بتقديري لم يكن اليوم سعيداً إذ تفاجأت في صفحات التواصل الاجتماعي بخبر العثور على طفل رضيع حديث الولادة قرب أحد صناديق القمامة بمنطقة الشرج بمدينة المكلا حاضرة حضرموت. اقشعرّ بدني في الوهلة الأولى وظننتُ أنّ الخبر مفبركٌ أو أن الصورة منقولة عن بلد آخر غير بلدنا وهو الأمر الذي يحدث كثيراً في فبركة الأخبار وطبخ الإشاعات في مواقع التواصل الاجتماعي، غير أنني حينما رأيت صورة المتجمهرين حول الجثة وكانوا ممن يلبسون اللباس الحضرمي ، إضافة إلى نشر الخبر في صفحات أثق بصحة ما تورد؛ استسلمت للحقيقة المرة وقرعت ناقوس الخطر. خرجنا للتو من شهر رمضان المبارك ، ولعل القلوب لا تزال مشحونة بالإيمان والتقوى لتنهال عليها مطرقة الواقع الأليم، واقع انعكست فيه صورة مجتمعنا البريء المسالم، مجتمعنا الطاهر العفيف كما تنعكس الصورة على شبكية العين فتأتي مقلوبة رأساً على عقب ليستحيل مجتمعنا مجتمعاً نشبت فيه أظفار الفساد، واستوغلت أنياب الفحش والزنا والاختلاط والعلاقات المحرمة بين شبابه وشاباته، وأبنائه وبناته إلا من رحم الله. تقلصت الآداب وتضاءل حجمها يوم أن تقلصت ثياب الشباب وتضاءل حجاب المرأة المصون، فشا الحبّ الخادع والعشق المزوّر، تبودلت أرقام الجوالات واكتظّت الأسواق بالغاديات الرائحات الضاحكات للمعاكسات، وغاب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأهمل الرعاة من استرعاهم الله عليه. يا للعار أيها الأفاضل يوم أن أصبح العهر يسرح ويمرح في فنادقنا وشاليهاتنا وشققنا المفروشة ومولاتنا وهيبراتنا، صنع له قوّادين وتجارة، واستمكن في مفاصل مجتمعنا الغافل اللاهي فكادت مدينتنا أن تصير كسدوم عياذاً بالله العظيم. حورب دعاة الفضيلة وحماة الآداب، وصمتت البقية الباقية وصار حالهم كمن يحبون أن تشيع الفاحشة في المؤمنين، رموا بشرف كرائمهم في أسواق النخاسة وباعوا الأعراض بأرخص الأثمان، فعلوا ذلك يوم أن سكتوا عن الباطل وأطلقوا العنان لبناتهم بحجة الثقة. قرآننا وسنتنا وتراثنا وآثار علمائنا مليئة بالكثير الكثير من الآيات والأحاديث والأوامر والنواهي والتوجيهات والتحذيرات من مغبة شيوع الفسق والخنا لو أجملناها لسوّدت الصفحات لكن أين المطبقون الوقّافون عند حدود الله. نداء من أعماق القلب : أوقفوا ما يجري قبل أن يصيبنا الله بعقاب من عنده، تكاتفوا للقضاء على الفساد قبل أن نغرق في بحر الشهوات والغفلات، أحيوا الحسبة وفعّلوا شرطة الآداب فالأمر في صالح الجميع.
إضافة تعليق