عام كامل انقضى على احتفاء الإصلاح بالذكرى السابعة والعشرين، لقيامه وها نحن اليوم أمام الذكرى الثامنة والعشرون، واليمن يئن من نيران الانقلاب الحوثي، فبين مشرد ونازح، وبين مطارد ومعتقل وسجين، وبين معاق، ومن فقد حياته شهيدا ليحيا اليمن، إضافة إلى المعاناة الاقتصادية التي يكابدها معظم اليمنيين. كل ذلك ولازال الإصلاح، وسيبقى في خط الدفاع الأول عن الوطن، وليس بغريب على هذا الحزب الذي امتزج بالوطن بآلامه وأفراحه منذ اللحظات الأولى من ولادته في١٣سبتمبر من عام1990م، إلا أن يكون في مقدمة الصفوف من أجل يمن ينعم أبناؤه بحياة حرة كريمة، فلم يكن يوما ما انتهازيا ولا متلونا، يتعامل مع الأحداث والمتغيرات بما تقتضيه مصلحة الوطن العليا، منطلقا في كل شؤونه الداخلية والخارجية، بعدد من المبادي والمنطلقات التي تتمثل أبرزها في العدل والحرية والمساواة والديمقراطية، كأساس يعمل عليه وينافح ويكافح من أجل تحقيقه على الواقع، كأسلوب لممارسة الحكم، ورفض الاستبداد بكل أشكاله وألوانه. لقد مارس الإصلاح العمل السياسي وشارك في كل الدورات الانتخابية، وتحالف ونسق مع معظم القوى السياسية، وكان متمسكا ورافعا من قيم وأخلاقيات العمل السياسي، مستخدما الكلمة في تبيين آراءه ومواقفه، ولازال على هذا النهج بالرغم من حملات التخوين والتشويه، ونعته بالإرهاب في سابقة لا تمت للعمل السياسي والحزبي بصلة، ولن يضر الإصلاح ذلك إلا أذى ومع هذا ومن موقع المسؤولية يمد الإصلاح يده لكل القوى والكيانات السياسية، ويتمنى منها أن تقترب خطوة لتسمع وترى بأم عينها حقيقة الإصلاح، الذي خاض تجارب وتحالفات اسهمت في التقارب بين فرقاء العمل السياسي، وساهمت في إعطاء دفعة وزخما كبيرا للحياة السياسية، وكان لها الدور الأكبر في إعادة صياغة اليمن على أسس وطنية من خلال ما حوته وثيقة مخرجات الحوار الوطني، وأصبح عندها اليمنيون قاب قوسين أو أدنى من إقامة اليمن الاتحادي، لولا الانقلاب الغاشم، الذي يتطلب اليوم تظافر جهود كل القوى لدحره والخروج من هذا النفق المظلم إلى رحاب المستقبل المشرق الوضاء.
إضافة تعليق