مشروع انفصال الجنوب مشروع حق ومطلب لايمكن لأي طرف ان يجادل بشأنه او يعترض عليه . ما رآه الجنوبيون وماعاشوه من مظالم وإقصاء وتهميش عقب ١٩٩٤ جعل من مطالبتهم بالانفصال حق لايمكن منازعتهم فيه.
ورغم عدالة هذا المطلب الا انه تعرض لتجريف ضخم عقب حرب ٢٠١٥ ومن قبل شخوص وأطراف جنوبية لم تكن بيوم من الأيام جزء من ثورته السلمية ولا من نضال شعبه. هذه الاطراف دفعت بها المتغيرات السياسية الى واجهة المشهد جنوبا فمارست السرقة والنهب واللصوصية والفساد بكافة اشكاله وظلمت وزجت بالالاف في السجون ومارست كل هذه المظالم تحت راية علم الجنوب ومن على منصة قضيته.
والمؤلم ان جزء كبير ممن مارسوا هذه المظالم لم يكونوا طوال ١٠ سنوات مضت جزء من قضية الجنوب ولا من حراكه السلمي بل ان بعضهم كان جزء أصيل من منظومة القتل والدمار التي اضرت بالجنوبيين منذ العام ١٩٩٤.
ان ماتقوم به هذه المنظومة اليوم هو افراغ مطلب الانفصال من محتواه ومانراه اليوم وبسبب هذه السلوكيات ان الالاف يعدلون من قناعاتهم السياسية ويبحثون عن حلول سياسية اخرى لمظالم الجنوب وحضوره السياسي.
في الجنوب الناس ربما تبحث عن الانفصال لكن هذه الصورة المفزعة لشكل الانفصال الذي عاشوه خلال السنوات الثلاث جعلهم يهربون من هذا الخيار. والحقيقة ان الخطر الحقيقي اليوم الذي يدمر مطالب الانفصال جنوبا ليست حكومة الشرعية وليست قوى الشمال ولكن الخطر الحقيقي هو السلوكيات الشاذة والممارسات الخاطئة التي ترتكب بإسم الانفصال..
هذه السلوكيات كفيلة وحدها بخروج الناس الى الساحات مطالبين بالحفاظ على الوحدة اليمنية.