شاء الله سبحانه وتعالى أن يهدي اليمنيين، بعد طول معاناة مع الحروب البينية والمؤامرات الداخلية التي لا تكاد تنتهي إلا وتطل بقرونها من جديد إلى الجادة وسلوك الطريق الصحيح في التوحد ونبذ الماضي ومآسيه فكانت الوحدة اليمنية في الثاني والعشرين من مايو من عام 1990م، التي مثلت سلوكا حضاريا راقيا تغير من خلالها سلوك اليمنيين الذين كانوا أكثر ابتهاجا وسرورا بها، التقت الأسر اليمنية بعد طول غياب تعانقت أجسادهم وأرواحهم بدأت تطل حياة جديدة، تطمر حياة التشطير وأوجاعها، انتشر الناس كل الناس ليطوفوا أرجاء هذا الوطن تحركت الحياة الاقتصادية بعد جمود. لكن ثم لكن، كان للصراع على السلطة وحب التملك والنظرة القاصرة لمفهوم الوحدة، الانتكاسة الكبيرة التي أوصلتنا اليوم إلى ما نحن عليه. نقولها بكل صراحة ودون مواربة إن في الوحدة القوة والعزة والسؤدد والعدول عنها تقزم وتشرذم، نعم هناك ظلم وقع، هناك تهميش، هناك استحواذ، هناك احتكار، لكن علينا أن نسمي الأشياء بمسمياتهاـ هل المسؤول عنها كوننا توحدنا؟ أم من أدارنا بعقلية عفا عليها الزمن؟ هل نحمل الوحدة أخطاء بشر؟ عجبا عندما تسمع من يحاول أن ينسب للوحدة كل الأخطاء والسلوكيات المشينة التي ارتكبها أفراد هنا وهناك. إن صوت العقل يحتم علينا عدم اجترار الماضي والبناء عليه، إن أردنا بناء اليمن الجديد، الذي أراه بدأ يتشكل لولا العمل الانقلابي على ما توافق عليه اليمنيون بكافة توجهاتهم وسطر في وثيقة مخرجات مؤتمر الحوار الوطني. ليس عيبا أن نختلف لكن المعيب أن نجعل فوهات المدافع هي من تدير خلافاتنا، ليس عيبا ان نتعثر في الطريق لكن المعيب ألا نعرف سبب التعثر. الماضي والركون إليه لن يعيد لنا ما سلب منا، الحسابات الضيقة لن تبني لنا أوطانا آمنة مستقرة، نحتاج إلى أفق اوسع لنرى أبعد من تحت أقدامنا فاليمن السعيد لابد أن يعود سعيدا لكل أبنائه.
إضافة تعليق