بداية يحسن القول إن «المجلس الانتقالي الجنوبي» الذي دخلت قواته في معارك مع قوات الحكومة اليمنية في عدن خلال الأيام الفائتة، أنشأه ورأسه محافظ عدن المقال عيدروس الزبيدي مع عدد من القادة من جنوب اليمن، ممن يطرح فكرة تقسيم البلاد، واستقلال الجنوب في دولة على الحدود الشطرية قبل عام 1990. ويعد المجلس من أبرز الكتل السياسية الجنوبية بالإضافة إلى كتل أخرى في «الحراك الجنوبي»، تتفاوت في مطالبها بين الدعوة إلى الفيدرالية والكونفيدرالية المطالبة بالاستقلال في جنوب اليمن . قد كشفت أحداث مدينة عدن اليمنية عن تداخل أزمات عدة تعصف بالوضعين الأمني والعسكري، وتخض المشهد السياسي في تلك المدينة التي مرت عليها ويلات وحروب كثيرة. ويكمن مأزق المجلس الانتقالي الذي يطالب بإقامة دولة مستقلة جنوب اليمن في رفعه شعارات معينة، دغدغ بها شعور بعض جمهوره، ولعب على ورقة غياب الخدمات الرئيسية في المدينة، ليحمل الحكومة اليمنية برئاسة أحمد عبيد بن دغر مسؤولية تردي الوضع المعيشي للمواطنين في عدن وغيرها، متهماً إياها بالفساد والمحسوبية، وهي تهم تكال دائماً للحكومة اليمنية، وليس هذا محل الجدال. الإشكال هنا هو أن عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي في عدن، والذي يتهم الحكومة بالفساد، ويدعو إلى إسقاطها، عاد مجلسه بعد وقف إطلاق النار في المدينة ليطرح – حسب تسريبات – جملة من المطالب ليس من بينها إسقاط الحكومة، ولكنها تدور حول الاشتراك فيها، وهذا يذكر بشعارات الحوثيين في 2014، حيث رفعوا شعارات إسقاط حكومة محمد سالم باسندوة، ليتضح لاحقاً انهم سعوا للسيطرة على السلطة في صنعاء، وهذا الأمر بالنسبة للمجلس .
إضافة تعليق