منذ تشكيله في مايو 2017 ظل المجلس الانتقالي ممسكا بذيل الامارات ومنفذا مطيعا في كل فعله السياسي لتوجهاتها و اكثر من ذلك حتى اظهرت ابوظبي تبرما من تلك الطاعة العمياء. كان امل الانتقالي في ذلك هو اشراكه في مفاوضات السلام كطرف ثالث مع الشرعية الانقلابيين مراهنا على فرضه من قبل داعميه الإماراتيين وظلت ابوظبي تمني الانتقالي في ذلك. الا ان فشل الامارات في اشراك الانتقالي بسبب فيتو سعودي امريكي جعلها تشعر بالحرج امام حلفاءها فاوعزت لهم بالتظاهر و الفوضى لامتصاص غضب انصارها غير ان الرياح أتت بمالاتشتهيه نفوسهم وخرج انصارها يشتمون الملك سلمان عاهل حليفتها الكبرى وزعيمة التحالف العربي! في عقر دارهم ومعقلهم الابرز (ردفان) وسرعان ماتنصلت منهم ابوظبي عبر هاني بن بريك رجلها المخلص والذي اتهم انصار الانتقالي في ردفان بالتبعية لقطر! ما حدث ايها السادة لم يكن تكلفا من قبل الجماهير فتلك الجموع من ذوي الخلفية الاشتراكية تنظر الى المملكة العربية السعودية على انها دولة رجعية وحكومة (كهنوت) لافرق عندهم بينها وجماعة الحوثي! وتم تغذيتهم من قبل الامارات على ان السعودية هي من افشلت جهودها لاشراك الانتقالي في المفاوضات! حسنا اذن فما شهدته معاقل الاشتراكية في ردفان والضالع لم يكن محض صدفة لكنه تعبير اكثر صراحة عن هوية المجلس الانتقالي اليسارية المناوئة لكل انظمة الحكم في دول الخليج وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية .. لكن الرد السعودي جاء سريعا وغير متوقعا مكانا وزمانا حيث تم احراق صور قادة الإمارات في المكلا خلال تظاهرات منددة بتدهور الوضع المعيشي، وهو ما استدعى الوزير الإماراتي انور قرقاش لمحاولة لملمة المشهد واتهام الشماعة المعتادة (الاصلاح) بالوقوف خلف الشعارات المناوئة للتحالف من قبل الجماهير التي خرجت استجابة لدعوة المجلس الانتقالي بالتظاهر! تخبط الانتقالي وارتباك ابوظبي القيا بظلالهما على مشاورات جنيف التي اعلن عن تاجيل بدء جلساتها بسبب تاخر الوفد الانقلابي.. اتهم الانتقالي في بيانه الاخير الرئيس هادي بالحيلولة دون مشاركته في مفاوضات السلام ولا يعلم هل كان المطلوب من الشرعية التنازل عن مقعدها في المشاورات لصالحه مثلا! لكن الفخ الاكبر الذي استدرج اليه الانتقالي هو تبنيه للمظاهرات والاحتجاجات بشكل رسمي وهو ماجعله مسؤلا امام الداخل والخارج على كل اعمال الفوضى و الاساءات لقيادات دول التحالف واي تبعات يترتب على ذلك التصعيد. زيارة القائد العسكري الامريكي الكبير الى عدن وسط الغليان المتصاعد عكس قلق واشنطن من امكانية سيطرة التنظيمات الارهابية على عدن والمحافظات المجاورة مستغلة الفوضى التي ينفذها انصار الانتقالي، في حين يعلم الجميع ان الحرب ضد الارهاب هي العقيدة الضابطة للسياسة الخارجية لواشنطن وهو مايعني عدم التهاون مع كل مايؤدي الى افشال تلك الجهود من اي كان ..انتقالي او غيره.. لسنا بصدد معرفة ما ستؤول اليه الاحداث لكنا على دراية ان جهود الانتقالي السابقة تعرضت لنكسة قاصمة داخليا وخارجيا وان الفيتو السعودي الامريكي هو من حدد طرفا التفاوض في جنيف وهو ماعكس عدم قناعة كافية لدى واشنطن والرياض بكفاءة الانتقالي الذي تؤهله ليكون حليف موثوق وان كل مناورات الانتقالي السابقة لم تبدد المخاوف حول خلفياته الفكرية .. وهو مايفسر استمرار استدعاء قطر في خطابه الاعلامي كمحاولة اخيرة لاستجداء الرضى السعودي واقناعها بنفسه. فلما شعر بالفشل اخرج قناعته القديمة واوعز لانصاره بشتمها!! ايها السادة نحن امام فشل ذريع على كل الاصعدة والمستويات نتيجة ارتهان تام اعاد المشهد الجنوبي الى المربع الاول وهو مربع احراق الاطارات!!
إضافة تعليق