تبرز اليوم أمام الحضارمة فرصة تاريخية نادرة تنتظر من يستغلها ويستفيد منها مالم فستضيع وتذهب إدراج الرياح وتذهب معها آمال عريضة وأحلام كبيرة . وحتى أحاول تقريب الصورة أكثر لأذهان القراء فسوف أضعها في نقاط مجملة وبإمكان القارئ فيما بعد أن يمعن النظر فيها ويتأملها أكثر. وقبل ذكر تلك النقاط أتمنى من كل واحد منكم أن يستحضر الخارطة اليمنية بجميع أبعادها واتجاهاتها الداخلية والإقليمية . سنجد الموقع الجغرافي الذي حباء الله به حضرموت موقعاً مواتياً جيوسياسياً يتيح لها هامشاً كبيراً من التحرك ويعطيها مجالاً أوسع من الحرية الداخلية ربما هذا الهامش اختصها الله به من بين باقي مناطق اليمن باستثناء شبوة وربما مأرب إلى حدٍ لابأس . وبناءً على ذلك وفي ظل المشاكل التي تعصف باليمن جنوباً وشمالاً وشرقاً ( المهرة أيضاً رغم أنها نائة وبعيدة عن مركز الصراع اليمني إلا أنها وقعت للأسف في نقطة إشتباك إقليمي حاد ) . لذلك يجب على الحضارمة أن يدركوا سريعاً هذه الميزة من خلال وضع معادلة سياسية بسيطة تقوم على تحديد : نقاط القوة ونقاط الضعف والفرص والتحديات ووضع الية للتعامل مع كل نقطة من هذه النقاط أو عنصر من هذه العناصر. أولاً : عناصر القوة : وإن من أبرز نقاط القوة التي يجب تعزيزها هو عدم وجود بؤر ولا أسباب للصراع الدموي فيما بين سكان حضرموت أنفسهم ولا فيما بين المكونات والقوى السياسية والمجتمعية الحضرمية مهما كان ارتباطاتها المحلية والإقليمية بما يتيح فرصة أكبر للتعاون والتقارب فيما بينها وتجنيب حضرموت ويلات الصراعات حالياً ومستقبلاً . وهناك نقاط قوة أخرى أيضاً نعجز عن حصرها هنا . لكن حالة وضع هذه الدواسة في حيز التنفيذ فبالإمكان إبراز مثل هذه الجوانب وتحديدها بصورة أدق وأشمل. ثانياً : عناصر الضعف : لكن من ابرز نقاط ضعفنا هو الميل الشديد للعزلة والإنفرادية وعدم تفضيل العمل المشترك ، وضعف رصيدنا وخبرتنا التريخية في العمل التشاركي. وحساسية المجتمع الحضرمي من العمل السياسي رغم أهميته في هذه المرحلة كونها مرحلة سياسية بامتياز ولن تحسمها غير التوجهات والمشاريع السياسية سواء المحلية أو الإقليمية. وهذه النقطة أظنها من أعقد النقاط على الإطلاق ولابد من وضع اليات عاجلة وسريعة وفاعلة لحل هذه المعضلة وضرورة تجاوزها مالم فلن نحقق أي إختراق في باقي النقاط والخطوات. ثالثاً الفرص : إن إنشغال باقي الأطراف المحلية والإقليمية بحسم الصراع والمعارك في مناطق ساخنة أخرى من اليمن خصوصاً جهة الشمال وانشغالهم في ترتيب أوضاع الجنوب المضطرب كل ذلك يتيح للحضارمة فرصة أكبر وفسحة أطول لتحقيق مزيداً من الإنجازات المحلية على أرض الواقع وبعيداً عن التدخلات المركزية وهذا ماسيلمسه المواطن على الأرض وفي واقع حياته . رابعاً التحديات : لاشك أن هناك جملة تحديات لابد لنا من مواجهتها وتجاوزها ولن أفصل كثيراً فيها لكن ساكتفي بذكر أهمها : أولاً : لابد من وجود قيادة حضرمية تكون على مستوى المرحلة الراهنة وتمتلك ذهنية استراتيجية جيدة وإرادة سياسية كافية. ثانياً : لابد من وجود تواصل معين مع قوات التحالف العربي بطريقة مناسبة تستطيع أن تقنعها بأهمية كل هذه التوجهات وبأنها تمثل نقطة قوة ومصدر دعم للتحالف على المدى القريب والبعيد ولا تتعرض مع سياساته . ثالثاً : لابد من وجود تواصل مع باقي الأطراف اليمنية جنوباً وشمالاً وطمأنتهم بأن استقرار ورخاء حضرموت هو مصدر قوة واستقرار ورخاء لباقي المناطق اليمنية شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً وأن التجربة الحضرمية صالحة للتعميم بحيث تنتشر عدواها لتحفز باقي اليمنيين للإقتداء بها في إطار دولة إتحادية تراعي المستجدات والخصوصيات والحقوق والواجبات لكل الجهات والمناطق في عموم الوطن اليمني.
إضافة تعليق