وادي حضرموت، هذا الوادي الذي كان ولازال محطة لكل من تقطعت به السبل، وبلسم شاف لكل من أصابه الإعياء من مساوئ الحرب وظلم الحوثي وجبروته، يتعرض لعبث أمني سيكتوي بناره الجميع، إن لم يتداركه الحريصون بتحريك حالة الجمود التي يمر بها وإلقاء حجر في مياهه الراكدة، ومعرفة الحلقة المفقودة في منظومة الأمن و الاسراع في تسديدها، وإلا سيبقى الوضع مقلق للجميع. هذه الحلقة تتمثل في توحيد جهود الجهات ذات العلاقة بمنظومة الامن بدءً بالأمن العام، فالخاص، فالأمن السياسي، فالقومي، فالاستخبارات وأجهزة البحث والتحري، وانتهاءً بالأجهزة العسكرية في رابط يربطها جميعا، وإن كان ذلك قائما فعلى المسؤول المباشر تحمل مسؤولية الاخفاق الكبير، جنبا إلى جنب مع بقية ذوي الاختصاص. وعلينا أن نعي أن الأمن في الوادي ليس لغزا يصعب حله، لكنها تراكمات تحتاج إلى حلحلة مع شعور تام بالمسؤولية واعتراف بأن الجرائم التي ترتكب اليوم على مرأى ومسمع الجميع، مالم يتم الكشف عنها وإلقاء القبض عن مرتكبيها وإلا فان ذلك يعد من التهاون المقصود ونقطة سوداء في جبين القائمين عليه. نحن مع تفعيل الأجهزة الأمنية وأن يتحمل المسؤولون فيه مسؤولياتهم كاملة غير منقوصة في أداء مهامهم، ونتمنى أن نسمع من الجهات الأمنية سالفة الذكر وبشجاعة تامة توضيح الأسباب عن الإخفاق الأمني الذي نراه ويشاهده المواطن، وكذلك على السلطة المحلية ممثلة بالمحافظ ووكيل الوادي وضع الحلول الناجعة لإحلال الأمن وتحفيز الأجهزة الأمنية وتوفير الإمكانات المناسبة واللازمة لها للقيام بمهامها على خير ما يكون إن كان ذلك من أسباب الضعف والاختلال، وإلا فإن فتح الطريق لقيادات أمنية أخرى قادرة على تحريك الملف الأمني، هو السبيل الأفضل وإعفاء العاجزين. #ربيع_باسيود
إضافة تعليق