك الميادين للعضلات، فرأينا ذلنا جميعاً، أسرتي تُروع وعائلتك تُخوّف، والعالم يتقدم ونحن شعارنا إلى الخلف در، وأصبح حالنا يحكي قصيدة كلما اتقدمت خطوة رجعوني خطوتين . مات الكثير من المرضى بسبب تهورنا، صاحب الغسيل الكلوي لم يستطع الوصول إلى مشفاه فمات، فأمطر أهله علينا مزيداً من اللعنات، دفنا قتلانا وقد تجاوروا في قبورهم، بعد أن تباعدت قلوبهم لا لشيء إلا لتعبئة خاطئة، بكينا على أيام ذلنا والعالم من حولنا يتقدم ويبني ونحن كلما ارتفع بنياننا قليلاً هدمناه. ماذا جنينا سوى زيادة في كشوفات الشهداء، وميزانية جديدة لجبر الضرر، وإعادة ما دمرته الحرب، ما أسخف عقولنا عندما وقفنا في طريق هادي الذي رتب لنا الأوضاع، وسار بنا بعيداً عن متاهات الخوف ولكننا عشقنا الخوف وأدمنا التبعية ، وسكرنا بحب التأخر والنكوص عن الركب، وحب المخالفة . معك يا سيادة الرئيس حتى تأمن البلاد ويعود الطلاب إلى مدارسهم، والعمال لإعمالهم، معك ليتحصل صاحب الأجر اليومي على رغيف عياله، معك يا سيادة الرئيس لتأمن اليمن، وتتحقق عدالة قضية الجنوب . كلنا مع هادي لا لشيء إلا لحب الوطن، إلا لتجنب الفوضى والاحتراب والتقتيل والتدمير لكل ماهو جميل، كلنا معك لتأمن عدن وكل الوطن، كلنا معك يا سيادة الأخ الرئيس، فرغم الصعوبات والعقبات إلا أنك رابط الجأش قوي العزيمة سلاحك الصبر والحكمة، وأنى لأحدٍ سلاحه الصبر والحكمة أن ينهزم، لهذا فنحن معك لاجتثاث الفوضى، والعيش بأمن وأمان، فسر وعين الله ترعاك، والله ناصرك ومؤيدك
