عندما ييأس الناس من إصلاح الوضع الراهن، ولا يرون في الواقع المعيش بصيص أمل، فلا يلامون على ما يتكلمون به أو يكتبونه في صفحات التواصل الاجتماعي أو يتحدثون به في مجالسهم وأسواقهم فالأمر أضحى فوق المستطاع. في هذا اليوم سيدخل طلابنا وطالباتنا الأعزاء معترك الامتحانات لكي ينهوا مرحلتهم الثانوية، لكنهم في نفس الوقت سينهونها بذكريات مريرة ودموع حرّى وعرق هاطل لما صار إليه حالهم، والصعوبات التي يلاقونها خلال حفظهم ومذاكرتهم في ظل انقطاع الكهرباء، وربما يأتي اليوم الذي يتعذّر فيه طالب بتدني معدله للشهادة الثانوية ويلقي باللوم على الكهرباء، فيومئذ لا يمكن لنا إلا أن نصدقه فيما زعم. الماطور الكهربائي، والمروحة الهوائية ذات البطارية القابلة للتعبئة، ومصباح النور ذو التعبئة أصبحت جميعها الصديق الدائم للطالب المقتدر، لكن الفقير لا عزاء له إلا أضواء الشموع وساعات اللصي القليلة التي لا تتناسب مع وقت المذاكرة، فصبرٌ جميل. سلطة لا تساعد أبناءها في أحلك ظروف مستقبلهم القادم، وتتجاهل صرخاتهم وضيقهم المكتوم فلا تمدّهم بتيار كهربائي مستمر ولو خلال فترة الامتحانات؛ هي سلطة من الجحوش البلهاء لا تستحق أن تحكم ولو بمقدار ظل عود. تعليم أبنائنا أمانة على عاتق الجميع، وتوفير الظروف الملائمة لهم للتفوق والنجاح كبقية طلاب العالم حق من حقوقهم المشروعة، ولا يمكن أن ينعموا براحة إلا بإغلاق ملف الكهرباء المهترئة صنبور المشاكل.
